توج ريال مدريد بطلًا للدوري الإسباني لكرة القدم، وذلك بعدما اتسع الفارق بينه وبين برشلونة إلى 14 نقطة مع تبقي 4 جولات، وذلك بعد خسارة الأخير أمام جيرونا بأربعة أهداف مقابل هدفين، ليعجز عن مواصلة مطاردة الريال الذي انتصر عصر اليوم على قادش بثلاثية نظيفة.
الريال كان قد حسم الليغا عمليًّا بعدما هزم برشلونة في لقاء الكلاسيكو بثلاثة أهداف مقابل هدفين، بهدف قاتل لجود بيلينغهام الذي كرر ما فعله في كلاسيكو الذهاب، ليتسع الفارق إلى 11 نقطة ليُفسد آمال البرسا في تذليله إلى خمس نقاط.
أغلب لاعبي ريال مدريد استمتعوا بلقطات فردية انتزعوا فيها الأضواء انتزاعًا، لكن هناك 7 لاعبين قدموا أداءً استثنائيًّا أكثر من غيرهم وكانوا علامة فارقة في كثيرٍ من الأوقات، متمتعين بمستوى شبه ثابت في أغلب فترات الموسم، والمصادفة أن اثنين منهم يشغلان كل خط باستثناء حارس المرمى الذي يشغله لاعب واحد بطبيعة الحال، مع الأخذ في الحسبان أن المدير الفني الإيطالي كارلو أنشيلوتي كان قائدًا فذًّا لكل هذه المجموعة.
1- أندري لونين حارس الأمان في ريال مدريد
تلقى ريال مدريد ضربة موجعة قبل بداية الموسم، بإصابة طويلة الأمد لحارسه تيبو كورتوا الذي غاب عن الملاعب حتى نهايات شهر أبريل، قبل أن يعود أخيرًا ليشغل مركز الحراسة الأساسية في مباراة اليوم ضد قادش.
الفريق الملكي حاول حل الأمر بضم حارس تشيلسي كيبا أريثابالاغا، لكن لم يدر بخلد إدارته أن الحل كان يكمن داخل الفريق، متمثلًا في الحارس أندري لونين.
فبعد منافسة بين الحارس الأوكراني والحارس الإسباني، بات واضحًا جدًّا أن لونين يربح المعركة بجدارة، فقد كان يقدم مستوى جيدًا جدًا تحول لمستوى مذهل، بعدما دانت السيطرة له على مستوى حراسة المرمى، ليقدم مستوى شبيهًا بما كان يقدمه كورتوا في موسم 2021-2022، فكلا الحارسين كانا علامة فارقة خلال الموسم بتصديات مذهلة وحاسمة، في أوقات كان الريال غير قادر على إبعاد الخطورة عن مرماه.
2- أنتونيو روديغير
لكن في الأوقات التي كان ريال مدريد قادرًا على إبعاد الخطورة عن مرماه، كان أنتونيو روديغير هو الرجل الذي يحافظ للريال على صموده. فبعد إصابة ميليتاو ثم دافيد ألابا، كان لواء الدفاع بيد روديغير، ولو أنه كان يمتلكه حتى قبل إصابة ألابا في ظل مستوى رديء جدًّا قدمه المدافع النمساوي في بدايات الموسم، خاصة في لقاء أتلتيكو مدريد.
روديغير قدم مستوى جيدًا جدًّا في الدور الأول، ثم ارتفع مستواه أكثر إلى حد الإبهار في الدور الثاني، ليحجز مكانه كأفضل مدافع في ليغا هذا الموسم عن جدارة.
المدافع الدولي الألماني سد الكثير من ثغرات دفاع ريال، ودارى كثيرًا من أخطاء زملائه، كما تمكن من تسجيل هدف حاسم جدًّا في مرمى مايوركا حافظ به على صدارة الترتيب لريال مدريد، قبل خوض مباراة جيرونا بجولتين.
3- داني كارفاخال
قد يتفق الجميع على أن ظهير ريال مدريد قدم واحدًا من أفضل مواسمه في الليغا، لكننا قد لا نجد أي غضاضة في التساؤل حول ما إذا كان أفضل مواسم كارفاخال عبر تاريخه.
الظهير الدولي الإسباني طور كثيرًا من مهاراته الهجومية، بداية من بناء الهجمة ونهاية بصناعة الأهداف وأحيانًا تسجيلها. كان مهربًا مهمًّا للكرة أثناء بناء الهجمة، ولم يجد مشكلة في قيادة الجهة اليمنى، حتى وإن انشغل رودريغو أو فالفيردي بأدوار أخرى غير مساندته.
4- توني كروس
وإن تركنا خط الدفاع، فخط الوسط كان هو سر ريال مدريد الأكبر هذا الموسم. هناك يتم حل مشاكل الفريق، ومن عناصره يتم سد النقص في المراكز، حتى وإن وصل الأمر أن يلعب تشواميني كقلب دفاع أو بيلينغهام كمهاجم أو أن يكون فالفيردي ظهيرًا أيمن، وهو أمر بات معتادًا للجناح في الأساس خيسوس فاسكيز.
لكن كل عناصر ريال مدريد في خط الوسط احتاجت لقائد، وفي ظل ارتفاع عمر لوكا مودريتش الذي قدم أداءً مميزًا في ما شارك فيه، فاجأ توني كروس الجميع بمستوى كبير جدًّا، من بعد ثلث الموسم تقريبًا ليكون كالقطعة التي ضبطت تروس الفريق كلها.
كروس استفاد كثيرًا في الدور الثاني من تثبيت كارلو أنشيلوتي للتشكيلة الأساسية إلى حدٍ كبير، ووضعه في مركز لاعب الارتكاز ليحميه المدير الفني الإيطالي بوضع نفاثتين للركض وحماية المساحات، متمثلة في فيديريكو فالفيردي وإدواردو كامافينغا، ليمنحا المايسترو الألماني النفس الكافي دفاعًا والوقت الكافي هجومًا لبسط سيطرته على دائرة المنتصف بتمريراته المميزة الدقيقة، وعندما يرتفع النسق ويتقدم الريال للأمام، كان كروس يقدم الكثير من التمريرات المفتاحية لزملائه، ناهيك عن ركنياته المميزة التي سجل منها ريال مدريد عدة أهداف مهمة.
5- فيديريكو فالفيردي
لم يكن يمكن أن يخرج الدولي الأوروغواياني من هذه القائمة، فهو الرجل متعدد الاستخدامات: حل المشكلات، وأفضل المسكنات.
لياقته البدنية الهائلة جعلته اللاعب الذي لا يرتاح تقريبًا ويلعب غالبية المباريات، وذكاؤه الشديد ساعده في شغل المساحات التي تحتاج للتغطية، سواء دفاعيًّا لمساندة كاربخال أحيانًا وكروس أحيانًا أخرى، أو هجومًا بالصعود يمينًا لمنح رودريغو الحرية التامة للتوغل في العمق.
فالفيردي هو اللاعب الذي يحبه أي مدرب، فإخلاصه الكبير وتفانيه المدهش، كانا خير عون للفريق العاصمي عندما يحل التعب أو تنقلب المباريات.
6- جود بيلينغهام
قطعة الشطرنج المثالية التي أجاد كارلو أنشيلوتي استخدامها بعبقرية، وتجعلنا ننتظر إجابة استثنائية جديدة عن المعضلة التي يتحدث عنها كثيرون، بخصوص مركز كيليان مبابي المتوقع الموسم المقبل.
لم يتذمر المدير الفني الإيطالي كثيرًا من الأمر، بل لجأ لحل عبقري باللعب بطريقة 4-4-2 دياموند، مع تحويل رأس الماسة جود بيلينغهام إلى لاعب حر متعدد الاستخدامات، فتارة تجده لاعب وسط رابعًا، وتارة على الجناح الأيسر يساند فينسيوس جونيور، لكن الدور الأهم كان في اكتشاف عبقريته الكبيرة في التحرك من دون كرة إلى داخل منطقة الجزاء، وانتقاء المساحة المناسبة ليسجل بيلينغهام وابلًا من الأهداف المهمة في النصف الأول من الموسم، ساعدت الريال كثيرًا خاصة في تلك الفترة التي غاب فيها فينسيوس جونيور للإصابة.
استحق الدولي الإنجليزي كل يورو من الـ100 مليون التي دُفعت فيه، وصحيح أن بعض الانتقادات المنطقية قد طالته في بعض فترات النصف الثاني من الموسم، إلا أنه في الموسم ككل، لا يمكن وصف بيلينغهام سوى بالرجل الذي أنقذ رأس فلورنتينو بيريز من قراره الكارثي بعدم التعاقد مع رأس حربة من العيار الثقيل.
7- فينسيوس جونيور
صحيح أن رودريغو تألق بشكل لافت في بعض فترات الموسم، بل ووصل به الأمر إلى أن يكون رجل ريال مدريد الأول في فترة، إلا أن الجودة والشخصية التي يتمتع بها فينسيوس جونيور كانت مبهرة، خاصة في النصف الثاني من الموسم.
تألق الدولي البرازيلي لم يقتصر على الليغا، بل وصل إلى تقديم أداء قوي جدًّا في دوري أبطال أوروبا، مع النهج الدفاعي الذي اتبعه كارلو أنشيلوتي في عدة مباريات.
فينسيوس هو الرجل المزعج دائمًا لأي دفاعات، والذي يضطر كثيرٌ من المديرين الفنيين إلى فرض تحصينات إضافية لإيقافه، فلا يمكن أبدًا أن تأمن خطره ولا الاحتمالية العالية لتجاوزه لرقيبه إن كان وحيدًا.
رؤية فينسيوس أصبحت أفضل للملعب، كما أنه امتلك المرونة الكافية ليستفيد من وضعه في عمق الملعب مؤخرًا، عندما قرر أنشيلوتي نقل رودريغو إلى الجانب الأيسر، وكذلك عندما غاب جود بيلينغهام للإصابة في أكثر من مباراة، فقد كان نجمًا فوق العادة في عودة فريقه من التأخر بهدفين في ملعب الميستايا.
احتاج فينسيوس لعدة مباريات ليستعيد مستواه بعد الإصابة، قبل أن ينفجر في النصف الثاني من الموسم ويعوض التراجع النسبي في مستوى بيلينغهام، ليعود نجمًا أولَّ لهجوم الفريق في المراحل النهائية من الموسم.
وهناك أسماء لا يمكن تجاهلها كذلك في إنجاز ريال مدريد وهم كل من أوريلين تشواميني وإدواردو كامافينغا ولوكا مودريتش ورودريغو وإبراهيم دياز.