سلط المنتدى والمعرض البحثي السنوي لجامعة قطر، الذي عقد في رحاب الجامعة، الضوء على "بناء المرونة في الجامعات: الابتكار وريادة الأعمال" والآليات المتبعة لمعالجة القضايا والتحديات التي تواجه المجتمع، من خلال البحث القائم على الشراكات النشطة والتفاعلية مع قطاع الصناعة وشركاء المصلحة المختلفين، بما في ذلك المؤسسات والمراكز البحثية.
وأشاد وزراء ومسؤولون خلال الجلسة الافتتاحية بما شهدته جامعة قطر من تطور لافت في مجال البحث العلمي، مما أتاح لها احتلال مكانة متقدمة في التصنيفات العالمية.. مؤكدين دور مثل هذه المنتديات في تعزيز البحث، وتشجيع الابتكار، وبناء القدرات الوطنية في مختلف القطاعات.
وقال سعادة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن تركي السبيعي، وزير البلدية والعضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة /الريل/ إن ما تشهده الجامعة من تطور علمي وبحثي هو ثمرة جهود إدارتها ومنتسبيها، مما جعلها تتبوأ مكانة مرموقة على المستوى الإقليمي والعالمي.
الريل تقوم بدور مهم في جهود الدولة لإيجاد اقتصاد متنوع قائم على الاستدامة وإنجاز المشاريع الضخمة
وعن موضوع المنتدى، أكد سعادته أهمية المرونة في تنفيذ المشروعات.. مستعرضا تجربة شركة /الريل/ التي تقوم بدور مهم في جهود الدولة لإيجاد اقتصاد متنوع قائم على الاستدامة وإنجاز المشاريع الضخمة والتعامل مع التحديات التي تصاحبها عادة .
وقال إن المشاريع الضخمة كثيراً ما تتعرض للتأخير أو زيادة التكاليف، ولكن مشروع /الريل/ نجح بفضل المتابعة الحثيثة والتوجيهات السديدة للقيادة الحكيمة للبلاد، واكتمل قبل المدة المحددة له وتم تخفيض تكاليفه بنسبة ملحوظة.
بدوره أكد سعادة السيد أحمد بن محمد السيد وزير الدولة ورئيس مجلس إدارة هيئة المناطق الحرة، أهمية موضوع المنتدى البحثي السنوي لجامعة قطر.. وقال "إن موضوع المنتدى مهم للغاية، لأنه يناقش "المرونة في البحث العلمي والتعامل مع التحديات المختلفة".. لافتا في هذا السياق إلى نجاح قطر بفضل مرونتها في التعامل مع جائحة كورونا وتخفيف آثارها الاقتصادية والاجتماعية والصحية.
وعرض سعادته تجربة هيئة المناطق الحرة التي عكفت على إعداد خطة مرنة تتوافق مع متطلبات الحداثة واستخدمت التقنيات العلمية الحديثة في كل مراحل عملها، وعقدت شراكات عالمية مع قطاعات المال والأعمال عبر العالم.
وزير الدولة : المناطق الحرة تتمتع بطيف واسع من الخيارات والقطاعات الجاذبة للاستثمار، وهو ما مكّنها من استقطاب أفضل الشركات
وأضاف "أن الهيئة تدعم التفوق العلمي والإبداع والابتكار، ولذلك نجحت في ربط شبكة واسعة من العلاقات، حيث تتمتع المناطق الحرة بطيف واسع من الخيارات والقطاعات الجاذبة للاستثمار، وهو ما مكّنها من استقطاب أفضل الشركات وتحفيزها على التدريب والتطوير في المجالات المختلفة، من خلال توفير بيئة تنظيمية واقتصادية جاذبة".
من جانبه أكد سعادة الدكتور حسن بن راشد الدرهم رئيس جامعة قطر، أهمية تنظيم المنتدى الذي يركز على بناء المرونة في الجامعات ودور الابتكار وريادة الأعمال .. مضيفا "أن هذا الموضوع يكتسب أهمية حياتية خاصة في عصر العولمة والمنافسة والتصاعد غير المسبوق للتحديات والأزمات".
الدكتور حسن الدرهم: بناء المرونة يحتل مكانة خاصة في الخطط الاستراتيجية التعليمية والبحثية لجامعة قطر
كما أشار إلى أن موضوع المنتدى يتوافق مع رؤية قطر الوطنية 2030، ذات الصلة بمشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدولة، وقال "يحتل بناء المرونة مكانة خاصة في الخطط الاستراتيجية التعليمية والبحثية لجامعة قطر، التي تتبنى سياسات وبرامج نظرية وعملية تساعد في إعداد خريجين قادرين على التكيف والمواكبة الواعية للتغيرات وابتكار الحلول الناجحة لتلبية حاجات المجتمع ومتطلباته".
ولفت إلى أن جائحة كورونا كانت امتحانا للمرونة في جامعة قطر وفرصة لتقليص الاعتماد على طرق العمل التقليدية وتوظيف التكنولوجيا الحديثة في تطوير مهارات التكيف والأداء الأكاديمي والإداري الافتراضي ومواصلة تنفيذ الخطط والمشاريع إلى جانب استمرار الخدمات والحفاظ على صحة وسلامة كوادر الجامعة وطلابها.
وأضاف رئيس جامعة قطر أن الجامعة والقائمين على المنتدى يدركون أن المرونة في الجامعات ليست عملية آنية ولا مجرد فكرة تناقش أو موضوع يدرس وإنما هي جهد مستمر واستراتيجية تعتمد وركن أساسي في تنظيم الجامعات وحكومتها.. مؤكدا ضرورة تعزيز المرونة عبر المزيد من المرونة في القوانين والتشريعات وإدراجها في برامج المدارس والمعاهد ومنذ أبكر مراحل التعليم.
وبدروها، قدمت البروفيسورة مريم المعاضيد نائب رئيس جامعة قطر للبحث والدراسات العليا لمحة عامة حول أنشطة البحث والدراسات العليا في جامعة قطر، وطبيعة المنتدى السنوي وموضوعه الذي وصفته بالمهم.. وقالت" اخترنا المرونة موضوعا لهذا المنتدى لارتباطها الوثيق مع الإبداع والابتكار، ولكونها شرط التكيف مع المتغيرات ومفتاح الحلول الناجعة للمشاكل والتحديات".
وأشارت إلى أن المرونة في زمن الكوارث والأزمات، كما هو اليوم، تكتسب أهمية تتجاوز أي وقت مضى، فهي طوق النجاة وضمانة سلامة المجتمع والمؤسسات.. مضيفة أن المطلوب من الجامعات هو انتاج المعرفة وقيادة المجتمع، لأنها على رأس الجهات التي تتبنى المرونة استراتيجية تطورها حسب الزمن والمستجدات.
وأكدت اهتمام قطاع البحث والدراسات العليا في جامعة قطر بموضوع المرونة والابتكار في البحث والتعليم، تعزيزا لقدرات مواجهة الطوارئ والحاجات الراهنة وتحسبا للمستقبل والمفاجآت على ضوء الدروس المستفادة من جائحة كورونا.
البروفيسورة مريم المعاضيد: نقوم بمراجعة دورية للبرامج والسياسات بما يساعد على توطين التكنولوجيا وتلبية متطلبات المبدعين ودعم براءات الاختراع
ولفتت في هذا الإطار إلى أن جامعة قطر أطلقت خطة الأولويات البحثية الأساسية والتحولية المتماشية مع استراتيجية التنمية الوطنية الثانية للدولة 2018-2022، وتقوم بمراجعة دورية للبرامج والسياسات بما يساعد على توطين التكنولوجيا وتلبية متطلبات المبدعين ودعم براءات الاختراع إلى جانب تطوير المنح والتمويل والتسويق والشراكات الداخلية والخارجية وغير ذلك من الممارسات التي ترفد مساهمة المراكز البحثية والباحثين في بناء اقتصاد المعرفة والاستدامة.
ويعد هذا المنتدى الذي شهد حضورا لوزراء ومسؤولين في الدولة، منصة سنوية للطلاب والباحثين والأكاديميين التابعين لكليات الجامعة العشر، والمراكز البحثية، والمؤسسات، وشركاء المصلحة لتقييم ومراجعة النتاج البحثي، والاستفادة من الفرص المتاحة من قبل الشركاء في مختلف القطاعات، إضافة إلى عرض الإنجازات التي تحققت على الصعيد البحثي، بما يدعم الأولويات البحثية لدولة قطر وأهداف رؤية قطر الوطنية 2030.
وشهد المنتدى انعقاد ثلاث جلسات نقاشية بمشاركة أعضاء هيئة تدريس وباحثين وممثلين بارزين من الجهات الحكومية والشركاء الدوليين حول دور الجامعات في تغيير المجتمع، وتنفيذ أهداف التنمية المستدامة، وسبل تعزيز البحث والتعليم القائم على المعرفة والابتكار وريادة الأعمال.
كما جرى خلال أعمال المنتدى تكريم الفائزين بجوائز التميز البحثي، وتقديم جائزة جامعة قطر للابتكار، إلى جانب معرض خاص بالملصقات البحثية المشاركة.