قامت لجنة الإشراف على تجميل الطرق والأماكن العامة بالدولة بالانتهاء من تنفيذ أعمال تطوير شارع الفردوس الذي يمتد من واحة الدوحة إلى مشيرب، ضمن أعمال تطوير المنطقة 13.
وقد شمل تطوير هذا الشارع جداريات وأعمال فنية شارك بها سبعة فنانين قطريين ومقيمين، قاموا بتنفيذ جداريات بطابع إبداعي على جدران الشارع، وذلك ضمن مبادرة جداري آرت التي أطلقتها متاحف قطر بالتعاون مع اللجنة، باعتبارها مبادرة للفن العام من أجل تنشيط المناطق الحضرية وتجميلها بالجداريات والأعمال الرائعة التي يبدعها الفنانون القطريون والمقيمون.
المهندس محمد الخالدي: مشاركة الفنانين ببصماتهم الفنية الفريدة بالموقع أعطت أفراد المجتمع إحساسًا ملموسًا بالمكان المحيط بهم
وبهذه المناسبة، قال المهندس محمد عرقوب الخالدي، رئيس لجنة الإشراف على تجميل الطرق والأماكن العامة بالدولة، أن تطوير المنطقة 13 يشمل أعمال إعادة تأهيل عدة شوارع وتقاطعات وساحات. ويقع هذا التطوير ضمن أهداف اللجنة لتطوير شبكة المشاة المحيطة بالوجهات السياحية وإعادة إحياء شوارعها لجعل التنقل خلالها رحلة ممتعة للزوار.
كما أضاف أن مشاركة الفنانين ببصماتهم الفنية الفريدة بالموقع أعطت أفراد المجتمع إحساسًا ملموسًا بالمكان المحيط بهم، وعززت الحركة في المنطقة والحي السكني، حيث أصبحت المنطقة وجهة جديدة ومعلمًا سياحيًا جذابًا.
المهندس آل إسحاق: مبادرة جداري آر تهدف إلى جمع كوكبة من الفنانين القطريين ليتعاونوا معًا لإضفاء الحيوية على جدران المدينة
من جانبه قال المهندس عبد الرحمن أحمد آل إسحاق، مدير إدارة الفن العام في متاحف قطر "يسعدنا في متاحف قطر أن نتعاون مرة أخرى مع "أشغال" في مبادرة جداري آرت، التي تهدف إلى تجميع كوكبة من الفنانين القطريين ليتعاونوا معًا لإضفاء الحيوية على جدران المدينة وتجميلها. ونود أن نشكر لجنة الإشراف على تجميل الطرق والأماكن العامة بالدولة على جهودهم الحثيثة ودعمهم المتواصل في نقل الفنون خارج جدران المتاحف وإتاحتها للجمهور عن طريق عرض أعمال الفن العام التي تناقش القضايا المجتمعية ذات الأهمية العالمية، وتكون عوامل جذب رئيسية للمقيمين والزوار على حدٍ سواء.
وتشمل أعمال الفن العام الجديدة أعمال فنية أبدعها كل من مبارك المالك، ومبارك آل ثاني، وهدى باسهل، وغادة السويدي، وسها الضاني، وعبد الله الصلات، وأحمد الجفيري.
المهندسة سارة كافود: المبادرة أعادت إحياء شارع الفردوس الذي يربط بين وجهتين سياحيتين مهمتين
وقالت المهندسة سارة كافود، نائب رئيس لجنة الإشراف على تجميل الطرق والأماكن العامة بالدولة "ساهمت مبادرة جداري آرت في إضافة لمسات إبداعية تمثل قطر ومسار تطورها في العديد من المناطق، وأعادت إحياء شارع الفردوس الذي يربط بين وجهتين سياحيتين مهمتين بمشاركة الفنانين القطرين والمقيمين بأعمالهم الفنية المتنوعة من خلال جداريات رائعة تبرز الهوية القطرية"، ويشكل التعاون بين مهندسي اللجنة وفناني قطر جزء من استراتيجية اللجنة لإثراء الشوارع والمدن بالأعمال الفنية والثقافية.
وعلّق المهندس منصور الموسوي من لجنة الإشراف على تجميل الطرق والأماكن العامة بالدولة: "نعمل على توفير مساحات إضافية في مناطق مختلفة من أنحاء دولة قطر، ومنها شارع الفردوس، ليتسنى للفنانين القطرين والمقيمين عرض أعمالهم الإبداعية ضمن مبادرة جداري آرت بهدف إعطاء هذه الوجهات لمسات جمالية مميزة وتشجيع حركة الزوار فيها."
وقال الفنان عبد الله الصلات، موضحًا مصدر إلهام عمله الفني "سيدة في مهب الريح": "يشير اسم عملي إلى الطريقة التي اتبعتها فقد رسمت هذه الشخصية أولاً على ورق في كراسة رسم أثناء جلوسي في الحديقة في يوم عاصف. كما أن اسم العمل الفني يعبر عن الأسلوب الذي استخدمته في رسم هذه الأشكال والرموز المجردة كوسيلة للتعبير عن كل فكرة أو شعور انتابني وقتها. أثناء رسم هذه اللوحة الأصلية، فجرت مشاعري كاملة على ورق الرسم، وأطلقت العنان لها في مهب الريح."
وفي الوقت نفسه يصور العمل الفني "الحناء"، الذي أبدعته الفنانة والرسامة القطرية غادة السويدي، شخصية نابضة بالحياة تعبر عن ثقافتها وأسلوب حياتها و"يهدف المفهوم الكامن وراء هذا العمل الفني إلى توضيح بعض جوانب الثقافة القطرية بطريقة حديثة عن طريق استخدام ألوان زاهية وجريئة. لقد استخدمت أسلوبًا بسيطًا ولكنه مفصل، يهدف إلى جذب انتباه كل من الجيلين القديم والجديد على حدٍ سواء".
وقال مبارك المالك معلقًا على جداريته "أم بطّولة": "أسعى للبحث عن الذات من خلال عملي الفني، دون إهمال عنصري الابتكار والحداثة. فأنا أعشق استخدام البطّولة في الجداريات، وهو غطاء تقليدي للوجه لونه ذهبي كانت ترتديه النساء القطريات في الماضي".
ويشرح مبارك آل ثاني جداريته قائلًا: "تصور جداريتي المعروضة في شارع الفردوس بالدوحة تطور فن العمارة القطرية عبر التاريخ مع التركيز بشكل أساسي على العناصر القديمة والأصيلة. وتسلط الجدارية الضوء على العناصر الجمالية العريقة، وتعرض العناصر التي مثلت مصدر إلهام لفن العمارة المعاصر".
وقال أحمد الجفيري شارحًا لوحته التي تحمل عنوان "دحروج": "لقد حاولت من خلال الجدارية التركيز على المزج بين العناصر التقليدية والمعاصرة على حدٍ سواء من الجانبين البصري والمفاهيمي. إن استخدام اللونين الأسود والأبيض لرسم طفلين يلعبان لعبة قطرية تقليدية تسمى" دحروج "، مع تصوير خلفية تشبه فن البوب وإضفاء لوحة الألوان الرقيقة والمبهجة إحساسًا بفن البوب الحديث في القرن العشرين. إن هذه الجدارية المعاصرة هي خير دليل على تاريخي بصفتي فنان قطري، كما أنها تحافظ أيضًا على اللغة العالمية للتمثيل البصري وبنية الألوان والمفهوم".