دولار أمريكي 3.65ريال
جنيه إسترليني 4.69ريال
يورو 3.88ريال

ما حقيقة "تبليط الهرم" في مصر؟ وما مدى إمكانية التنفيذ؟

30/01/2024 الساعة 13:32 (بتوقيت الدوحة)
ع
ع
وضع القراءة

مشروع لترميم الهرم الأصغر بين أهرامات الجيزة أثار جدلا بين المصريين على منصات التواصل الاجتماعي، بعدما أعلن المجلس الأعلى للآثار في مصر خطته لإعادة تغليف هرم منكاورع (المعروف أيضا بهرم المنقرع) بالجرانيت.

جاء ذلك الجدل، بعد نشر الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار مصطفى وزيري، عبر فيسبوك، مقطع قصير يشرح فيه مشروع ترميم هرم منكاورع، ووصفه بأنه "مشروع القرن".

وأعلن وزيري أن بعثة مصرية يابانية مشتركة ستبدأ العمل بالمشروع، مشيرا إلى أنه "سيستغرق 3 أعوام حتى يصبح كما كان عند المصري القديم، وسيكون هدية مصر إلى العالم في القرن الـ21".

4000
ويأتي ذلك بالتزامن مع الافتتاح الوشيك للمتحف المصري الكبير، ويقوم المشروع بإجراء رسم وتصوير للهرم، الذي أُعيد تغليفه ببلوكات جرانيتية، ويستهدف إعادة الهرم لشكله السابق، والترويج للسياحة المصرية.

جدل حول تبليط الهرم

في المقابل، طالب أثريون بضرورة طرح المشروع للتشاور والدراسة قبل البدء في تنفيذه بسبب الخلاف بين علماء المصريات حول تغليف الهرم من عدمه، فيما سخر بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي المشروع ووصفوه بـ"تبليط الهرم".

وتُعتبر منطقة أهرامات الجيزة من أشهر المواقع الأثرية بمصر، وتضم أهرامات ملوك الأسرة الرابعة خوفو، وابنه خفرع، وحفيده منكاورع، بالإضافة إلى تمثال أبو الهول الشهير.

كما كانت تلك المنطقة تضم مراكب خوفو المعروفة باسم "مراكب الشمس"، والتي نُقلت مؤخرًا للعرض بالمتحف المصري الكبير عند افتتاحه، وفقًا لما ذكره موقع وزارة السياحة والآثار.

مراحل تنفيذ المشروع

وفي بيان رسمي، كشفت وزارة السياحة والآثار، عن خطوات عمل المشروع الذي سيتم على عدة مراحل لمدة 3 سنوات بالتعاون مع بعثة يابانية، ويشمل أعمال رسم وتصوير فوتوجراميتري، وتوثيق، ومسح بالليزر، ثم البدء الفعلي في أعمال إعادة تركيب البلوكات الجرانيتية.

قال عالم المصريات ومدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، الدكتور حسين عبد البصير، إن كساء هرم منكاورع من الموضوعات الجدلية في علم المصريات، إذ يتبنى العلماء وجهة النظر بأن الهرم لم يُكتس بأحجار، وأن البلوكات الموجودة بجواره خاصة بالمعبد الجنائزي.

ويستند هؤلاء إلى أن هذه الأحجار لم تكن مشذبة، ولذا فإن كساء الهرم بهذه الأحجار يخالف طبيعته الأثرية. في المقابل يرى فريق من العلماء من بينهم الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار مصطفى وزيري، أن الهرم كان مغطى بالأحجار الجرانيتية، وطرح مشروع لدراسة إعادة كساء الهرم بهذه الأحجار بالتعاون مع بعثة يابانية.

لماذا تبليط الهرم؟

ووفقًا لتصريحات رسمية لوزيري، فقد ذكر أن البلوكات الجرانيتية للكساء الخارجي لهرم منكاورع بلغت حوالي 16 "بلوكًا" لم يتبق منها سوى 7 "بلوكات" فقط، وسيتم دراستها، وترميمها، وتوثيقها، وإعادة تركيبها، وذلك بهدف رؤية هرم الملك منكاورع لأول مرة كاملاً بالكساء الخارجي له كما بناه المصري القديم.

6000
وأوضح عبد البصير أن غالبية النظريات ترجح أن الأحجار الجرانيتية الموجودة بجوار هرم منكاورع كانت جزءًا من الكساء الخارجي للهرم، وأنها تساقطت مع مرور الزمن، وتعرضت للتغيرات بفعل العوامل الجوية، مشيرًا في هذا الصدد إلى أن هرم منكاورع تميز في كسائه بأحجار جرانيتية جلبت من أسوان، في حين تم كساء هرمي خوفو وخفرع بأحجار جيرية جُلبت من مدينة حلوان (أقصى جنوب القاهرة) سقطت من الهرم مع مرور الزمن.

وفي تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية، أرجع كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، مجدي شاكر، أسباب اختيار إعادة كساء هرم منكاورع؛ لأنه الوحيد الذي كان مغطى بحجارة الجرانيت، وما زالت موجودة حول الهرم وبحالة جيدة، في المقابل أُغلق هرمي خوفو وخفرع بالحجارة الجيرية التي تساقطت، وتم سرقة أجزاء منها.

وأوضح عالم المصريات، أن سبب كساء الأهرامات من الخارج بالأحجار الجرانيتية أو الجيرية حتى تعكس أشعة الشمس للتأكيد على ربوبية الملك في العالم الأخر(وفقًا لمعتقداتهم) لافتًا إلى أهمية المشروع في الترويج للسياحة المصرية في ظل الاهتمام العالمي بالحضارة المصرية القديمة.

المصادر

جميع الحقوق محفوظة لمرسال قطر 2024

atyaf company logo