افتتح سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة، مساء اليوم، معرض "فن التدوير الدولي" (تدوير)، الذي تنظمه لجنة الاحتفالات بالمكتب الهندسي الخاص في الساحة الغربية بسوق واقف، بمشاركة 30 فنانا من أكثر من 17 دولة، بالإضافة إلى دولة قطر.
حضر الافتتاح السيد محمد بن مطلق القحطاني نائب رئيس المكتب الهندسي الخاص، وعدد من السفراء والدبلوماسيين المعتمدين لدى الدولة، بالإضافة إلى فنانين ومثقفين وإعلاميين.
وقالت السيدة روضة المنصوري مدير مركز سوق واقف للفنون: إن معرض فن التدوير الدولي خلال هذا العام يركز على ثلاثة عناصر مهمة هي "الحديد والورق والخشب"، تم توزيعها على خيام عبارة عن قباب مقسمة إلى ثلاثة أقسام بالساحة الغربية بسوق واقف، حيث إن كل قسم تم تخصيصه لعنصر من العناصر الثلاثة.
وأكدت أن الهدف من المعرض هو تحقيق رؤية قطر في مجال الاستدامة، وإظهار إبداع الفنانين في هذا المجال للجمهور، الذي يرتاد سوق واقف، منوهة بأن الفنون تلهم جميع أفراد المجتمع لتبني أفكار وسلوكيات إيجابية؛ من أجل الحد من النفايات وتحقيق التنمية المستدامة، وهو ما لاحظه الجميع خلال فعاليات بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، بالوصول إلى معدل صفر نفايات، وكذلك بطولة كأس آسيا قطر 2023 بعد تحويل النفايات إلى مواد قابلة لإعادة التدوير، بما يتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030، وبرنامج الاستدامة؛ لكي يكون هناك إرث للأجيال المقبلة.
وأضافت السيدة روضة المنصوري: "انطلاقا من النجاح الباهر الذي حققه معرض فن السكراب في شهر أكتوبر عام 2019، يأتي تنظيم معرض فن التدوير "تدوير"؛ من أجل الانفتاح على فنون أخرى غير تقليدية، وتماشيا مع السياسة العامة للبلاد في اعتماد ممارسات مستدامة وفعالة من خلال الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية واستدامتها للأجيال القادمة، حيث تم هذا العام إضافة عنصري الورق والخشب، بالإضافة إلى عنصر الحديد، الذي كان مخصصا بالكامل لمعرض فن السكراب 2019.
ونوهت مدير مركز سوق واقف للفنون بمشاركة 30 فنانا من دول مختلفة في المعرض، بالإضافة إلى فنانين قطريين ومقيمين، بما يقارب 280 عملا فنيا.
ولفتت إلى أن المعرض ستصاحبه إقامة بعض الورش وتنفيذ الفنانين المشاركين لأعمالهم الفنية بشكل مباشر أمام الجمهور، بمصاحبة أداء موسيقي، بالإضافة إلى تنظيم ندوات يطرح فيها المشاركون أفكارهم ومسيرتهم الفنية؛ من أجل الانفتاح على تجارب عالمية أخرى، فضلا عن استضافة طلبة المدارس من أجل إلهامهم.
من جانبه، قال الفنان القطري يوسف أحمد، إنه يشارك في معرض (تدوير) بالتركيز على خامة "سعف النخيل"، الذي تمدنا به شجرة النخيل المعطاءة، والتي لها حضور مميز في بيئتنا وثقافتنا، مشيرا إلى أنه استخرج الورق انطلاقا من سعف النخيل، حتى يتماشى مع المعرض الذي يرتكز على عناصر "الحديد والخشب والورق"، حيث إنه يمكن استخدام ورق سعف النخيل، سواء من أجل الطباعة أو القرطاسية، وغير ذلك من الاستعمالات اليومية.
واشتهر يوسف أحمد بالانطلاق من المحلية، مما أعطاه بعدا عالميا وفتح له آفاقا أرحب، وأصبح من سفراء الفن التشكيلي القطري.
من جهته، قال الفنان بدر المنصور من الكويت، وهو متخصص في إعادة تدوير المعادن وإخراجها بشكل فني، إنه يشارك للمرة الثانية في هذا المعرض بـ 8 أعمال، وهي عبارة عن آلات موسيقية باستخدام المخلفات المعدنية.
وعبر المنصور عن سعادته بهذه المشاركة، وبالمستوى العالمي الذي ظهر به المعرض، الذي وصفه بأنه (عالي التنظيم)، مشيدا بما تقوم به دولة قطر من دور مهم في تشجيع الفنانين والاهتمام بالفنون، وكذلك القائمون على تنظيم المعرض.
بدوره، قال الفنان العراقي ناصر السامرائي، إنه يشارك في هذا المعرض بمواد تدوير اعتمد فيها على مادة الكرتون، حيث يقدم عملين؛ أحدهما عن الجمل وهو من الأعمال التي تنتمي إلى اهتمامات واقع الحال في المنطقة.
وأشار السامرائي إلى أن هذا التنوع من فنانين من دول وقارات متعددة، من شأنه أن يثري الحركة الفنية، كما أنه نقلة نوعية تنقلهم إلى مستوى متطور في الفن، معبرا عن سعادته بالمشاركة في هذا المحفل الفني الكبير.
تجدر الإشارة إلى أن معرض فن التدوير الدولي (تدوير) سيستمر في استقطاب الجمهور يوميا حتى التاسع والعشرين من شهر فبراير الجاري.
