افتتح اليوم، بجاليري المرخية الكائن بمطافئ: مقر الفنانين، معرض "البيت.. شهب وأجنحة رحلة عشر سنوات 2014- 24" للفنانة العراقية ـ الأمريكية ميسلون فرج.
ويأتي تنظيم هذا المعرض، الذي حضره جمع غفير من الفنانين والمثقفين، بالتعاون بين جاليري المرخية ودار حصة للفنون ويتواصل حتى 21 يونيو القادم.
وقالت الفنانة ميسلون فرج في تصريح لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، إن معرضها يعرض خلاصة تجربتها خلال العقد الأخير (2014 ـ 2024)، وما عايشته من أحداث، بدءا من العدوان الإسرائيلي على غزة آنذاك في العام 2014، وهو الأمر الذي يتكرر في العدوان الأخير الذي راح ضحيته الآلاف من الأبرياء من النساء والأطفال وكبار السن.
ونوهت بأن جيش الاحتلال كان يضرب مكان القصف بصواريخ تحذيرية من أجل قصف المكان، حتى يتسنى للآمنين الفرار بجلدهم من القنابل التي لا تعرف شفقة ولا رحمة.. وما بين القصف التحذيري والحقيقي دقائق معدودات على رؤوس أصابع اليد، تقع المجازر، مشبهة هذا الوضع المأساوي بذلك الطائر السجين في قفصه، الذي يتم فتح باب القفص له من أجل الطيران ومعانقة الحرية، لكنه مقصوص الجناحين، وهو ما تجلى في عدد من أعمالها سواء على السيراميك (طيور بدون أجنحة)، أو اللوحات المعلقة وهو الجانب المقصود بـ"أجنحة".
وأضافت: أما الجانب المقصود بـ"البيت"، فهو تلك الأعمال التي كانت تسلي نفسها بتنفيذها أيام جائحة كورونا "كوفيد ـ 19"، حين تم فرض الإغلاق الشامل في معظم دول العالم، إلى أن تم الرجوع إلى الحياة الطبيعية، وعودتها إلى زيارة الجاليريهات والأستوديوهات الفنية في باريس، وبعدها بدأت في تنفيذ أعمالها الموسومة بـ"شهب، حيث تتذكر أيام الصبا في بغداد، عندما كان يحلو النوم والسمر على أسطح المنازل ومتابعة الشهب في السماء وهي تترك أثرها في الفضاء.
وحول رأيها في الحراك الفني في قطر قالت ميسلون: "بحكم متابعتي لأعمال عدد من الفنانين القطريين ومن بينهم الفنانة هنادي الدرويش، والثورة الفنية والثقافية والفنية في البلد وما أطلقته سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، من مشاريع فنية عالمية، يبين مدى اهتمام قطر بالفن، فضلا عن الحراك الكبير في هذا المجال".
من جانبها، أعربت الفنانة التشكيلية هنادي الدرويش، مؤسس دار حصة للفنون، في تصريح مماثل لـ"قنا"، عن مدى سعادتها بالتعاون مع جاليري المرخية لتنظيم هذا المعرض.
ويعد هذا التعاون هو الثاني مع الجاليري بعد معرض "مزيونة" للفنانة الكويتية ثريا البقصمي.
وأوضحت أن ثمرة هذا المعرض، جاءت بعد لقائها بالفنانة العالمية ميسلون فرج في معرضها الخاص في باريس سنة 2019، مشيرة إلى أن هذا المعرض يعد الأول للفنانة ميسلون في قطر والخليج، حيث بدأ التحضير له منذ وقت طويل.
جدير بالذكر، أن أعمال الفنانة ميسلون فرج تتجذر في جماليات مستوحاة بالانضباط المعماري، تحاكي إشارات عبر الثقافات وتسد الفجوات بين الشرق والغرب القديم والمعاصر، وفي أعمالها يتأمل المتلقي لموضوعات عالمية مثل الحب والوطن والتجربة الإنسانية والرحمة والروحانية وطبيعة الوجود العابرة.