ناقشت الجلسة الثامنة من مبادرة "إضاءات" التي عقدتها وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي بعنوان "خير جليس"، خمسة محاور، شملت: القراءة للتعلم والتطوير الذاتي والمتعة، والقراءة في العصر الرقمي، والقراءة والمجتمع، ودور المكتبات والمنصات في تشجيع القراءة، والتحديات والحلول المقترحة لتعزيز ثقافة القراءة.
وتعد مبادرة "إضاءات" منصة حوارية أطلقتها الوزارة لجمع التربويين في جلسات نقاشية، تتناول قضايا تربوية وأكاديمية محددة وذات اهتمام مشترك، للوصول لأفكار تطويرية فعالة وملهمة، ولتوظيف مخرجات هذه الجلسات في تعزيز خطط الوزارة وسياساتها التربوية.
اليوم العالمي للكتاب
جاءت الجلسة الثامنة من المبادرة احتفاء باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف الذي يصادف 23 أبريل كل عام، وحضرها عدد من المسؤولين بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي وأكثر من 500 طالب وطالبة، بالإضافة إلى معلمين وأولياء أمور ومديري المدارس.
تحدثت في هذه الجلسة الدكتورة عائشة جاسم الكواري الرئيس التنفيذي لدار "روزا " للنشر ومدير الملتقى القطري للمؤلفين بوزارة الثقافة، حيث أشادت بمبادرة "إضاءات" باعتبارها إضاءة جديدة للبحث عن الحلول المبتكرة لكثير من القضايا، وثمنت احتفال الوزارة باليوم العالمي للكتاب للتحفيز على القراءة والتعريف بحقوق وواجبات المؤلفين.
واستعرضت الدور الذي تؤديه دور النشر لتحفيز أفراد المجتمع على القراءة، منوهة في هذا السياق بالعلاقة الوثيقة بين القراءة والكتابة، وقالت في هذا السياق "لكي تكون كاتبا مميزا ينبغي أن تكون قارئا متميزا، ورسالتنا هي جعل المجتمع مجتمعا قارئا، وأن تكون القراءة أسلوب حياة، لأن قطر تستحق الأفضل من أبنائها المثقفين القارئين الذين يصلون لمصادر التعلم".
كما أكدت أهمية الكتاب الورقي على الرغم من التطور الرقمي، منوهة بازدياد عدد المؤلفين الشباب في قطر، ما يدل على حيوية مجتمع القراءة، وطمأنت الشباب القلقين من منصات التواصل الاجتماعي ومنافستها للكتاب، مبينة أنها أدوات مساندة للكتاب وليست بديلا عنه "نستخدمها للتعريف بإصداراتنا والتعرف على التغذية الراجعة حول ما نكتبه وننشره".
د. عائشة الكواري: ينبغي تعزيز دور المكتبات عبر إقامة الفعاليات الهادفة فيها لخلق الزخم للتشجيع على القراءة
وكشفت عن معايير اختيار الكتب ونشرها والمتمثلة في الأصالة والدقة والموضوعية، وأن يمثل الكتاب إضافة نوعية لمجتمع المعرفة من خلال طرحه العلمي، مشيرة إلى وجود لجنة فنية إشرافية تحدد معايير نشر الكتب، ودعت إلى تعزيز دور المكتبات من خلال إقامة الفعاليات الهادفة فيها لخلق الزخم للتشجيع على القراءة وتعزيزها.
كما حثت الكواري على تضافر جميع الجهود للوصول إلى مجتمع المعرفة من خلال تعزيز ثقافة القراءة، التي أصبحت مسؤولية مشتركة بين كافة الأفراد ومؤسسات المجتمع والدولة، كما أشادت بتجارب الطلبة مع القراءة التي استعرضوها في الجلسة، مؤكدة أنها داعم لها للمضي قدما في صناعة التأليف والنشر وتعزيز ثقافة القراءة في المجتمع.
التشجيع على القراءة
أما السيدة ريم إبراهيم البدر، ولية أمر، فسلطت في حديثها خلال الجلسة، على دور الأسر في تشجيع القراءة لدى أبنائها، لا سيما في العصر الرقمي، مستعرضة الأساليب والاستراتيجيات المثلى لتحفيزهم على القراءة والكتابة، وقدمت العديد من المقترحات لتشجيع الأبناء على القراءة، وقالت" نحن "أمة اقرأ"، علينا أن نولي اهتماما خاصا لتعزيز ثقافة القراءة وتحفيز أبنائنا وخلق التحدي والمنافسة فيما بينهم".
أما الطالب عبدالله محمد البري، وهو بطل تحدي القراءة على المستوى العربي في موسمها السابع، فتحدث عن تجربته مع القراءة وتأثيرها على تطويره الأكاديمي وتنمية مهاراته الشخصية؛ مستعرضا أبرز الكتب التي قرأها وأثرها عليه، بالإضافة إلى حفظه للقرآن الكريم. كما تحدث عن إيجابيات التكنولوجيا وسلبياتها، وقال إنها سهلت له الحصول على المعلومة، ولكنها لا تشعره بلذة القراءة كما في الكتب.
واستعرض عدد من الطلبة والطالبات في الجلسة تجاربهم المميزة مع القراءة، منوهين بكيفية تطور مهاراتهم وقدراتهم الذاتية في الخطابة والإلقاء من خلال مواصلة القراءة في مختلف مجالات المعرفة.
وفي ختام الجلسة، كرمت السيدة مها زايد الرويلي، وكيل الوزارة المساعد للشؤون التعليمية بالوزارة، المتحدثين في الجلسة لدورهم في إثراء الحوار التربوي حول القراءة وأهميتها، كما كرمت منتسبي الوزارة الأكثر استعارة للكتب وترددا على المكتبة.