دولار أمريكي 3.64ريال
جنيه إسترليني 4.5ريال
يورو 3.88ريال

جلسة حوارية تناقش "المتغيرات الثقافية في المجتمع القطري" ضمن موسم الندوات

08/03/2024 الساعة 22:15 (بتوقيت الدوحة)
جانب من الجلسة
جانب من الجلسة
ع
ع
وضع القراءة

عقدت، اليوم، جلسة حوارية ضمن موسم الندوات لوزارة الثقافة، ناقشت المتغيرات الثقافية في المجتمع القطري، بمشاركة نخبة من الكتاب والأكاديميين والمبدعين.

وألقى المشاركون، في تدخلاتهم وكلماتهم، الضوء على مفهوم الثابت والمتغير في الثقافة والمجتمع، وتجلياته وأثره على الهوية والمجتمع، مشيرين إلى جهود الدولة والمؤسسات والأفراد في دراسة ووعي هذه المتغيرات.

واستهل الجلسة سعادة السيد سعد بن محمد الرميحي رئيس مجلس إدارة المركز القطري للصحافة، الذي تحدث عن اتساع مفهوم الثقافة الذي يشمل كافة ملامح الحياة والمجتمع والتراث والعادات والتقاليد، منوها بحرص الشباب القطري على المعرفة والإبداع في كل المجالات، وإقباله على القراءة وحرصه على اقتناء الكتب رغم سطوة التكنولوجيا ووسائط التواصل الاجتماعي الحديثة.

وأبرز تحمل أجيال القطريين المتعاقبة مسؤولياتهم تجاه المجتمع والهوية والثقافة، مشيرا إلى تفاعل الأجيال الحالية مع العصر من خلال امتلاكها للمعرفة بالتكنولوجيا ووسائطها الحديثة، وإدراكها للتحديات المتمثلة في صون الهوية والتراث.

تغير دائم

من جانبه، أشار الكاتب الدكتور محمد عبدالرحيم كافود وزير التعليم الأسبق، إلى أثر التغير الدائم والسريع من جيل إلى جيل في الثقافة والمجتمع، مؤكدا دور المثقف في رصد الظواهر وتوعية المجتمع بالجوانب السلبية وتعزيز الجوانب الإيجابية.

واستعرض تأثير جامعة قطر منذ تأسيسها في الثقافة والمجتمع من خلال مراكز أبحاثها المتخصص، والإصدارات والندوات والمحاضرات المحلية والدولية التي تنظمها، فضلا عن دورها في دراسة القضايا الاجتماعية والثقافية، معتبرا أن المجتمع القطري يعيش انعطافا كبيرا في المسار الفكري والاقتصادي والاجتماعي والسياسي، مما منحه فرصة للتحديث والإنجاز في مختلف المجالات، منها الثقافة عبر نهضة المتاحف، ومعارض الكتب، وتدفق المعلومات عن طريق وسائل الإعلام أو وسائط التكنولوجيا، وكل ذلك يتم ضبطه وفق قاعدة الثوابت والتغيرات والتوازن بين ثوابت الهوية ومتغيرات العصر.

من جهته، اعتبر الكاتب عبدالعزيز الخاطر أن السبيل الأمثل لدراسة المتغيرات الثقافية يكمن في دراسة التغير في نمط العلاقات الاجتماعية، لأن طبيعة المثقف اختلفت، وتشكلت حسب التغيرات الاجتماعية المتلاحقة، مؤكدا أن نمط ووتيرة الحياة تركت آثارها في المجتمع وفي نمط المثقف، مبينا أن التحولات الاجتماعية أفرزت ثلاثة أنماط هي: المثقف التقليدي المرتبط بطبيعة المجتمع، ونمط المثقف المتعلم في فترة ما بعد السبعينيات حيث حصل عدد من أبناء المجتمع على شهادات دراسية رفيعة من الخارج وجاؤوا ليشغلوا الوظائف العليا في مؤسسات الدولة وشكلوا بما حصلوا عليه من علم فئة مثقفي تلك المرحلة، ومجتمع الاستهلاك الوفير التي تحلى خلالها المثقف بسمات مختلفة عمن سبقوه.

Image

إلى ذلك، تناول الفنان والأكاديمي سعد بورشيد أستاذ الدراما المسرحية بكلية المجتمع، تاريخ الثقافة في قطر منذ عهد المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، باعتباره عالما وشاعرا كبيرا، مسلطا الضوء على دوره في إثراء الثقافة لتكون جزءا رئيسا في الحياة، حتى أضحى الاهتمام بها من كل أفراد المجتمع، مشيرا إلى حدوث تطور مشهود عبر العصور، حيث تم الاهتمام بالتعليم في فترة الخمسينيات وبداية الستينيات من القرن الما ضي حتى شملت الثقافة كل مناحي الحياة لتصبح قطر واحة للثقافة والإبداع، وساعد في تعزيز ذلك وجود بعثات علمية خاصة بمجالات الثقافة والإبداع.

ودعا بورشيد إلى مواصلة الجهود المبذولة من مختلف مؤسسات الدولة، وعلى رأسها وزارة الثقافة، من أجل تعزيز دور الثقافة في المجتمع، مشددا على ضرورة تفاعل المثقفين أنفسهم ومشاركتهم بشكل أكبر.

كما طالب الدكتور مرزوق بشير الكاتب والأستاذ في كلية المجتمع، بتعزيز الدور العلمي والأكاديمي في دراسة المتغيرات والتحولات في المجتمع، خاصة أننا نعيش في حالة تغير مستمر، ولأن التأثير يأتي من عدة اتجاهات، مشددا على ضرورة الانتباه للتأثير الأكبر المتأتي من وسائل الإعلام الحديثة.

ونبه أيضا إلى ضرورة الاعتماد على البحوث والدراسات واعتماد مرجعيات وأسس علمية في فهم المتغيرات الثقافية في المجتمع القطري، لافتا إلى أثر ما كان يعرف قديما بحارس البوابة، وهو من كان ينتقي ما يريده المجتمع والمتلقي، في حين أن وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام الحديثة قد افتقدت نهائيا للرقابة و للإشراف والتوجيه.

جميع الحقوق محفوظة لمرسال قطر 2024

atyaf company logo