نشرت كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس، السبت، مقطعا مصورا لأسيرين إسرائيليين احتجزتهما في 7 أكتوبر الماضي، يطالبان حكومة بنيامين نتنياهو بالإفراج عنهما.
وعرضت "القسام" المقطع ومدته 3:27 دقائق ويتضمن مقابلتين مع الأسيرين كيت سيغال (64 عاما) وعومري ميران (47 عاما)، ويتحدثان عن ظروفها الصعبة تحت القصف الإسرائيلي على قطاع غزة.
وتضمن المقطع تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي يقول فيها "استمرار الضغط العسكري هو وحده فقط ما سيؤدي إلى تحرير جميع الأسرى".
كما تضمن المقطع تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت يقول فيها: "كلما ازداد الضغط العسكري زادت فرصتنا للوصول إلى أعزائكم".
وخلال المقطع قالت الكتائب في جمل مكتوبة: "الضغط العسكري الذي تمارسه إسرائيل تسبب بمقتل عشرات الأسرى في غزة، وحرم البقية من الاحتفال بعيد الفصح (اليهودي الذي بدأ الثلاثاء ويستمر أسبوعا) مع أسرهم (دون توضيح عددهم)".
وأضافت: "زعماؤكم النازيون لا يكترثون بمصير أبنائكم الأسرى ومشاعرهم، أدركوهم قبل فوات الأوان".
"نحن في خطر القصف"
وفي المقطع المصور، قال الأسير سيغال من مستوطنة كفار عزة (قرب قطاع غزة): "أريد أن أبعث برسالة لعائلتي بأنني أحبهم جدا، من المهم أن تعلموا أنني على ما يرام، وآمل أن تكونوا أنتم كذلك".
وأضاف: "لدي ذكريات جميلة جدا من عيد الفصح في العام الماضي الذي احتفلنا به معا، وآمل أن نحظى بأفضل مفاجأة ممكن أن تحصل".
وتابع: "نحن هنا في خطر في ظل القصف، وهذا أمر مخيف ومرعب نعيشه منذ وقت طويل، وأنا أتساءل حتى متى؟".
سيغال أردف: "أحيانا نشعر بأنكم قد تخليتم عنا، أطلب من رئيس الحكومة وجميع الوزراء المرونة في المفاوضات".
وطالب بـ"التوصل إلى صفقة قريبة، فنحن نشعر بالمماطلة، والصفقة استغرقت وقتا طويلا جدا".
وأعرب عن أمله أن "يعود جميع الأسرى إلى منازلهم وعائلاتهم قريبا جدا، كما تتمتعون أنتم بجوار عائلاتكم".
وقال: "شاهدت عدة مرات المظاهرات في تل أبيب والقدس، وأنا أريد أن تستمروا جميعا في هذه المظاهرات".
"واصلوا المظاهرات من أجلنا"
بدوره، قال الأسير ميران، من مستوطنة كيبوتس ناحال عوز (قرب قطاع غزة): "عائلتي العزيزة، أنا مشتاق لكم جميعًا، أبي، أختي، أخي، زوجتي أليشاي، وبنتاي روني وألما الغاليتان".
وأضاف: "هذا العام لم نتمكن من الاحتفال في أي عيد معًا بسبب هذه الحرب الشنيعة، آمل أن نتمكن على الأقل من الاحتفال معًا في عيد الاستقلال (الفصح) المقبل".
وتابع: "أنا هنا في أسر حماس منذ أكثر من 202 يوم، نعيش أوضاعا صعبة تحت القصف العنيف، وآن الأوان للتوصل إلى صفقة تخرجنا من هنا، ونحن على قيد الحياة وبصحة جيدة".
وطالب ميران، ذويه بأن "يبذلوا ما بوسعهم من أجل الضغط على الحكومة بكافة الطرق الممكنة، بما في ذلك مواصلة المظاهرات، من أجل أن يكون هناك مفاوضات تفضي إلى صفقة الآن".
ومنذ أشهر، تقود مصر وقطر والولايات المتحدة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار في قطاع غزة وتبادل للأسرى والمحتجزين بين الطرفين.
ولم تسفر المفاوضات بشكل نهائي عن بلورة اتفاق بسبب رفض إسرائيل مطلب حماس بإنهاء الحرب وسحب قواتها من قطاع غزة وعودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال القطاع.
وتحتجز تل أبيب في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و500 فلسطيني، وتقدر وجود نحو 134 أسيرا إسرائيليا في غزة، فيما أعلنت حماس مقتل 70 منهم في غارات عشوائية إسرائيلية.
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي حربا مدمرة على غزة بدعم أمريكي خلفت نحو 112 ألفا بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ما استدعى محاكمة تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بدعوى "إبادة جماعية".
وتواصل إسرائيل حربها المدمرة على غزة رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار فورا، ورغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".
