حضرت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر، اليوم، جلسة نقاشية استضافتها المؤسسة حول تطبيقات الطب الدقيق.
وجمع النقاش، الذي أدارته الدكتورة وضحى المفتاح مدير قطر جينوم بمعهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة، نخبة من الخبراء والقادة من مختلف مؤسسات القطاع الصحي في قطر، لمناقشة الجهود المبذولة لدعم مساعي البلاد في اعتماد ممارسات الطب الشخصي، وكيفية تنفيذ آليات الطب السريري، وسبل تعزيز التعاون والتبادل المعرفي بين التخصصات والقطاعات الصحية المختلفة، وسد الفجوات بين أحدث البحوث والممارسات والتطبيقات الطبية السريرية.
وشهد النقاش مشاركة الدكتورة صالحة بوجسوم رئيس قسم أمراض السرطان في المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان مساعد رئيس لجنة الطب الدقيق في مؤسسة حمد الطبية، التي ناقشت أهمية تطبيقات الطب الدقيق في الكشف المبكر عن مرض السرطان، حيث قالت إن الأورام تعد أحد أكثر الأمراض الجينية شيوعا، وتشكل نسبة 95 بالمئة منها أمراض جينية في العضو المصاب، لافتة إلى أنه من خلال التعاون مع المؤسسات العلمية الأخرى مثل قطر بيوبنك وبرنامج قطر جينوم التابعين لمعهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة، أصبح علاج المرض قبل حدوثه متاحا من خلال إجراءات استباقية، إذ جرى إحالة كل المشاركين في قطر بيوبنك الذين تم اكتشاف طفرات جينية لديهم تسبب السرطان، لاتخاذ احترازات معينة للوقاية من الإصابة بالمرض قبل ظهور الأعراض، "فالطب الدقيق ليس للعلاج فقط، ولكن كذلك للوقاية".
صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر تحضر حلقة نقاشية حول تطبيقات الطب الدقيق#قنا #قطر https://t.co/T5337fKSDt pic.twitter.com/DfWbjOvOwK
— وكالة الأنباء القطرية (@QatarNewsAgency) April 30, 2024
وفي السياق ذاته، أكد الدكتور جاسم السويدي استشاري أول لأمراض القلب رئيس الهيئة العليا للشؤون العلمية والأكاديمية والتدريسية في مؤسسة حمد الطبية، العلاقة بين الجينات وأمراض القلب التي تعد السبب الرئيسي للوفاة لدى الرجال والنساء، مشيرا إلى مفهوم الطب الدوائي أو "الصيدلة الجينية" الذي يعتمد على المعلومات الجينية للفرد لتحديد الدواء المناسب بالجرعة المناسبة في الوقت المناسب.
وأضاف أنه "بالنسبة للمرضى الذي يعانون من الجلطات القلبية والسكتات الدماغية، يتم إعطاؤهم عادة مثبطات الصفائح الدموية، ولكنهم قد لا يستجيبون لأنواع معينة من الأدوية في حالة إصابتهم بنوع معين من الطفرات الجينية، وبالتعاون مع برنامج قطر جينوم، اكتشفنا أن نسبة المرضى الذي يعانون من هذه الطفرة تصل إلى 30 بالمئة".
أهمية الطب الدقيق
بدوره، تطرق الدكتور توفيق بن عمران رئيس قسم علم الوراثة وعلم الجينوم في سدرة للطب عضو مؤسسة قطر، إلى أهمية الطب الدقيق في دفع التحول من الرعاية الصحية التقليدية التي تعالج الأعراض والمرض السريري إلى رعاية صحية متقدمة تعالج المريض بحسب تركيبته الوراثية، لافتا إلى أنه "لم يكن ذلك متاحا قبل وجود السلسلة الجينومية، فعلى سبيل المثال يعد مرض ضمور العضلات الشوكي من الأمراض الشائعة نسبيا لدى الأطفال في السنة الأولى، وكنا نضطر لإخبار الأهالي بأن هذا المرض مستعص وأن العلاج المتوافر فقط هو التأهيل والعلاج الطبيعي والوظائفي، لكن اليوم لدينا ثلاثة علاجات جينية، وتحول من مرض مستعص علاجه ويسبب الوفاة المبكرة، إلى مرض يمكن أن يعيش الأطفال المصابون به حياة طبيعية".
من جهتها، أشارت الدكتورة مريم عبدالملك مدير عام مؤسسة الرعاية الصحية الأولية، إلى المبادرات القائمة على تبني مفهوم الصحة الدقيقة وكيفية دعم الأطباء في مراكز الرعاية الصحية الأولية لتطبيقها، وقالت "عملنا على تعزيز التعاون بين أطباء مؤسسة الرعاية الصحية الأولية والرعاية المتخصصة، لتدريب الأطباء وتمكينهم من التعامل مع الأمراض فور اكتشافها، وتثقيفهم حول كيفية إفادة المرضى عن حالتهم الصحية، فضلا عن مبادرات لتطبيق البرتوكولات والإرشادات التوجيهية".
وتابعت أنه تم تشكيل فريق عمل لإدارة البيانات التحليلية من خلال نظم المعلومات الصحية لدراسة كل حالة بعد التشخيص المبكر، وكيفية ربطها مع العيادات التخصصية، بالإضافة إلى مبادرة التحويل الإلكتروني التي تربط بين مستشفى حمد ومؤسسة الرعاية الأولية التي كان لها بالغ الإثر في التمكن من الاطلاع على الحالات.
وتلا الجلسة النقاشية تقديم الدكتور حمدي مبارك مدير الأبحاث والشراكات في معهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة، للبروفيسور يوسوكي ناكامورا رئيس المعهد الياباني للابتكار الطبي والحيوي والصحة والتغذية، وأستاذ فخري في جامعة طوكيو وأستاذ فخري غي جامعة شيكاغو، الذي قدم عرضا تمحور حول دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز ممارسات الرعاية الصحية الدقيقة وتطبيقاتها.