اختتم برنامج أيادي الخير نحو آسيا (روتا)، التابع لمؤسسة التعليم فوق الجميع، مؤتمر تمكين الشباب السنوي “إمباور 2024” في نسخته الخامسة عشرة، الذي استمر يومين في قاعات نادي قطر للسباق والفروسية.
وأثار موضوع المؤتمر هذا العام، الذي جاء تحت عنوان "دور الشباب في أوقات الحرب والصراع"، حوارا مهما بين أكثر من 200 شاب مشارك من دولة قطر وخارجها، حول تسخير طاقة وإمكانيات القادة الشباب في معالجة النزاعات العالمية.
حوار حول غزة
افتتح المؤتمر بحوار حول الوضع في غزة، وجلسة بعنوان "جهود الإغاثة من منظور: دور قطر في النزاعات الإقليمية"، إضافة إلى رسائل قوية من مناطق الصراع كفلسطين والسودان، تم عرضها خلال فيلم قصير بعنوان "قوة الشباب في زمن الحرب والصراع".
وتحدث في المؤتمر عدد من الخبراء والمتخصصين والناشطين من دولة قطر وخارجها تم اختيارهم بعناية لإشراك وإلهام الجمهور الشبابي بوجهات نظرهم الفريدة حول الصراع وبناء السلام.
وانخرط المشاركون في سلسلة من ورش العمل وحلقات النقاش والجلسات التفاعلية، بهدف تطوير مهارات ورؤى عملية في مجال المناصرة، توجت بصياغة إعلان الشباب “إمباور 2024”، الذي يوضح التزامات الشباب بمواجهة تحديات الصراعات العالمية.
ومثل المعرض المصاحب لمؤتمر “إمباور 2024”، وهو جزء رئيسي من المؤتمر، جهدا تعاونيا وقدم عرضا نابضا بالحياة للتعبيرات الإبداعية التي تتمحور حول "دور الشباب في أوقات الحرب والنزاع"، حيث شمل مجموعة متنوعة من الوسائط التي أبدعها فنانون شباب محليون بعناية.
ولا تعكس هذه الأعمال الفنية المشاعر العميقة والروايات المعقدة المرتبطة بالصراعات العالمية فحسب، بل كانت وسيلة فعالة للدفاع والتوعية، ومثل المعرض شهادة على دور الفن في تعزيز الحوار والتفاهم، وتزويد الحضور برؤية أعمق وأكثر شخصية حول المواضيع التي تمت مناقشتها في المؤتمر.
عبدالله العبدالله: "إمباور 2024" ملتزم بتسخير طاقات الشباب لمواجهة أكثر التحديات العالمية إلحاحًا
وفي هذا الصدد، أكد السيد عبدالله العبدالله المدير التنفيذي لبرنامج (روتا)، التزام مؤتمر “إمباور 2024”، بتسخير طاقات الشباب النابضة بالحياة والروح الابتكارية لمواجهة أكثر التحديات العالمية إلحاحا، فهذا المؤتمر ليس مجرد حدث، بل هو منصة للأصوات الشابة لتشكيل مستقبلهم والتأثير على الحوار العالمي حول السلام وحل النزاعات، معربا عن اعتقاده بأن تمكين الشباب استثمار في مستقبل أكثر إشراقا ومرونة.
فرصة لتبادل الأفكار
وبدأ مؤتمر تمكين الشباب السنوي “إمباور” في عام 2009، وهو أول مؤتمر يقوده الشباب ويركز على تجهيزهم في قطر وحول العالم لأداء أدوار نشطة في بناء مجتمعاتهم وأن يكون لهم صوت في القضايا العالمية.
ويشكل المؤتمر فرصة للشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و30 عاما للمشاركة في التعلم التجريبي وتبادل الأفكار بين الثقافات، واكتشاف الشعور بالانتماء إلى إنسانية مشتركة، وقيم ومسؤوليات مشتركة.
ومؤتمر “إمباور 2024” ليس مجرد منصة للحوار، بل هو حافز للعمل، وهو مصمم لتحفيز جهود مناصرة الشباب استجابة للصراعات العالمية وتزويد المشاركين بالمهارات اللازمة للمشاركة المسؤولة في وسائل التواصل الاجتماعي فيما يتعلق بالحرب والصراع، ومن خلال تعزيز فهم أعمق للأزمات الإنسانية وتشجيع اتخاذ موقف استباقي بين الشباب تجاه جهود السلام العالمية، يهدف المؤتمر إلى تمكين الشباب باعتبارهم عوامل محورية في عملية التغيير.
ويعد نجاح مؤتمر “إمباور 2024” ثمرة لتعاونه مع مجموعة مختارة من الشركاء الاستراتيجيين والمنفذين، الذين يساهم كل منهم بموارده وخبراته لتحقيق أهداف الحدث، ومن بين الشركاء الاستراتيجيين صندوق قطر للتنمية، ومتاحف قطر، ووزارة الرياضة والشباب، إضافة إلى عدة وكالات تابعة للأمم المتحدة مثل اليونيسف، اليونسكو، المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومنظمة العمل الدولية.