سلط تقرير أصدره مكتب الاتصال الحكومي، الضوء على الأثر الاقتصادي لاستضافة قمة الويب في قطر خلال شهر فبراير الماضي، ودورها في تعزيز بيئة الشركات الناشئة وقطاع ريادة الأعمال، وتطوير الكفاءات البشرية، وترسيخ مكانة الدولة في المشهد التكنولوجي العالمي.
وأظهر التقرير الفوائد التي حققها الاقتصاد الوطني من تنظيم النسخة الأولى من القمة بالشرق الأوسط وإفريقيا، والتي تواصلت فعالياتها من 26 إلى 29 فبراير الماضي في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات، ونجحت في استقطاب الآلاف من رواد الأعمال والمستثمرين وقادة قطاع التكنولوجيا في العالم، لتمثل منصة هامة لإبراز الإمكانيات الاقتصادية لدولة قطر على الساحة الدولية.
وقال سعادة الشيخ جاسم بن منصور بن جبر آل ثاني مدير مكتب الاتصال الحكومي رئيس اللجنة المنظمة لقمة الويب قطر 2024، إن استضافة الحدث العالمي في قطر على مدى خمس سنوات يأتي في إطار جهود الدولة لتنويع الاقتصاد الوطني، حيث تؤكد الأرقام الواردة في التقرير الأثر الاقتصادي لتنظيم الحدث على أرض قطر في نسخته الافتتاحية، وتوقع أن يتعاظم هذا الأثر في النسخ المقبلة من القمة.
وأضاف أن التقرير قد أظهر أن الحدث العالمي، الذي استقطب 15 ألفا و453 مشاركا من 118 دولة، قد أسهم في تحقيق العديد من العوائد الاقتصادية للدولة، من بينها تسجيل أكثر من 19 ألف رحلة طيران، وما يفوق عن 38 ألف ليلة فندقية، إضافة إلى تسجيل أكثر من 200 شركة جديدة في مركز قطر للمال.
وأكد أن النجاح الاستثنائي الذي حققته القمة يعد خطوة هامة لتعزيز الجهود الرامية إلى أن تصبح دولة قطر وجهة رائدة للتكنولوجيا في المنطقة، بعد أن استقطب الحدث آلاف المستثمرين ورواد الأعمال وخبراء التكنولوجيا والشركات الناشئة من أنحاء العالم.
وأوضح التقرير أن متوسط إنفاق الفرد الواحد من المشاركين في القمة من خارج قطر تجاوز 11 ألف ريال قطري خلال فترة الإقامة بالدوحة.
✨🌍| “قمة الويب قطر 2024” شكلت مظلة جمعت ثلة من أفضل الشركات الناشئة الريادية، وأكثرها إبداعا وجرأة ومبادرة حول العالم، وقد شهدت النسخة حضور كبير للشركات الناشئة القطرية 🇶🇦#مرسال_قطر | #قطر | #قمة_الويب_قطر pic.twitter.com/5CNfNitNMp
— مرسال قطر (@Marsalqatar) March 27, 2024
ويأتي تسجيل أكثر من 200 شركة جديدة في مركز قطر للمال خلال أيام القمة، بعد أن أعلنت وكالة ترويج الاستثمار عن إطلاق المنصة الإلكترونية المتكاملة "ابدأ من قطر"، والتي جرى إعدادها لتلبية متطلبات الأعمال للشركات الناشئة، وتوفير برامج التمويل والحوافز والدعم اللوجستي لها، والتي أعلن عنها تزامنا مع انطلاق قمة الويب قطر 2024.
وكان معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، قد كشف خلال افتتاح قمة الويب، عن استثمارات بقيمة مليار دولار أمريكي لدعم رواد الأعمال والشركات الناشئة في قطر والمنطقة.
وبالإضافة إلى الفوائد الاقتصادية التي حققتها استضافة القمة في قطر، أشار التقرير إلى أن الحدث العالمي أسهم في إبراز أحدث الابتكارات المحلية التكنولوجية، كما ألقى الضوء على إمكانيات الدولة عالمية المستوى في قطاع الضيافة، مما أثار الاهتمام بدولة قطر كوجهة للأعمال والسياحة.
وأوضح التقرير أن غالبية المشاركين في الحدث العالمي جاؤوا إلى دولة قطر للمرة الأولى، مشيرا إلى أن قرابة 95 بالمئة منهم أكدوا عودتهم إلى الدولة مرة أخرى بهدف العمل أو السياحة، فيما أعرب 85 بالمئة منهم عن نيتهم ممارسة الأعمال التجارية في الدوحة، في حين أبدى 70 بالمئة منهم رغبتهم في العمل في البلاد.
واستحوذت فعاليات قمة الويب على قاعات العرض الخمس في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات، حيث امتدت على مساحة 29,035 مترا مربعا وشارك في المعرض أكثر من 145 شريكا بالتعاون مع عدد من الشركات القطرية، كما قدمت هذه الشركات خدماتها لكبرى الشركات التكنولوجية العالمية، مما يسهم في ضخ الملايين من العائدات في الاقتصاد المحلي.
وشهدت قمة الويب قطر 2024 توقيع 24 مذكرة تفاهم بين المؤسسات القطرية وشركات التكنولوجيا العالمية، من بينها مذكرة تفاهم وقعها مكتب الاتصال الحكومي مع تيك توك، لإطلاق أول استوديو إبداعي في المنطقة، بهدف تعزيز مكانة الدولة كمركز رائد لصناعة المحتوى بالمنطقة، وإبراز الهوية الوطنية القطرية على المستوى العالمي.
ويتوقع التقرير أن تسهم قمة الويب، التي تستضيفها دولة قطر حتى العام 2028، في دفع عجلة النمو الاقتصادي في البلاد، وترسيخ مكانة الدولة كمركز رائد في قطاع التكنولوجيا العالمي.