لم تعد المباراة النهائية لمسابقة كأس الأمير المفدى لكرة القدم حدثا استثنائيا فقط بالنسبة للشعب القطري، باعتبارها البطولة الأغلى كرويا على مدار تاريخه، بل تحولت خلال الأعوام الماضية إلى تظاهرة رياضية يشهدها العالم أجمع، وتخلد تدشين استادات نهائيات بطولة كأس العالم قطر 2022.
استاد خليفة الدولي
فبعد أن زينت قطر نهائي النسخة الخامسة والأربعين من كأس أميرها في التاسع عشر من مايو 2017، بافتتاح استاد خليفة الدولي الذي تم تطويره، أول استادات مونديال قطر جاهزية، تعود الآن لتبرز نهائي النسخة التاسعة والأربعين من المسابقة الأغلى، الذي سيقام مساء /الجمعة/ المقبل بافتتاح ملعب الثمامة سادس ملاعب المونديال جاهزية.
وشهد افتتاح استاد خليفة الدولي، القلب النابض للأحداث الرياضة التي تشهدها البلاد منذ أن تأسس للمرة الأولى عام 1976، نهائيا مثيرا بين فريقي السد والريان وسط حضور جماهيري غفير، قدر بـ40 ألف متفرج، وانتهى بفوز الأول بهدفين مقابل هدف.
وعاد استاد خليفة الدولي في العام التالي وفي التاسع عشر من مايو أيضا، ليستضيف نهائي النسخة السادسة والأربعين من كأس الأمير، والتي جمعت الدحيل والريان وانتهت أيضا بخسارة الريان وبنفس نتيجة مباراة العام الماضي.
ويأخذ استاد خليفة بعد إعادة تطويره، طابعا عصريا أنيقا مع الحفاظ على لمحات من تاريخه العريق، حيث يعتبر القوسان المزدوجان اللذان يعانقان السماء من أهم مميزات الاستاد الجاذبة لعشاق كرة القدم وأكثرها شهرة، لكن المظلة الواسعة التي ستمتد تحتهما ستعطي شكلا جديدا لسقف استاد خليفة الدولي ، لتعمل بالتكامل مع نظام التبريد للحفاظ على درجة حرارة مريحة للمشجعين.
استاد الجنوب
وليس ببعيد عن استاد خليفة الدولي، فقد شهد افتتاح استاد الجنوب، ثاني ملاعب مونديال قطر جاهزية، والملعب الأول الذي تم تشييده منذ بدايته وفق متطلبات الاتحاد الدولي لكرة القدم /فيفا/، نهائي النسخة السابعة والأربعين من كأس الأمير، والتي جمعت الدحيل والسد، وانتهت بفوز كبير للأول بأربعة أهداف مقابل هدف واحد.
ويعد استاد الجنوب بمدينة الوكرة، التي تبعد عن الدوحة ما يقرب من 12 كيلو مترا، بخطوطه الرقيقة ومنحنياته السلسة، تحفة معمارية يجمع في إضاءاته ومساحاته وألوانه وأشكاله الهندسية مختلف فنون العمارة العربية الأصيلة، حيث استوحى تصميمه من المراكب التقليدية التي حملت الصيادين والغواصين القطريين إلى عرض البحر للصيد والبحث عن اللؤلؤ طلبا للرزق، وسطرت أروع قصص النجاح والترابط بين أهل قطر قديما.
استاد أحمد بن علي
استمر ارتباط نهائي كأس الأمير مع ملاعب مونديال قطر، حيث كان حاضرا أيضا في افتتاح استاد أحمد بن علي بمنطقة الريان، في المباراة النهائية للنسخة الثامنة والأربعين التي جمعت السد والعربي، وانتهت بفوز الأول بهدفين مقابل هدف، وحصده للقب السابع عشر في المسابقة العريقة.
وتتزين الواجهة الخارجية لاستاد أحمد بن علي /الريان سابقا/ الذي تم هدمه وإعادة بنائه خلال ستة أعوام، برموز من الثقافة القطرية، حيث يروي قصة شعب قطر وتاريخه من خلال سبعة نقوش تراثية مجتمعة من كل المناطق، لتؤلف واجهة موحدة للملعب، وقد استمدت هذه النقوش من مراحل التطور والتحول المتعددة للمعمار القطري، وجمعت معا في إطار عصري يتضمن تاريخ قطر الغني بحاضرها ومستقبلها.
سادس ملاعب المونديال
وسيواصل نهائي كأس الأمير المفدى في نسخته التاسعة والأربعين تخليد ملاعب مونديال قطر 2022، حيث ستشهد المباراة المرتقبة بين فريقي السد والريان افتتاح استاد الثمامة سادس ملاعب كأس العالم جاهزية، وذلك بحضور كامل للجماهير في طاقته الاستيعابية البالغة 40 ألف مشجع.
ويقع استاد الثمامة على بعد 12 كيلومترا إلى الجنوب من وسط مدينة الدوحة وعلى مقربة من مطار حمد الدولي، ويمزج بين الأصالة والمعاصرة في التصميم، محتفيا بالتراث العربي الأصيل الذي تتناقله الأجيال في قطر والمنطقة على مدى العقود، حيث يحاكي الاستاد بتصميمه الرائع /القحفية/، وهي القبعة التقليدية المنسوجة التي يرتديها الرجال في قطر والمنطقة، وتشكل قطعة لا غنى عنها تحت الغترة والعقال، وترمز للاعتزاز بالنفس والكرامة.
وسيستضيف استاد الثمامة خلال بطولة كأس العالم /فيفا قطر 2022/، ثماني مباريات حتى الدور ربع النهائي، كما ستقام على أرضه مباريات خلال بطولة كأس العرب /فيفا قطر 2021/ ، حيث يحتضن ست مباريات حتى الدور نصف النهائي.
وبعد إسدال الستار على منافسات المونديال في 2022 ، من المقرر خفض الطاقة الاستيعابية للاستاد بتقليل عدد المقاعد إلى 20 ألف مقعد، بما يتلاءم مع الاحتياجات المحلية ليتم استخدام الاستاد في استضافة مباريات كرة القدم وغيرها من الفعاليات الرياضية، وذلك بعد تفكيك نصف المقاعد والبنية التحتية الرياضية والتبرع بها لتطوير مشاريع رياضية في دول نامية حول العالم.
وفي مرحلة الإرث التي تلي بطولة كأس العالم /فيفا قطر 2022/، سيشكل استاد الثمامة مركز جذب حيوي يخدم المجتمع المحلي، حيث سيتم تفكيك مقاعد الجزء العلوي من المدرجات، وإنشاء فرع لمستشفى سبيتار للطب الرياضي، وفندق من فئة الخمس نجوم.
وستضم المنطقة المحيطة باستاد الثمامة العديد من المرافق الرياضية من ضمنها ملاعب لكرة السلة، وكرة اليد، والطائرة، وحوض سباحة، إضافة إلى مسارات للجري ولركوب الدراجات الهوائية تتصل بمسارات الدراجات الهوائية في المنطقة المحيطة، كذلك ستضم المنطقة مساحات مخصصة للمحال تجارية، بما يوفر مركزا مجتمعيا يلبي الاحتياجات المختلفة للسكان.
