دولار أمريكي 3.65ريال
جنيه إسترليني 4.76ريال
يورو 3.98ريال

علاقات قطر وبنغلاديش.. آفاق واسعة من التعاون والشراكات المثمرة

22/04/2024 الساعة 11:14 (بتوقيت الدوحة)
ع
ع
وضع القراءة

تسير العلاقات الثنائية بين دولة قطر وجمهورية بنغلاديش الشعبية بخطى راسخة وثابتة، نحو آفاق واسعة من التعاون والشراكات المثمرة.

ويرتبط البلدان، اللذان أقاما علاقاتهما الدبلوماسية منذ سبعينات القرن الماضي، بروابط أخوية عميقة ومتجذرة، يغديها التاريخ والثقافة والدين والقيم المشتركة.

وشهدت العلاقات بين البلدين تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة من خلال الزيارات المتبادلة وعلى مختلف المستويات، كما شهدت تعاونا مثمرا في جميع المجالات، الأمر الذي يعكس حرص قيادتي البلدين على تنمية هذه العلاقات والارتقاء بها إلى شراكات استراتيجية ومزيد من التقدم والازدهار.

وفي إطار الحرص على تعزيز العلاقات الثنائية، تندرج زيارة دولة التي يقوم بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى لجمهورية بنغلاديش الشعبية، ضمن جولة سموه الآسيوية، حيث سيلتقي سموه خلال الزيارة مع فخامة الرئيس محمد شهاب الدين رئيس جمهورية بنغلاديش الشعبية ودولة السيدة شيخة حسينة واجد رئيسة الوزراء، لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها ونقلها إلى مراحل متقدمة من الشراكات الاستراتيجية المثمرة بما يخدم مصالح وتطلعات البلدين وشعبيهما الصديقين.

العلاقات الدبلوماسية

وقد أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين دولة قطر وجمهورية بنغلاديش الشعبية منذ سبعينات القرن الماضي وافتتحت دولة قطر سفارتها في دكا بتاريخ 15 / 1 / 1980م، فيما افتتحت سفارة بنغلاديش في الدوحة بتاريخ 29 / 12 / 1981م.

ويشمل التعاون بين الدولتين مجموعة واسعة من المجالات، منها الاقتصادي والفني، والتجاري والاستثمار، وتوظيف القوى العاملة البنغالية في قطر، بالإضافة للتعاون في مجالات التعليم، والسياحة، والثقافة والرياضة، وتنمية الموارد البشرية.

ولتحقيق المزيد من التعاون بين البلدين، قامت دولة السيدة شيخة حسينة واجد رئيسة وزراء جمهورية بنغلاديش الشعبية في مايو من العام الماضي، بزيارة للدوحة للمشاركة في النسخة الثالثة من منتدى قطر الاقتصادي، وقد استقبلها بالديوان الأميري حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وجرى خلال المقابلة، استعراض العلاقات الثنائية التي تربط البلدين، وسبل تعزيزها وتطويرها، إضافة إلى مناقشة عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.

كما اجتمع معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، مع دولة السيدة شيخة حسينة واجد رئيسة وزراء جمهورية بنغلاديش الشعبية، على هامش النسخة الثالثة من منتدى قطر الاقتصادي.

وجرى خلال الاجتماع، استعراض علاقات التعاون الثنائي بين البلدين، وسبل دعمها وتطويرها، خاصة في مجال الطاقة والعمل المشترك في قطاع التكنولوجيا، بالإضافة إلى عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

وفي كلمة لها أمام منتدى التجارة والاستثمار في بنغلاديش الذي عقد بالدوحة، في مارس 2023 بمشاركة غرفة قطر ورابطة رجال الأعمال القطريين ومركز قطر للمال، دعت دولة السيدة شيخة حسينة واجد، رجال الأعمال والمستثمرين القطريين إلى الاستثمار في بلادها، وأشارت إلى الحوافز والتسهيلات الكبيرة التي توفرها الحكومة في بنغلاديش للمستثمرين، وأكدت على الأداء القوي لاقتصاد بلاها والارتفاع القوي لنمو الناتج المحلي الإجمالي رغم التحديات التي فرضتها تداعيات فيروس كورونا كوفيد -19 على الاقتصاد العالمي.

الفرص الاستثمارية

ومن جانبه، قال سعادة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني رئيس رابطة رجال الأعمال القطريين إن المنتدى كان فرصة للتعرف على الفرص الاستثمارية في بنغلاديش، مؤكدا على هامش مشاركته بالمنتدى حرص رجال الأعمال القطريين على تعزيز فرص الاستثمارات مع الشركات في الدول التي تربط دولة قطر بها علاقات ممتدة وقوية، وأشار سعادته إلى أن القطاعات الصناعية والزراعية والسياحية دائما تحظى بأولوية.

وفي مارس من العام الماضي شارك مركز قطر للمال في أعمال قمة بنغلاديش للاستثمار تحت عنوان إمكانات التجارة والاستثمار في بنغلاديش، بالدوحة. وقد عرضت القمة، فرص الاستثمار المحتملة في بنغلاديش عبر مختلف القطاعات.

وفي كلمته أثناء افتتاح القمة، قال السيد يوسف محمد الجيدة، الرئيس التنفيذي لمركز قطر للمال: "تتمتع بنغلاديش وقطر بعلاقة اقتصادية متينة على مدار أربعة عقود، وقد نمت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، ويتجلى ذلك في نمو حجم التجارة بين البلدين والذي ارتفع من 948 مليون ريال قطري في عام 2017، إلى أكثر من 10 مليارات ريال قطري عام 2022".

وأضاف الجيدة: "بالإضافة إلى قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وقطاعي الطاقة ورأس المال البشري، هناك العديد من المجالات التي يمكننا من خلالها توسيع الاستثمارات والشراكات ذات المنفعة المشتركة، مثل الزراعة والتعليم التكنولوجي والسياحة والثقافة والرياضة والتمويل".

وكان مركز قطر للمال، قد أعلن في سبتمبر 2018 عن انضمام "منتدى بنغلاديش قطر" كمجلس أعمال مسجل رسميا تحت مظلة المركز الذي يعتبر أحد المراكز المالية والتجارية الرائدة والأسرع نموا في العالم.

منتدى بنغلاديش قطر

وبوصفه مجلسا للأعمال، سيؤدي منتدى بنغلاديش قطر دورا أساسيا في تسهيل الاستثمار الثنائي بين قطر وبنغلاديش. ويعتبر المنتدى مجلس أعمال غير ربحي،بهدف تعزيز النمو المستمر، وتنمية التجارة والاستثمار بين الدولتين، ويسعى مركز قطر للمال إلى تعزيز موقع دولة قطر كوجهة جذابة ومجزية بالنسبة للشركات التي تتطلع إلى توسيع عملياتها في منطقة الشرق الأوسط، والاستفادة من الفرص المتوفرة بالدولة.

وفي سياق العلاقات الاقتصادية بين الدولتين، افتتح في يناير 2020 بمركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات، معرض صنع في بنغلاديش، الذي نظمه منتدى بنغلاديش- قطر، واستمر ثلاثة أيام، وشارك في المعرض نحو 100 شركة تغطي 18 قطاعا رئيسيا في بنغلاديش وتختص بتكنولوجيا المعلومات والطاقة والإسمنت والاتصالات والأغذية والمشروبات ومصايد الأسماك وغيرها.

وفي إطار التنسيق السياسي بين الدولتين، عقدت بالدوحة في سبتمبر 2022، جولة مشاورات سياسية بين وزارتي الخارجية بالبلدين، جرى خلالها استعراض علاقات التعاون الثنائي، بالإضافة إلى عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وتم عقب الجولة، التوقيع على اتفاقية بشأن إلغاء متطلبات التأشيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والرسمية والخاصة.

ومن خلال العديد من الزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين بالبلدين يجري بحث مجالات التعاون بين الطرفين في مختلف المجالات، وخاصة في قطاع الطاقة والاقتصاد والشؤون العمالية والبنوك والثقافة وغيرها.

اتفاقيات بين الطرفين

وتعد دولة قطر أكبر مورد للغاز المسال إلى بنغلاديش، وهناك عدة اتفاقيات بين الطرفين بهذا الخصوص، ومن أحدثها التوقيع على اتفاقية في يناير الماضي بين شركة قطر للطاقة وشركة إكسيليريت إنرجي لتزويد بنغلاديش بالغاز الطبيعي المسال لمدة 15 عاما تبدأ في يناير 2026، وبمعدل مليون طن سنويا تقريبا، وهناك اتفاقية بين الطرفين وقعت في يونيو من العام الماضي لتوريد الغاز الطبيعي المسال إلى مؤسسة بنغلاديش للنفط والغاز والمعادن (بتروبانغلا) بمعدل يصل إلى 1.8 مليون طن سنويا وتسليمها إلى موانئ بنغلاديش اعتبارا من يناير 2026 ولمدة 15 عاما.

وفي سياق الاهتمام بالشؤون العمالية، دشنت دولة قطر في ديسمبر 2018، مركزين للتأشيرات في بنغلاديش، أحدهما في العاصمة دكا والآخر في مدينة سيلهت، وذلك في إطار جهود الدولة الرامية لتسهيل وتبسيط إجراءات استقدام الوافدين للعمل بدولة قطر.

وتقع بنغلاديش في جنوب شرق قارة آسيا، وتحدها الهند من كل الجهات ما عدا أقصى الجنوب الشرقي حيث تحدها ميانمار، وتبلغ مساحتها أكثر من مائة وسبعة وأربعين ألف كيلو متر مربع، أما عدد السكان فيتجاوز مائة وأربعة وسبعين مليون نسمة، ويطلق عليها اسم أرض الأنهار وذلك لأنها موطن لأكثر من سبعة وخمسين نهرا عابرا للحدود.

ونجحت بنغلاديش خلال السنوات الأخيرة في الصعود كقوة اقتصادية. وقد كتبت رئيسة الوزراء هناك السيدة شيخة حسينة مقالا في أكتوبر 2019 قالت فيه: "إضافة إلى الاكتفاء الذاتي، نحن الآن رابع أكبر منتج للأرز، وثاني أكبر منتج لنبتة الجوت، ورابع أكبر منتج للمانغو، وخامس أكبر منتج للخضراوات، ورابع أكبر منتج من مصايد السمك الداخلية".

وتهدف بنغلاديش إلى أن تصبح دولة متقدمة بحلول عام 2040، وقد قامت بإنشاء نحو مائة منطقة اقتصادية لجذب الاستثمارات الخارجية.

وتعتمد بنغلاديش على تصدير المنسوجات والملابس والمأكولات البحرية، والأسماك، والمنتجات الزراعية مثل: الموز والمانجو والبطاطا والفواكه الاستوائية والبصل والأرز والشاي والجوت، والأناناس وغيرها، كما يوجد بعض فرص العمل المتوفرة للمستثمرين في مجالات الصناعات الموجهة للتصدير مثل: المنسوجات والمنتجات الجلدية والمكونات الإلكترونية والمواد الكيماوية والبتروكيماويات والصناعات القائمة على الزراعة، إضافة إلى القطاع السياحي والصناعات الخفيفة، وفي مشاريع البنية التحتية مثل توليد الطاقة واستكشاف النفط والغاز والمعادن والاتصالات والموانئ والطرق والعديد من القطاعات الأخرى، التي بإمكانها جذب المستثمر الأجنبي.

المصادر

جميع الحقوق محفوظة لمرسال قطر 2024

atyaf company logo