أكد مجلس الشورى على أهمية الدور البرلماني في تحقيق السلام والاستقرار، عبر تعزيز دور الدبلوماسية البرلمانية، والاستغلال الأمثل للأدوات التشريعية، وبناء التفاهم والحوار.
جاء ذلك في كلمة ألقاها سعادة السيد علي بن أحمد الكعبي عضو المجلس أمام الجمعية العامة الـ 148 للاتحاد البرلماني الدولي المنعقدة حاليا في مدينة جنيف بسويسرا تحت عنوان "الدبلوماسية البرلمانية.. بناء الجسور من أجل السلام والتفاهم".
وقال سعادته إن البرلمانيين يمتلكون أدوات التغيير عبر العمل مع الحكومات وتخصيص الموارد من أجل وقف الحروب والنزاعات بين الدول، مشددا على أهمية إصلاح منظومة الأمم المتحدة وتفعيل دور أجهزتها لتحقيق العدالة والمساواة.
ولفت سعادته إلى ضرورة توظيف الدبلوماسية البرلمانية لمنع نشوب الحروب والصراعات، من خلال الوساطات والمساعي الحميدة التي تفضي لمصالحات واتفاقيات سلام، مشيرا في هذا السياق إلى جهود الوساطة التي تبذلها دولة قطر، مما أكسبها ثقة المجتمع الدولي من حيث الحياد والمصداقية.
وتطرق سعادته إلى جهود مجلس الشورى في تعزيز السلام والاستقرار، مبينا أن المجلس عمل على استصدار قانون دولي يجرم خطاب الكراهية ونبذ العنف ضد الأقليات وازدراء الأديان ومعتنقيها.
ونوه في سياق متصل إلى استضافة دولة قطر لمقر المنظمة العالمية للبرلمانيين ضد الفساد.
وفي إطار الجهود البرلمانية لمعالجة الأزمات والتحديات العالمية الراهنة، أشار سعادة السيد علي بن أحمد الكعبي إلى إمكانيات البرلمانيين في التصدي للتغيرات غير الدستورية والتي تهدد السيادة في الدول الديمقراطية، وضمان تنفيذ الحكومات للمعاهدات والاتفاقيات الدولية ذات الصلة بتحقيق التنمية المستدامة وتحقيق الأمن والسلم الدوليين ومكافحة التغير المناخي، بجانب اتخاذ خطوات ملموسة بهدف خفض الانبعاثات الكربونية للمساعدة في معالجة أزمة المناخ.
وحول الوضع في قطاع غزة، أعرب سعادته عن استنكار مجلس الشورى لما يتعرض له الأشقاء الفلسطينيون من عدوان غاشم ومجازر وحشية على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، كما استنكر عجز المجتمع الدولي عن وقف آلة القتل والدمار، وتحقيق الأمن والسلم، ومعاقبة المسؤولين عن الإبادة الجماعية في غزة وبقية الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ودعا البرلمانيين والحكومات إلى القيام بدورها لوقف تلك الجرائم وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني الأعزل، ورفع الحصار عنه وتمكينه من حقوقه المشروعة في الحياة وفي الاستقلال وتقرير المصير، بالإضافة إلى حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
من ناحية أخرى، اجتمع وفد مجلس الشورى المشارك في أعمال الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي، اليوم، مع سعادة السيدة كيرستن لوندغرين النائب الثالث لرئيس مجلس النواب السويدي وعدد من أعضاء المجلس.
جرى خلال الاجتماع استعراض علاقات التعاون الثنائية بين مجلس الشورى ومجلس النواب السويدي وسبل تعزيزها.
كما شارك مجلس الشورى في اجتماع اللجنة الدائمة للديمقراطية وحقوق الإنسان بالاتحاد البرلماني الدولي الذي عقد ضمن أعمال الجمعية العامة الـ148 للاتحاد التي تستضيفها جنيف.
مثل المجلس في الاجتماع سعادة الدكتور سلطان بن حسن الضابت الدوسري عضو المجلس.
ناقشت اللجنة، خلال الاجتماع، أثر الذكاء الاصطناعي على الديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون، كما عقد المجتمعون ضمن أعمال الاجتماع ورشة عمل حول الذكاء الاصطناعي، فضلا عن مناقشة الإجراءات المستدامة الرامية إلى تحسين ظروف حياة الأشخاص ذوي الإعاقة، بما في ذلك فرصهم في التعليم والعمل.
وأكد سعادة الدكتور سلطان الدوسري، في مداخلة له خلال الاجتماع، على أن تطور التكنولوجيا قد يعزز الديمقراطية من خلال تمكين المشاركة الشعبية وزيادة الشفافية، لكنه نبه إلى أن التطور والسباق العالمي الذي يشهده مجال الذكاء الاصطناعي بالأخص يثير القلق والمخاوف بشكل متزايد على الأمن القومي والديمقراطية وحقوق الإنسان.
وأكد سعادته على ضرورة دراسة تأثير تقنيات الذكاء الاصطناعي على هذه القضايا الحيوية على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، ووضع الأسس والأطر والتشريعات الوطنية لتنظيم استخدام هذه التقنيات فيما يخدم الفرد والمجتمع.
وأشار سعادته إلى استراتيجية قطر الوطنية في مجال الذكاء الاصطناعي، مبينا أنها تتمحور حول ست ركائز هي التعليم والوصول إلى البيانات والعمالة والأعمال التجارية والبحوث والأخلاقيات.
وأضاف سعادته أن دولة قطر شكلت لجنة للذكاء الاصطناعي في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تعنى بوضع آليات تنفيذ تلك الاستراتيجية.
من جانب آخر، شارك سعادة السيد أحمد بن إبراهيم المالكي عضو المجلس في اجتماع اللجنة الدائمة لشؤون الأمم المتحدة، حيث ناقش المجتمعون جهود ضمان مشاركة الشباب في أعمال الأمم المتحدة، كما بحثوا موضوع استدامة العمل الإنساني للأمم المتحدة، فضلا عن استعراض اقتراح برلماني بإصلاح مجلس الأمن.
