ناقشت الندوة السابعة بالخيمة الخضراء، التابعة لبرنامج لكل ربيع زهرة، استخدامات الذكاء الاصطناعي، وإسهاماته في تحسين جودة الحياة، وتقنياته وأبعاده التاريخية، وأخطاره على الهوية العربية وحقوق الأفراد، كذلك أنواع الجرائم الإلكترونية وآليات مكافحتها.
وشارك في الندوة التي جاءت تحت عنوان "الذكاء الاصطناعي بين النعمة والنقمة" عدد كبير من الخبراء والباحثين والأكاديميين والمتخصصين في مجال التقنيات الذكية والتكنولوجيا الحيوية.
دور عظيم
وأكد الدكتور سيف بن علي الحجري رئيس برنامج لكل ربيع زهرة، أن "الذكاء الاصطناعي" شأنه كشأن العديد من الموضوعات والقضايا المعاصرة، له جوانب سلبية وأخرى إيجابية، لافتا إلى الدور العظيم الذي يقوم به الذكاء الاصطناعي في العصر الحديث وفي جميع مجالات الحياة.
واستعرض الدكتور الحجري العديد من فوائد الذكاء الاصطناعي، ومنها دوره في زيادة الكفاءة والإنتاجية الصناعية وإدخال البيانات وتحليلها والإجابة عن استفسارات العملاء، والتنبؤ بعادات المستهلكين، واستخدامه في المؤسسات الأمنية لكشف حالات الاحتيال، بالإضافة إلى أنه أحدث ثورة في الرعاية الصحية لا سيما في العلاج المبكر وتحسين سير العمل السريري، والتنبؤ بالأمراض.
د. سيف الحجري: الذكاء الاصطناعي أحدث ثورة في صناعة السيارات كما ساهم في خفض نسبة الحوادث
وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي أحدث ثورة في صناعة السيارات، كما ساهم في خفض نسبة الحوادث من خلال استخدامه في تنظيم وتخفيف الازدحام المروري بالمدن الكبرى، بالإضافة لدخوله مجال التجارة الإلكترونية، حيث أصبح يساعد في معرفة اتجاهات وسلوك العملاء، مشيرا إلى أهمية العمل على تعزيز أنظمتنا الرقمية وتلافي التهديدات الإلكترونية، حماية لأنظمتنا الاجتماعية والاقتصادية.
وأكد الدكتور الحجري أهمية صدور تشريعات تنظم عمل هذه التكنولوجيا بحيث يمكن استخدامها بشكل أخلاقي، خاصة مع استخدامه في جميع نواحي الحياة لاسيما الهواتف المحمولة وأجهزة الحاسوب المنزلية، مشيرا إلى أهمية أن يعمل الباحثون والعلماء لخلق آليات تقفز فوق ذكاء هذه التكنولوجيا، والتقدم على القراصنة من خلال فتح المجال أمام الابتكار العلمي والتقني.
حماية الخصوصية
ونبه إلى ضرورة دمج جهود المخلصين في كافة القطاعات، من أجل ضمان التحكم والسيطرة على الذكاء الاصطناعي، في إطار حماية خصوصيات البشر وعدم الحد من حرياتهم، وبما يساهم في استمرار التقدم الإنساني والحضارة البشرية دون أي أثار سلبية.
من جانبهم أكد الخبراء والباحثون المشاركون في الندوة على الاستخدامات المفيدة للذكاء الاصطناعي خاصة في مجال الأمن الغذائي، وأن استخدامه أصبح ضرورة ملحة في القطاع الزراعي، في ظل النمو المطرد لسكان العالم، وما يتطلبه من توفير المزيد من الغذاء، وقدرته على إنتاج المزيد من المنتجات، وتخفيف الآثار البيئية الناتجة من الأنشطة الزراعية، بالإضافة لتسهيل الاستخدام الفعال للموارد الطبيعية.
ونوهوا بالتوقعات التي تشير إلى التغييرات الثورية التي سيحدثها الذكاء الاصطناعي، من خلال تقديم المعلومات اللازمة للأنشطة الزراعية بشأن صحة المحاصيل، وظروف التربة، وأنماط الطقس، وكذلك تدخل الذكاء الاصطناعي في مجال إنتاج البذور، وذلك بواسطة إجراء عمليات مسح ضوئي للبذور لتحديد نوعها وجودتها وقابليتها للحياة، كما يستطيع التمييز بين البذور الصالحة وغير الصالحة بهدف تحسين الكفاءة الزراعية وتحسين سلالات المحاصيل وحفظ الموارد، بالإضافة لتحديد أنواع الأمراض أو الإصابات الحشرية وتقديم أفضل الحلول لعلاجها.
وفي مجال الرعاية الصحية، ذكر المشاركون بأن الذكاء الاصطناعي يتم الاستعانة به بشكل كبير في عمليات تشخيص الأمراض وتقديم العلاج المناسب لكل حالة، وذلك من خلال إمكاناته الهائلة في تحليل البيانات الطبية وتقديم تشخيصات سريعة ودقيقة،، كما يساعد الذكاء الاصطناعي في اكتشاف أساليب علاجية جديدة، لافتين إلى أن هذه التكنولوجيا تستخدم بكفائة عالية في تحسين كفاءة الطاقة والحفاظ على البيئة من خلال أنظمة الطاقة الذكية والممارسات المستدامة.