نظم مركز “إرثنا”، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، مجموعة من ورش العمل والجلسات الحوارية تحت عنوان "المدن الحارة والجافة والاستدامة وتصميم المساحات"، بمشاركة نخبة من الخبراء والمفكرين الدوليين في مجال البيئة، الذين ناقشوا قضايا التنمية المستدامة والتحديات البيئية التي تواجهها المدن الحارة والجافة وكيفية حلها.
شمل برنامج الفعاليات، الذي اختتم أعماله اليوم واستمر أربعة أيام بأماكن مختلفة من الدوحة، أنشطة متنوعة؛ من بينها فعالية سلسلة متحدثي “إرثنا” بالتعاون مع متاحف قطر، وجلسات نقاشية أقيمت على هامش مؤتمر "تصميم دوحة" الدولي في جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، وكلمة رئيسية في مؤتمر المدينة الخضراء الذي نظمته الرابطة الدولية لمنتجي البستنة في “إكسبو 2023”. وتناولت جميع الفعاليات موضوع الاستدامة والتحديات البيئية في المدن الحارة والجافة من زوايا مختلفة.
د. جونزالو دي لاماتا: النقاشات العالمية التي تدور حول الاستدامة تخلو غالبا من الحديث عن المدن الحارة والجافة
وفي هذا السياق، علق الدكتور جونزالو كاسترو دي لاماتا، المدير التنفيذي لمركز “إرثنا”، على أهمية اجتماع الخبراء والمؤسسات المعنية بمجال البيئة في المناطق الحارة والجافة تحت سقف واحد لتنسيق جهودها، قائلا: "تخلو النقاشات العالمية التي تدور حول الاستدامة غالبا من الحديث عن المدن الحارة والجافة؛ لذا ينبغي أن نتولى الدفاع عن قضيتنا، وأن ندفع بها نحو دائرة الاهتمام العالمي"، مشيرا إلى أن نجاح الحلول والمبادرات التي تتصدى لمشكلة بيئية عالمية يعتمد على مدى توافقها مع بيئتها المحلية، وهو ما يستلزم تعاونا دوليا لمجابهة التحديات البيئية التي تؤثر في الجميع.
وأشار إلى أن الاستماع إلى الرؤى المختلفة ومشاركة الخبرات من خلال فعاليات مشابهة لبرنامج الفعاليات الذي نظمه “إرثنا” من شأنه أن يمهد الطريق لابتكار حلول ناجعة تحقق تنمية مستدامة عابرة للحدود، وتعزز مرونة المدن وقدرتها على الصمود، ما يضمن لها مستقبلا مزدهرا.
سبيستيان تربوت: التصميم الحضري هو أحد الحلول التي يمكن الاستفادة منها في صناعة أماكن نابضة بالحياة
من جانبه، قال سبيستيان تربوت، مدير تطوير المحتوى في مركز “إرثنا” ومدير جلسات سلسلة المتحدثين التي شهدها البرنامج: إن التصميم الحضري هو أحد الحلول التي يمكن الاستفادة منها في صناعة أماكن نابضة بالحياة وقادرة على الصمود في وجه التغيرات المناخية، وبالتحديد تلك الأماكن التي تعزز العلاقة بين المكان ومن يعيش فيه، مؤكدا أهمية التعاون بين مختلف الجهات المعنية من أجل بناء مدن مستدامة في المناطق الحارة والجافة؛ إذ يسهم هذا التعاون في فهم التحديات الفريدة التي تواجه هذه المدن، ويقف على احتياجاتها الدقيقة.
وأضاف أن الأنشطة التي نظمها “إرثنا” هذا الأسبوع تضع أساسا متينا لتعزيز الاستراتيجيات المبتكرة وتنفيذها في الدوحة وغيرها من المدن التي تتشابه معها في المناخ.
يذكر أن برنامج الفعاليات جاء دعما لمهمة “إرثنا” الرئيسية، المتمثلة في تقديم السياسات والاستراتيجيات للمدن التي تسعى لتحقيق النمو الحضري المستدام على المدى الطويل وإعادة تصميم بيئتها القائمة، لدعم قدرتها على الصمود في وجه التغيرات المناخية والتخفيف من حدة آثارها.
