استقبل معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، اليوم في قصر لوسيل، سعادة السيد أنتوني بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، الذي يزور البلاد حاليا.
جرى خلال المقابلة، استعراض العلاقات الاستراتيجية الوثيقة بين البلدين الصديقين، ومستجدات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، واتساع دائرة العنف في المنطقة، وتداعياته على الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي. وتناولت المقابلة جهود البلدين للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، بما يمهد لحل عادل وشامل ومستدام للقضية الفلسطينية. وفي هذا الصدد بحث الجانبان استئناف عملية تبادل المحتجزين والأسرى بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، كما ناقشا تسريع وتيرة إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع مع زيادتها؛ نظرا للاحتياجات الملحة والعاجلة، لا سيما من الماء والغذاء والدواء.
وأكد معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، خلال المقابلة، أن إنهاء العدوان على غزة لم يعد مطلبا لسكان القطاع فحسب، بل أصبح مطلبا لجميع شعوب المنطقة والعالم، بعد أن شهدت الأسابيع القليلة الماضية توسع دائرة الحرب وتمددها من حدود القطاع والأراضي الفلسطينية المحتلة إلى البلدان المحيطة بها.
وقال معاليه: إن اتساع دائرة العنف في المنطقة التي تعاني من أزمات ونزاعات مستمرة ومزمنة، يزيد الوضع تعقيدا ويعرض المفاوضات القائمة للوصول لهدنة في قطاع غزة إلى الخطر.
وجدد معاليه دعوة دولة قطر لجميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتغليب صوت الحكمة، وتجنب التصعيد وعدم اتخاذ قرارات قد تؤدي إلى المزيد من سفك الدماء، وعدم التعرض للمدنيين وحرية الملاحة التجارية.
وشدد معاليه على أن الخيار العسكري لن يحل أزمات المنطقة، مؤكدا على ضرورة معالجة الأسباب الجذرية لأشكال التصعيد المختلفة في المنطقة، وعلى رأسها القضية الرئيسية وهي القضية الفلسطينية، وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة، لافتا إلى التداعيات الكارثية التي ستترتب على وقف الدعم عن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "الأونروا"، وفي هذا السياق، دعا معاليه إلى الفصل بين الوكالة كمؤسسة أممية ذات قيم وتقاليد راسخة وبين الادعاءات التي طالت عددا من موظفيها الذين يخضعون للتحقيق.