شاركت دولة قطر في أعمال الدورة الـ 113 للمجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي على المستوى الوزاري، والتي عقدت اليوم بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة برئاسة المملكة الأردنية الهاشمية.
ترأس وفد دولة قطر في أعمال الدورة، سعادة السيد طارق علي فرج الأنصاري المندوب الدائم لدولة قطر لدى جامعة الدول العربية.
وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة، أعرب سعادة السيد طارق علي فرج الأنصاري المندوب الدائم لدولة قطر لدى جامعة الدول العربية، عن شكره للأمانة العامة لجامعة الدول العربية للإعداد والتحضير لهذه الدورة، وكذلك للدول الأعضاء على جهودها في إعداد موضوعات جدول أعمالها، مثمنا ما بذلته الجمهورية اليمنية الشقيقة من جهود خلال رئاستها للدورة السابقة، ومتمنيا للملكة الأردنية الهاشمية التوفيق والنجاح في رئاسة الدورة الحالية.
وأشار سعادته إلى أن هذه الدورة تعقد وسط تحولات اقتصادية مضطردة واحتلال قبيح يقوض مكتسبات التنمية في فلسطين الشقيقة وباقي الدول العربية الشقيقة التي تتعرض للعدوان، لافتا أيضا إلى أن هناك تغيرات اجتماعية متسارعة تلقي بكاهلها على الشعوب العربية أمنا واستقرارا وتأثيرا على أوضاعها من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية.
صمود فلسطيني
ووجه سعادته التحية إلى صمود الشعب الفلسطيني الشقيق الذي لا زال يواجه أوضاعا مأساوية جراء العدوان الإسرائيلي الغاشم، داعيا إلى أن تركز الدورة الحالية للمجلس على برامج للتخفيف من الأوضاع الاجتماعية والإنسانية والصحية الصعبة التي يشهدها الأشقاء في دولة فلسطين الشقيقة.
وثمن سعادة السيد طارق علي فرج الأنصاري المندوب الدائم لدولة قطر لدى جامعة الدول العربية، جهود الدول الشقيقة والجهات المعنية الأممية والدول الصديقة لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية للأشقاء الفلسطينيين، خاصة ما بذلته ولا زالت تبذله جمهورية مصر العربية الشقيقة بالتنسيق مع السلطات القطرية لإيصال المساعدات الإنسانية للإخوة الفلسطينيين عبر مطار العريش، بما يعد نموذجا يحتذى به للعمل العربي المشترك في المجالات الإنسانية والإغاثية والتنموية التي تشكل عمادا لموضوعات جدول أعمال الدورة الحالية للمجلس.
طارق الأنصاري: قطر تؤكد مجددًا موقفها الثابت حيال حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة
كما قال "إن دولة قطر إذ تؤكد مجددا موقفها الثابت حيال حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967، تؤكد تضامنها مع ما يتعرض له الشعب الفلسطيني الشقيق من قتل وتشريد، وتأمل توقف هذه المأساة الإنسانية من خلال عمل عربي مشترك فاعل، وأن تعود الأوضاع إلى طبيعتها حتى تبدأ الجهود التنموية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، ويعيش المواطن الفلسطيني في أمن وسلام"، داعيا في هذا الصدد إلى دعم جماعي لخطة الاستجابة المقدمة من دولة فلسطين، والتي نوه بها الأمين العام لجامعة الدول العربية في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال هذه الدورة.
متطلبات التنمية
وأشار سعادة السيد طارق علي فرج الأنصاري المندوب الدائم لدولة قطر لدى جامعة الدول العربية، في كلمته، إلى أن رؤية قطر الوطنية بدأت في عام 2008 من أجل تحقيق متطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، لافتا إلى أن التنمية أخذت دفعة سياسية على مستوى القيادة من خلال استراتيجيات خمسية، حيث كانت الخطة الأولى للفترة 2011-2016، والثانية ما بين 2017 و2022، قبل أن تبدأ الخطة الثالثة في عام 2023، منوها بأن الاستراتيجية القطرية اعتمدت على استراتيجيات قطاعية، بحيث يتولى كل قطاع حيوي فيها الوزارة المختصة على أساس صياغة برامج ومشروعات قابلة للقياس، حيث أثمرت هذه الاستراتيجيات عن نمو في القطاع الاقتصادي القطري على المدى المتوسط، يبلغ قرابة 5.5 في المائة مدعوما بالتوسع الكبير في إنتاج الغاز الطبيعي المسال وتنفيذ إصلاحات مالية وغيرها من الإصلاحات لتنويع مصادر الدخل.
وفي مجال العمل الاجتماعي، أوضح سعادته أن رؤية قطر الوطنية 2030 أسهمت في إيجاد بنية تحتية شاملة وحديثة للرعاية الصحية والنظام التربوي والتعليمي الذي يضاهي أرقى الأنظمة التعليمية في العالم، حيث تبوأت دولة قطر أعلى المراتب عالميا من حيث جودة التعليم، كما تسعى الاستراتيجية الوطنية إلى تأهيل الشباب وتمكين المرأة وتشجيع النشء على الإبداع والابتكار وتنمية القدرات وغرس روح الانتماء والمواطنة، فضلا عن تنفيذ الأبعاد الاجتماعية لأهداف التنمية المستدامة من خلال القضاء على الفقر متعدد الأبعاد وكفالة حقوق الأطفال والأشخاص ذوي الإعاقة وخدمة قضايا التنمية الاجتماعية.
دعم قطري
ونوه سعادته، في هذا الصدد، بالدعم الموجه من دولة قطر للدول الشقيقة والصديقة للقيام بذات الجهود من خلال برنامج قطر للدعم الخارجي الحكومي والأهلي، لافتا إلى أن دولة قطر تولي أهمية للتكامل الاقتصادي والاجتماعي في إطار برامج جامعة الدول العربية، كما تدرك حجم التحديات التي تواجه الاقتصادات العربية ضمن المنظومة الاقتصادية العالمية، ولذلك تبذل دولة قطر ما في وسعها لمواءمة خططها وبرامجها واستراتيجياتها مع قرارات المجلس الاقتصادي والاجتماعي في إطار الجهود العربية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030.
قطر ستواصل برامجها الداعمة للتكامل العربي في المجالات الاقتصادية والاجتماعية
ولفت إلى أنه في هذا الإطار جاء إعلان الدوحة تحت عنوان “المضي قدما لما بعد 2030 .. نحو تنمية اجتماعية متعددة الأبعاد”، كما شكل معرض أكسبوا 2023 للبستنة منصة عربية تبرز من خلالها الأمة العربية إمكانياتها الاقتصادية والاجتماعية، مؤكدا أن دولة قطر ستواصل برامجها الداعمة للتكامل العربي في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، وخاصة البرامج ذات الصلة بالتعاون العربي الدولي.
وأبرز سعادة السيد طارق علي فرج الأنصاري المندوب الدائم لدولة قطر لدى جامعة الدول العربية، أهمية الموضوعات المدرجة على جدول أعمال الدورة للعمل الاقتصادي والاجتماعي العربي المشترك والتي ستصب في القمة العربية المقبلة في مملكة البحرين، المقررة في مايو المقبل، داعيا إلى تفعيل برامج منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى المشتركة والاتحاد الجمركي العربي بوصفهما محورا هاما لأعمال الدورة.
وأعرب سعادته، في ختام كلمته، عن الشكر لكافة الجاليات العربية الشقيقة التي تقيم في دولة قطر وتعمل جنبا إلى جنب مع الشعب القطري على كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية لتحقيق مسيرة التنمية في دولة قطر.