نظم قسم التربية الفنية بكلية التربية في جامعة قطر معرضا فنيا وندوة تحت عنوان "ممارسات فنية لاستدامة بيئية". وسلطت الندوة والمعرض الضوء على أهمية دور الممارسات الفنية لتحقيق استدامة بيئية.
وركزت مداخلة الدكتورة لطيفة المغيصيب، رئيس قسم التربية الفنية، على الأبعاد السيكولوجية لتحقيق السلوك البيئي المستدام، وتوضيح دور الفن المستدام في زيادة الوعي العام تجاه القضايا البيئية عبر الأعمال الفنية، وكيفية توظيف تقنية إعادة التدوير في الفن؛ لمنح البيئة جمالا مبتكرا وحمايتها من الخطر.
فيما تناول الأستاذ الدكتور أياد طعمه، عضو هيئة التدريس بقسم التربية الفنية، أهمية الفن الرقمي كأداة قوية للتوعية بقضايا البيئة والمناخ، ونشر الوعي كحماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية؛ إذ يتيح الفن الرقمي استخدام التقنيات والوسائط المتعددة لتصميم قطع فنية مبتكرة تلهم وتثير الاهتمام والتفكير في قضايا البيئة.
من جهتها، ركزت الدكتورة فائزة الذماري، الأستاذ المساعد بقسم التربية الفنية، على حرفية الممارسات اليدوية التقليدية وأثرها الفعال في تفعيل دور الاستدامة البيئية على عدة قضايا، حيث طرحت محورين رئيسيين، هما: محور الكشف عن هوية الحرفة التقليدية بين الماضي والحاضر ودورها في النهوض الحضاري والبيئي، إلى جانب محور استعراض التحديات والصعوبات التي تواجه تنمية وتطور الحرف التقليدية في الكثير من الدول العربية.
الممارسات الإبداعية
من جانبه، تناول الدكتور عمرو أبو الهدى، أخصائي معايير تربية بصرية بإدارة التوجيه التربوي بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، محور الممارسات الإبداعية في مادة الفنون البصرية للتوعية البيئية من خلال استعراض أعمال طلاب المدارس.
أما الفنان التشكيلي، إسماعيل عزام، فقد تناول محور التوعية البصرية لمواطن الجمال في البيئة التي نعيش فيها، من خلال التركيز على أماكن طبيعية نراها بشكل يومي دون الانتباه إلى مواطن الجمال فيها، سواء كانت بيئة بحرية أم برية.
وفي تصريح لها بهذه المناسبة، أكدت الدكتورة لطيفة المغيصيب أن قسم التربية الفنية يواكب دائما أحداث المجتمع بشكل خاص وأحداث العالم بشكل عام، وعليه فقد شارك القسم بفعالية ثقافية فنية ضمن فعاليات معرض "إكسبو 2023 الدوحة" للبستنة، الذي يقام تحت شعار "صحراء خضراء.. بيئة أفضل"؛ نظرا لأهمية الحدث لكونه يقام للمرة الأولى في الشرق الأوسط وبدولة ذات مناخ صحراوي، وإيمانا بدور الفن في التوعية البيئية، وفي توظيف مجالات الفن العديدة في إنتاج أعمال فنية صديقه للبيئة، ومن خلال إعادة التدوير بطرق فنية إبداعية.
وأقيم معرض فني مصاحب للندوة من إنجاز طالبات قسم التربية الفنية في كلية التربية جامعة قطر، تختص بموضوع البيئة والاستدامة والتصحر.
وحول هذا المعرض، أكد الدكتور أياد طعمه أهمية "الفن الرقمي" في التعبير عن العديد من القضايا والأحداث في المجتمع، حيث أصبح دوره الخدمي والمجتمعي أحد أهم عوامل إدراك المتلقي له، وذلك لسرعة انتشاره عبر منصات التواصل الاجتماعي والإنترنت، مضيفا: "أهم دور تم توظيفه ضمن مقرر الفن الرقمي والميديا هو في بث رسائل إبداعية رقمية من إنجاز طالبات قسم التربية الفنية في كلية التربية جامعة قطر، جاء تماشيا مع الحدث العالمي معرض "إكسبو 2023 الدوحة" للبستنة.
وقال إن أعمال الطالبات أنتجت كشكل من أشكال الإبداع التقني المعتمد على ابتكارهن وقدرتهن على التعبير عن أفكارهن الإنسانية بأدوات رقمية، توفرها لهن الأجهزة الإلكترونية المختلفة، مثل: أجهزة الحاسوب والأجهزة اللوحية والهواتف المحمولة، وببرامج متنوعة، منها: برنامج الرسم البرو-كرييت، وغيرها من البرامج.
كما تمثلت مشاركة طالبات الحرف اليدوية وبعض المقررات الأخرى بعمل جداريات من الفسيفساء وبخامات معاد تدويرها من البيئة؛ لتعكس الجانب الجمالي للبيئة والمناقض لمفهوم التصحر والجفاف، ومن هنا جاءت رسالتهن الفنية التي شاركن بها في معرض "إكسبو 2023 الدوحة" للبستنة والتي تحمل صيغا فنية بحتة، وبمضمون حرفي؛ لكي يساهمن بدور بارز في معالجة قضية التصحر.