أدانت جامعة الدول العربية بأشد العبارات، اليوم، قتل الكيان الإسرائيلي بدم بارد سبعة من عمال الإغاثة التابعين لمنظمة المطبخ المركزي العالمي في غارة جوية على دير البلح وسط قطاع غزة، داعية إلى إجراء تحقيق دولي محايد في هذه الواقعة.
وقال أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، في بيان، إن هذه المذبحة تقدم دليل إدانة جديدا على العشوائية الكاملة التي تطبع عمليات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، مشككا في مصداقية التحقيقات الإسرائيلية، ومذكرا بوقائع سابقة تمت خلالها التغطية على جرائم جيش الاحتلال، مثل جريمة استهداف الصحفية شيرين أبو عاقلة بالضفة الغربية المحتلة.
ولفت إلى أن عمال الإغاثة السبعة قتلوا كمئات غيرهم من العاملين في مجال المساعدات الإنسانية، وكعشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين، بدم بارد، وبدون أدنى اعتبار لقوانين الحرب أو وازع من ضمير، مؤكدا مقتل نحو مئتين من العاملين في مجال الإغاثة منذ بداية الحرب الوحشية على قطاع غزة، منهم 176 من وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، وهي أعداد غير مسبوقة في أي نزاع في القرن الحادي والعشرين، وفي سابقة خطيرة تعود بالجميع إلى ما قبل اعتماد الأعراف والقوانين الدولية التي تميز بين المدنيين والعسكريين في زمن النزاع المسلح.
كما شدد أبو الغيط على أن أحداثا مأسوية مثل قتل عمال الإغاثة تزيل أي شكوك لدى المجتمع الدولي بشأن الطريقة الهمجية التي يباشر بها الكيان الإسرائيلي عملياته العسكرية في قطاع غزة، وتذكر الجميع بأن الطريق إلى وقف أي مذابح جديدة هو الوقف الفوري لإطلاق النار، والتطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن الأخير في هذا الشأن، وعدم الاكتفاء بمناشدة الاحتلال الالتزام بالإرادة الدولية الجماعية، وإنما التحرك الفعال بممارسة ضغوط فعلية عليه لدفعه نحو مراجعة حساباته التي توشك أن تشعل الحرائق في المنطقة بأسرها.
وكان قصف جوي لجيش الاحتلال الإسرائيلي قد استهدف مساء أمس الأول "الإثنين" قافلة منظمة إغاثة في قطاع غزة، وأودى بحياة سبعة أشخاص، ما أثار ردود فعل عالمية غاضبة.