دولار أمريكي 3.64ريال
جنيه إسترليني 4.54ريال
يورو 3.93ريال

انطلاق أعمال المؤتمر الدولي"طرق المياه.. معارف وجماليات"

18/02/2024 الساعة 22:23 (بتوقيت الدوحة)
جانب من المؤتمر
جانب من المؤتمر
ع
ع
وضع القراءة

انطلقت اليوم أعمال المؤتمر الدولي حول الدراسات المائية، والذي تنظمه كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية في معهد الدوحة للدراسات العليا بالتعاون مع متاحف قطر، ومهرجان قطر الأول للفنون رباعية قطر بعنوان: "طرق المياه.. معارف وجماليات".

ويشارك في المؤتمر على مدى ثلاثة أيام 37 باحثا وباحثة من عدة بلدان عربية وأجنبية تركز مداخلاتهم على دراسة المياه من مختلف الزوايا والتخصصات مثل العلوم السياسية، والاقتصاد، والجغرافيا، وعلم الاجتماع، والأنثروبولوجيا، والأدب المقارن، والتاريخ، والفلسفة، والدراسات الثقافية، والفنون الإبداعية.

وأكد الدكتور عبدالوهاب الأفندي رئيس معهد الدوحة للدراسات العليا في كلمته الافتتاحية على أهمية المؤتمر ودوره في تعزيز التواصل بين الباحثين المهتمين بهذا المجال، مقدما شكره لمتاحف قطر ورباعية قطر على هذا التعاون المثمر.

وتناول بشيء من التفصيل الحديث عن أهمية المياه كمصدر للحياة والمقاربات التي تتعلق بالمياه سياسيا واقتصاديا، مؤكدا أن دراسة المياه فيها تجليات ومسارات عديدة للاستكشاف والتأمل، منوها بأن هناك أعمالا إبداعية كثيرة كانت المياه مصدرا أساسيا لها، فـ"الإلياذة" إحدى أعظم ملاحم الأدب الغربي الكلاسيكي، حيث أرسى بها "هوميروس" أسس الشعر الملحمي شكلا ومضمونا. والسندباد البحري، وغيرهما من الأعمال التي ترسخت في الوجدان.

وأشار إلى أن المياه تعتبر مصدرا لدراسة الجانب السياسي ولعل أبرز مثال على ذلك هو سياسة الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي وحصار غزة وكذلك التهديدات الخاصة بالملاحة الدولية.

كما تناول في كلمته أهمية المياه والاستدامة على كوكب الأرض والدراسات العلمية المتعلقة بها، لافتا إلى اهتمام معهد الدوحة للدراسات العليا بدراسة المياه في منطقة الخليج وما يتعلق بها من سياسات ودبلوماسية وفنون إبداعية.

بدورها، أشارت الدكتورة أمل غزال عميدة كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية في معهد الدوحة للدراسات العليا إلى زيادة النقاشات حول الدراسات المتعلقة بالمياه في الآونة الأخيرة، مما يساعد على رفع الوعي بأهمية المياه في الحياة الإنسانية، موضحة أن الحديث عن طرق المياه لا يعني الحديث عن المحيطات والبحار فقط، وإنما يشمل ذلك الأنهار والبحيرات الصغيرة والمسطحات المائية، وأي طريق آخر يمر عبره الماء، لافتة إلى أهمية الإنتاج المعرفي في هذا السياق.

ومن جهتها، قالت الشيخة العنود آل ثاني مدير رباعية قطر بالإنابة: "بدأت في هذا المؤتمر رحلة عميقة من الاستكشاف والتنوير تتمحور حول أحد أهم عناصر الحياة: الماء"، مشيرة إلى أن الماء كان عبر التاريخ موضوعا للتأمل في المجالين الفني والفكري، حيث لفت انتباه العلماء والفنانين والمفكرين في مختلف التخصصات.

وأوضحت أنه على مدى أيام المؤتمر، لدينا فرصة فريدة للتعمق في تعقيدات المياه، وكشف أسرارها وفهم دورها المتعدد الأوجه في تشكيل عالمنا. ومن سياسة إدارة المياه إلى تمثيلها في الفنون، سيقدم هذا المؤتمر استكشافا شاملا لأهمية المياه من وجهات نظر متنوعة، ولكنها على نفس القدر من الأهمية، لافتة إلى أن هذا المؤتمر شهادة على الشراكة والتعاون بين معهد الدوحة للدراسات العليا ورباعية قطر، مضيفة: "لقد قمنا معا بتنظيم برنامج ديناميكي ومتنوع يجمع العلماء والفنانين والخبراء من جميع أنحاء العالم لمشاركة رؤاهم وخبراتهم في مجال المياه، حيث يستكشف المؤتمر مجموعة واسعة من المواضيع، بدءا من التمثيل الفني للمياه في السينما والأدب إلى الآثار الفلسفية لعلاقتنا بهذا العنصر الأساسي. كما سيطرح المشاركون وجهات نظر متنوعة حول دور المياه في تشكيل مجتمعاتنا وثقافاتنا وبيئاتنا.

كما ألقى كل من السيد مارك روهان رابولت، مدير رباعية قطر الفني بالشراكة، وتوم إيكلس، مدير رباعية قطر بالشراكة، كلمات افتتاحية تضمنت تعريفا برباعية قطر، والمؤتمر بشكل عام والأوراق التي ستقدم خلاله، والزوايا البحثية والفنية التي يرتكز عليها المؤتمر للنقاش حول طرق المياه.

لمحة تاريخية

شهد اليوم الأول من مؤتمر "طرق المياه.. معارف وجماليات"، محاضرة افتتاحية قدمها الدكتور فهد بشارة، أستاذ مشارك في تاريخ ودراسات الخليج والجزيرة العربية في جامعة فيرجينيا، بعنوان: "الكاتب البحار: منصور الخارجي والعوالم المحيطية بالخليج"، تناول فيها لمحة تاريخية عن مياه الخليج من خلال ارتباطها بتاريخ المحيط الهندي، ونظرة "النواخذة" إلى البحر، مركزا على كتابات منصور الخارجي، أحد "النواخذة" الكويتيين الذين عشقوا البحر وكتبوا عن تاريخه وعن تاريخ الغوص بحثا عن اللؤلؤ وعلاقات الخليج بالهند وكذلك القارة الإفريقية، وضمنت مخطوطات الخارجي، حسب بشارة، ملاحظات حول الملاحة والمعاملات والجغرافيا السياسية.

وجاءت أولى جلسات المؤتمر بعنوان: فلسفة الماء، وقدم فيها داميان تيسو، أستاذ مساعد زائر في الفلسفة في جامعة جورجتاون قطر، ورقة بحثية ناقش فيها ورقة بحثية بعنوان "الماء المعطاء"، فيما تطرقت الأستاذة أماني زعيبي إلى موضوع الماء من الشعري إلى الفنومينولوجي، واختتمت الجلسة الأولى بورقة بحثية تحت عنوان: إنشائية الماء عند غاستون باشلار من خلال كتابه الماء والأحلام، للدكتورة فوزية ضيف الله، أستاذة بجامعة تونس المنار.

وفي الجلسة الثانية المعنونة بـ "آداب الماء"، قدمت الدكتورة هبة غانم أستاذة مساعدة في برنامج الأدب المقارن في معهد الدوحة للدراسات العليا، دراسة حول المحيط المتحول في جسد الأسير الفلسطيني في "الماء والملح" للكاتبة لينا خلف تفاحة، في حين ناقشت الأكاديمية الجزائرية شفيقة بغدادي وعيل موضوعا بعنوان: القطرة التي أفاضت الشعر، لتختتم الجلسة الثانية بمداخلة بعنوان: "البحر كرمز للصدمة في قصائد درويش: مديح الظل العالي وحصار لمدائح البحر" قدمها وائل سلام، أستاذ مساعد زائر في اللغة العربية.

أما الجلسة الثالثة والأخيرة لليوم الأول، فقد ناقشت محور سينما الماء، واستهلت بمداخلة من تقديم فاتن مبارك، أستاذة المناهج في الدراسات الاجتماعية في جامعة تونس، تناولت فيها واقع الماء في تونس من خلال السينما: كيف تصبح الصورة السينمائية أداة للفهم والفعل، بعد ذلك تناول الباحث والأكاديمي الفلسطيني حسني مليطات التحولات الدلالية للماء في المشاهد السينمائية الإسبانية والفلسطينية: نظرة تأويلية مقارنة.

واختتمت جلسات اليوم الأول بورقة بحثية من تقديم الفنانة الباكستانية نيزا خان تطرقت فيها إلى حوار نقدي عن الجغرافيا والذاكرة والتجربة المعاشة. من خلال استعراض عمل سينمائي قصير.

وستتوزع جلسات المؤتمر في اليوم الثاني على مواضيع تاريخ المياه، سياسة المياه، اجتماعية المياه. وفي اليوم الثالث منه، سيقدم الباحثون مداخلات حول مياه فلسطين ومياه الخليج وفن المياه ضمن ثلاث جلسات، وستخصص الجلسة الأخيرة للنقاش وتقديم الملاحظات الختامية.

المصادر

جميع الحقوق محفوظة لمرسال قطر 2024

atyaf company logo