اطلقت جامعة قطر، اليوم، فعاليات الأسبوع السيبراني التي ينظمها مركز الكندي لبحوث الحوسبة، بكلية الهندسة، وسط مشاركة نخبة من الخبراء والباحثين في مجال الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي من دولة قطر وخارجها.
وتتضمن الفعاليات التي ترعاها شركة "دولفين" للطاقة المحدودة وشركة "تاليس"، عروضا وورش عمل في مجال الأمن السيبراني الذي يغطي قطاعات متعددة، وما يرتبط به من تحديات على هذا الصعيد، وكذلك الذكاء الاصطناعي الذي يمثل ثورة جديدة تفتح مجالات غير محدودة تشكل نقطة تحول للمجتمع البشري.
البروفيسورة مريم المعاضيد: هدفنا دعم رؤية الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني واستراتيجية الذكاء الاصطناعي
وقالت البروفيسورة مريم المعاضيد نائب رئيس جامعة قطر للبحث والدراسات العليا: "نسعى من خلال هذا الأسبوع لدعم رؤية الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني واستراتيجية الذكاء الاصطناعي، اللتين تمثلان خريطة طريق للمضي قدما نحو تعزيز الأمن السيبراني في دولة قطر والمساهمة في صناعة وتطوير حلول وطنية تهتم بالمصلحة العامة وتحافظ على الحقوق والقيم الأساسية للمجتمع القطري".
وأضافت:" أن فعاليات الأسبوع السيبراني تأتي في وقت تواجه المجتمعات فيه تحديات في مجال الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي على مستوى الحكومات والمؤسسات والأفراد، لا سيما القطاعات الحيوية المتعددة في هذا الفضاء السيبراني اللامتناهي والمعرض للاختراق بأي لحظة، والإضرار ببيانات الأفراد والحكومات”.
وأكدت أن هذه التحديات تفرض على الجميع من باحثين وخبراء ومراكز ومؤسسات بحثية معنية، تكثيف الجهود والتعاون للحفاظ على سلامة أفراد المجتمع وشبكات البنية التحتية وتدعيمها بكل وسائل الأمن والحماية الممكنة.
كما أشارت إلى الفرص التي يوفرها الذكاء الاصطناعي لخدمة الإنسانية.. وقالت:" نشهد اليوم طفرة في تسخير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لإيجاد حلول ذات فاعلية وجدوى غير مسبوقة في جميع المجالات والصناعات".. لافتة إلى دور هذه التكنولوجيا أثناء مواجهة فيروس COVID-19.
ودعت نائب رئيس جامعة قطر للبحث والدراسات العليا إلى ضرورة مواكبة التطورات العالمية في هذا المجال، ومواجهة التحديات المرتبطة به كإيجاد سياسات جديدة متعلقة باستخدام الذكاء الاصطناعي.
الدكتور خالد ناجي: نولي الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي اهتماما بالغا وننسق مع العديد من الجهات الداخلية والخارجية لإجراء أبحاث متقدمة
بدوره، قال الدكتور خالد كمال ناجي عميد كلية الهندسة بجامعة قطر:" تولي كلية الهندسة اهتماما بالغا بالأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي من خلال التنسيق مع العديد من الجهات المحلية والدولية لعمل أبحاث متقدمة في هذا المجال، بالإضافة لتنظيم الدورات المتخصصة وكذلك البرامج التي تستهدف تدعيم الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي على المستوى الوطني بالتعاون مع مختلف الجهات الحكومية".
ولفت إلى أن "فعاليات الأسبوع السيبراني تأتي كذلك بغرض توحيد الجهود مع الشركاء للخروج بآليات وبرامج عملية تكفل حماية برامج الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي للمؤسسات لتدعيم شبكات البنية التحتية ضد القرصنة”.
وأضاف:” بالرغم من وجود تطور في أنظمة بعض المؤسسات لكنها ليست بمنأى عن الهجمات الإلكترونية، بسبب تطور آليات وأساليب القراصنة الإلكترونيين، ومن هنا لا بد لجميع المؤسسات من وضع خطة لتطوير البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات داخل المؤسسات”.
الدكتور عبدالعزيز العلي: المركز الكندي سيوسع نطاق أبحاثه لتشمل الذكاء الاصطناعي وتخصصاتها الفرعية مثل التعلم الآلي
من ناحيته، قال الدكتور عبدالعزيز العلي مدير مركز الكندي لبحوث الحوسبة:" يمثل الأسبوع السيبراني لهذا العام بداية خطة جديدة للمركز، حيث يتوسع نطاق أبحاث المركز ليشمل الذكاء الاصطناعي وتخصصاتها الفرعية مثل التعلم الآلي، جنبا إلى جنب مع تطبيقاتها الحديثة في كل المجالات”.
وأوضح الدكتور العلي، "أن اهتمام المركز سيبقى كذلك على أبحاث الأمن السيبراني كما كان منذ تأسيسه، لكنه يضيف الذكاء الاصطناعي ليتمكن من العمل في مشاريع متعددة التخصصات مثل الذكاء الاصطناعي في الصحة، والبيئة، والزراعة، والطاقة، والتعليم، وكذلك في الأمن السيبراني، وذلك تماشيا مع الرؤية الوطنية لدولة قطر.. مؤكدا أن هذا التوسع سيؤدي إلى بناء القدرات الوطنية في هذه المجالات الأكثر أهمية”.
ونبه إلى دور الذكاء الاصطناعي لمواجهة التهديدات السيبرانية عبر بناء أنظمة مرنة تستجيب للتطورات التي تشهدها هذه التهديدات، فضلا عن أهميته في العديد من القطاعات الصناعية والحكومية وكذلك في الهواتف الذكية والساعات الذكية والمنازل الذكية للجميع قريبا.
وأكد القائمون على هذه الفعاليات أن الأسبوع السيبراني يمثل فرصة للتباحث بين الخبراء والباحثين من دولة قطر ودول المنطقة الأخرى حول آليات التعاون للتأسيس لبرامج مشتركة في الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي.