نظمت وزارة العمل بالتعاون مع منظمة العمل الدولية، اليوم، احتفالا بمناسبة اليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية، الذي يصادف الثامن والعشرين من إبريل كل عام، وذلك في إطار الجهود التي تبذلها الوزارة لرعاية وحماية العمال، وترسيخ مفاهيم السلامة والصحة المهنية في مواقع العمل، وتوفير بيئة عمل آمنة وصحية.
وفي كلمته خلال الاحتفال، الذي أقيم تحت شعار "المخاطر الكيميائية: استراتيجيات الوقاية والتخفيف"، قال السيد سعد راشد النابت مساعد مدير إدارة السلامة والصحة المهنية بوزارة العمل، إن احتفال الوزارة باليوم العالمي للسلامة والصحة 2024، يأتي في سياق تعزيز العمل التشاركي من أجل السلامة والصحة المهنية، وتشجيع منشآت القطاع الخاص والجهات الحكومية وشبه الحكومية لوضع سلامة العمال والموظفين في قمة الأولويات.
وأكد على ضرورة أن يحظى العمال المعرضون لمخاطر بيئة العمل بالرعاية الشاملة والمتكاملة، وبما يتوافق مع معايير حقوق الإنسان، والتي نصت عليها جميع الاتفاقيات والمواثيق الدولية.
وأشار إلى أن من ضمن اختصاصات إدارة السلامة والصحة المهنية بوزارة العمل مراقبة ومتابعة إجراءات السلامة والصحة المهنية، وإجراء تقييـم للمخاطر الناشئة عن استخـدام المواد الخطـرة في العمل، بالتنسيق مع الجهات المختصـة، والتأكد من قيام المـؤسسات والمنشآت الخاصة باتخاذ الاحتياطات والاشتراطات اللازم توافرها، وفقا لقانون العمل والقرارات المنفذة له.
وأوضح أن مفتشي الإدارة يقومون بتنفيذ جولات تفتيشية مكثفة للتأكد من اتخاذ التدابير اللازمة لحماية العمال من مخاطر العمل، وخلال العام الجاري ستولي الإدارة اهتماما كبيرا للمخاطر الكيميائية وستطلق حملة توعية كبرى بتوزيع عدد من المواد التوعوية بعدد من لغات العمال للمساهمة في رفع وعيهم بتلك المخاطر.
وأضاف أن الإدارة ستطلق حملة تفتيش خاصة عبر عدد من الزيارات التفتيشية للشركات العاملة في مجال تصنيع المواد الكيميائية والمجالات التي يتم فيها تداول واستخدام المواد الكيميائية.
وثمن مساعد مدير إدارة السلامة والصحة المهنية بوزارة العمل، الدور الكبير الذي يقوم به أصحاب العمل في الارتقاء بعمالهم وتوعيتهم بحقوقهم وواجباتهم، والحفاظ على صحتهم وسلامتهم، ودعاهم إلى الاستمرار في حل المشكلات التي تواجه عمالهم وصون حقوقهم والاضطلاع بمسؤولياتهم الاجتماعية تجاه الوطن.
من جانبه، قال الدكتور صلاح عبدالله اليافعي مدير إدارة تعزيز الصحة بوزارة الصحة العامة، إن التعرض للمخاطر الكيميائية في مكان العمل يمثل تهديدا جديا للعاملين يستوجب بذل قدر كبير من الجهد المشترك بين العديد من الجهات، حيث إن العمال هم الفئة الأكثر عرضة للمخاطر الكيميائية، كما أنهم في ذات الوقت العمود والمحرك الأساسي لاقتصاد الدول.
وأوضح أن وزارة الصحة العامة، تعمل مع وزارتي العمل والبيئة والتغير المناخي على تطوير الاستراتيجيات والبرامج الوطنية التي من شأنها حماية العاملين من التعرض لهذه المخاطر، بالإضافة لدور وزارة الصحة العامة الفاعل في نشر الوعي الصحي في أوساط الفئات العاملة عن كيفية التعامل الآمن مع المواد الكيميائية وطرق الوقاية والإسعافات الأولية، والاستجابة السريعة للطوارئ الصحية وحالات التسمم الكيميائي، بالإضافة لتقديم الخدمات العلاجية وخدمات إعادة التأهيل من الإصابات الناتجة عن التعرض للمواد الكيميائية في أماكن العمل.
وأشار إلى الدور المهم لأصحاب العمل لوقاية العاملين من التعرض للمخاطر الكيميائية، من خلال تقييمها في مكان العمل، واستخدام المعدات الوقائية المناسبة عند التعامل مع المواد الكيميائية الضارة، والتهوية المناسبة وتوفير التدريب للعاملين للتعرف على المخاطر الكيميائية وكيفية التعامل معها بشكل آمن، وأيضا التخزين السليم واتباع الإجراءات الوقائية الخاصة بمكان العمل.
وشهد الاحتفال، عرض نتائج المسح الإلكتروني لإنتاج واستخدام المواد الكيميائية في قطر، قدمه السيد علي شاهين البوحدود، مشرف سلامة وصحة مهنية بوزارة العمل، ومايكل كنذراكيس، اختصاصي تقني بمنظمة العمل الدولية.
كما تضمن الاحتفال الذي حضره السيد ماكس تونون، مدير مشروع مكتب منظمة العمل الدولية في قطر، وعدد من ممثلي الشركات العاملة في مجال البتروكيماويات، عقد مائدة مستديرة، ناقشت الآليات الفعالة لحماية العمال من مخاطر التعرض للمواد الكيميائية، وسبل تحقيق السلامة والصحة المهنية في مواقع العمل، شارك فيها عدد من المختصين بوزارات العمل والصحة العامة والبيئة والتغير المناخي وشركة قطر للكيماويات "كيوكيم" وشركة قطرات للإنماء الزراعي "قادكو"، وكلية العلوم الصحية بجامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا.