أعلنت دار التقويم القطري أن سكان النصف الشمالي من الكرة الأرضية بمن فيهم سكان دولة قطر سيكونون على موعد مع رؤية ورصد زخة شهب إيتا الدلويات لهذا العام؛ حيث ستصل ذروتها مساء غدٍ السبت 25 من شهر شوال 1445هـ، الموافق 4 من مايو 2024م، وستمتد حتى بزوغ فجر يوم الأحد 5 من مايو 2024م.
وذكر الدكتور بشير مرزوق الخبير الفلكي بدار التقويم القطري أن زخة شهب إيتا الدلويات من الزخات الشهابية المميزة؛ وذلك لأن معدل سقوطها في السماء عند ذروتها يصل إلى 50 شهابًا في الساعة بحسب تقدير خبراء الفلك المتخصصين في رصد الشهب، وتنشط شهب إيتا الدلويات سنويًّا خلال الفترة الممتدة من 19 أبريل وحتى يوم 28 من شهر مايو من كل عام، إلا أنها تصل ذروتها ما بين يومي الرابع والخامس من شهر مايو من كل عام.
ومما يميز زخات الشهب أن رصدها لا يحتاج سوى مكان بعيد عن التلوث البيئي والضوئي؛ ولذا فسيتمكن سكان دولة قطر من رصد ورؤية زخة شهب إيتا الدلويات دون الحاجة إلى أجهزة أو تليسكوبات فلكية؛ إذ يمكنهم رؤيتها ورصدها بالعين المجردة بدءًا من مساء السبت، وحتى بزوغ فجر الأحد، وذلك بالنظر باتجاه الأفق الجنوبي الشرقي لسماء دولة قطر من منتصف الليل وحتى بزوغ فجر اليوم التالي، ويمكن استخدام الكاميرات الرقمية الحديثة للحصول على صور لها، مع الأخذ في الاعتبار زيادة زمن التعريض أثناء التصوير للحصول على صور مميزة لشهب إيتا الدلويات.
وأضاف الدكتور بشير مرزوق أن مذنب "هالي" الشهير هو مصدر حدوث زخة شهب إيتا الدلويات، وذلك عندما تتحرك الأرض في مدارها حول الشمس وتمر بالقرب من حبيبات الغبار التي خلفها المُذَنَّب خلال شهر مايو من كل عام، فتتقاطع تلك الحبيبات مع الغلاف الجوي الأرضي، وتُحدث وميضًا يُرى في سماء الكرة الأرضية؛ مع العلم أن ظاهرة الشهب بصفة عامة تحدث نتيجة مرور الأرض بالقرب من المخلَّفات الدقيقة وحبيبات الغبار التي تخلفها جُسيمات المُذَنَّبَات.
يُذكر أن مذنب هالي الشهير يزور الأرض كل 76 عامًا ، حيث يمكن رصده من على سطح الأرض، وكان آخرها 1986م، بينما ستكون زيارته القادمة للأرض خلال عام 2062م .
ويجب الأخذ في الاعتبار أن أفضل الأماكن لمشاهدة شهب إيتا الدلويات هي الأماكن الأكثر إظلامًا، وهي الأماكن البعيدة عن المناطق السكنية التي تحوي ملوثات ضوئية وبيئية قد تعيق رؤية الشهب، بينما تعتبر أفضل الأوقات لرؤية شهب إيتا الدلويات من منتصف الليل وحتى بزوغ فجر اليوم التالي.