أعربت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عن قلقها العميق لاستمرار الأزمة الروسية الأوكرانية التي تجاوزت عامها الثاني في هذا الشهر، منوهة الى تداعياتها الخطيرة على الأوضاع الأمنية، والإنسانية، والصحية، والاقتصادية في العالم، وخصوصا فيما يتصل بتأثيرها على جهود مواجهة تحديات الأمن الغذائي.
جاء ذلك في بيان ألقته سعادة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، نيابة عن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أمام اجتماع المناقشة المفتوحة في الجمعية العامة للأمم المتحدة حول الوضع في الأراضي المحتلة مؤقتا في أوكرانيا - البند 62، في مقر الأمم المتحدة بنيويورك.
احترام سيادة الدول
وأكدت سعادتها أن دول مجلس التعاون ثابتة على مواقفها الداعية إلى الالتزام بالمبادئ الراسخة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة التي تحكم العلاقات بين الدول، والنظام الدولي القائم على احترام سيادة الدول وسلامتها الإقليمية، وسيادتها، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، واحترام علاقات حسن الجوار، مشيرة في هذا الإطار إلى المادة الثانية من الميثاق التي توجب على الدول الأعضاء تسوية المنازعات الدولية بالوسائل السلمية، والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد في العلاقات الدولية.
جهود الوساطة والحوار
وأضافت أن دول مجلس التعاون تدعم جهود الوساطة والحوار لحل الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، ووقف إطلاق النار، وحل الأزمة سياسيا، وتغليب لغة الحوار، وتسوية النزاع من خلال المفاوضات.
وقالت سعادتها: "تدعو دول مجلس التعاون كافة الأطراف إلى الالتزام بتعهداتها وفقا لأحكام القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي فيما يتعلق بحماية المدنيين بالامتناع عن استهداف أو تدمير أي منشآت مدنية. كما تذكر الأطراف بالتزاماتها وفقا لأحكام القانون الإنساني الدولي فيما يتعلق بالأسرى والجرحى والمفقودين وتسهيل الوصول السلس والآمن للمساعدات الإنسانية للمحتاجين كافة، واحترام وحماية العاملين في المجال الطبي والإنساني".
وفي إطار جهود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في المساهمة في مبادرات تطبيق القانون الإنساني الدولي، وتعزيز جهود حفظ السلم والأمن الدوليين، أشادت سعادتها بجهود المملكة العربية السعودية في استضافة اجتماع مستشاري الأمن الوطني وممثلين لـ40 دولة ومنظمة دولية بما فيها الأمم المتحدة بشأن الأزمة الأوكرانية في مدينة جدة في أغسطس 2023م.
عمليات لم الشمل
كما أشادت سعادتها كذلك بنجاح جهود وساطة المملكة العربية السعودية في تبادل أسرى ما بين كل من روسيا وأوكرانيا من خمس دول وذلك في سبتمبر2022، وجهود الوساطة التي قامت بها دولة قطر بين الجانبين الروسي والأوكراني ممثلة في عمليات لم شمل لعدد من الأطفال الأوكرانيين بعائلاتهم في أوكرانيا، الأولى في أكتوبر 2023، والثانية في ديسمبر 2023، ودفعة جديدة في فبراير الحالي، بالإضافة إلى جهود الوساطة التي قامت بها دولة الإمارات العربية المتحدة ونجاحها في اتمام عمليتي تبادل أسرى حرب بين كل من روسيا الاتحادية وأوكرانيا في يناير وفبراير من هذا العام.
وجددت سعادتها التزام دول مجلس التعاون بمواصلة جهودها الإنسانية للمحتاجين والمتضررين من الأزمة المستمرة بين روسيا وأوكرانيا، مضيفة أن السبيل الوحيد لتفادي المزيد من الأضرار للمدنيين والبنية التحتية المدنية هي التوصل لوقف الأعمال العدائية بشكل مستدام والانخراط في خطوات نحو التوصل لحل سلمي يتسق مع ميثاق الأمم المتحدة.
وذكرت سعادتها أن دول مجلس التعاون تشيد بالجهود الحثيثة التي تبذلها الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية للاستجابة العاجلة للاحتياجات الإنسانية الطارئة للمدنيين، وتتقدم بالشكر للأمين العام على جهوده المستمرة للاستجابة لهذه الأزمة، مضيفة أن دول مجلس التعاون تدعو الأطراف المعنية على الانخراط في مفاوضات جدية نحو تجديد اتفاقية تسمح بسلاسة نقل الحبوب عبر البحر الأسود، بما يضمن استمرار سلاسل الغذاء، واستقرار الأسعار وتعزيز جهود الأمن الغذائي للعديد من الدول، لا سيما الدول النامية التي هي بأمس الحاجة إلى هذه المحاصيل.