دولار أمريكي 3.63ريال
جنيه إسترليني 4.61ريال
يورو 3.85ريال

رئيس مركز الدوحة لحوار الأديان: قواسم مشتركة بين الأديان لحماية كيان الأسرة

06/05/2024 الساعة 11:44 (بتوقيت الدوحة)
سعادة الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان
سعادة الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان
ع
ع
وضع القراءة

أكد سعادة الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي، رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، أن أجندة ومحاور المؤتمر الخامس عشر لحوار الأديان، الذي ينطلق غدا الثلاثاء، حول موضوع الأديان وتربية النشء في ظل المتغيرات الأسرية المعاصرة، من منطلق أهمية الحفاظ على كيان الأسرة واستقرارها، مشيرا إلى أن المشاركين سيتناقشون حول نظرة هذه الأديان حيال الأسرة وماهيتها وحقيقة ما تعنيه، وكيف أن الرسل والأنبياء أكدوا على قضية الأسرة باعتبارها اللبنة الأساسية في المجتمع، إذا صلحت صلح المجتمع، وإذا فسدت فسد المجتمع.

المؤتمر وشعاره "التكامل الأسري.. دين وقيم وتربية" سيتناول ضمن محاور عديدة قواسم مشتركة تعنى بالأسرة

ولفت سعادة الدكتور النعيمي، في حوار خاص أجرته معه وكالة الأنباء القطرية "قنا"، إلى أن المؤتمر وشعاره "التكامل الأسري.. دين وقيم وتربية" سيتناول، ضمن محاور عديدة، قواسم مشتركة تعنى بالأسرة في ظل ما يشهده عالمنا المعاصر من متغيرات، وفي ظل ما تتعرض له الأسرة من تشويه وتحديات عديدة في العالم لم تكن موجودة في السابق، مشيرا إلى أن الأديان أولت عناية فائقة بالأسرة، وأرست لها دعائم روحية وفكرية وأخلاقية تستند إليها في التأسيس والبقاء والتطور، وتحقيق الترابط والنجاح، وقدمت حلولا لمشاكلها الاجتماعية والتربوية والنفسية.

وقال إن المركز سيعلن خلال المؤتمر عن الفائزين بجائزة الدوحة العالمية الخامسة لحوار الأديان 2024 من الأفراد والمؤسسات الدينية الناشطة في دعم الأسر المتضررة.

وثمن سعادة الدكتور النعيمي الاهتمام الكبير الذي توليه دولة قطر، في ظل توجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى (حفظه الله ورعاه)، للأسرة، باعتبارها قوام المجتمع وأساس نهضة الوطن، وقال إن إنشاء وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة مكسب لقطر وللأسرة القطرية، وتجسيد حقيقي لهذه العناية الأسرية والاجتماعية، وللقيم الأسرية القطرية الأصيلة.

وشدد على أن الأسرة في قطر مواطنة ومقيمة، بخير، مترابطة ومتماسكة، بفضل ما تحظى به من اهتمام ورعاية فائقة، وهي عامل أساسي وإيجابي في تطور الوطن وتقدمه.

قطر ستستضيف في وقت لاحق من هذا العام مؤتمرا دوليا إحياء للذكرى الثلاثين للسنة الدولية للأسرة

وتطرق سعادته إلى الأنشطة والفعاليات العديدة الداعمة للأسرة في قطر، مشيرا، في سياق متصل، إلى أن دولة قطر ستستضيف في وقت لاحق من هذا العام مؤتمرا دوليا، إحياء للذكرى الثلاثين للسنة الدولية للأسرة، ومن أهدافه تعزيز دورها المحوري في المجتمعات، ما يؤكد الأهمية الكبيرة التي توليها دولة قطر للأسرة في إطار رؤيتها الوطنية 2030.

وذكر أن حوالي 500 شخصية من علماء وقادة دينيين وباحثين وأكاديميين ومتخصصين في قضايا التنمية الأسرية والاجتماعية ومهتمين سيشاركون في المؤتمر، ويثرون نقاشاته حول موضوعه الحيوي والمهم؛ منهم نحو 200 مشارك من داخل قطر، مبينا أنه تم اختيار 90 بحثا للمناقشة خلال يومي المؤتمر من بين 300 بحث تقدم أصحابها للمشاركة بها في المؤتمر.

الهدف من هذه المؤتمرات

وأوضح أن الهدف من هذه المؤتمرات منذ إطلاقها أول مرة عام 2003 هو التحاور والنقاش بين أتباع الديانات السماوية الثلاث /الإسلام والمسيحية واليهودية/ حول الكثير من القضايا اليومية، التي تهم المجتمعات والبشرية عموما، ما يؤدي لمزيد من التواصل والتعاون وبناء الثقة.

وأشار إلى أن المؤتمرات السابقة ركزت على عدة موضوعات حيوية تهم هذه الأديان وأتباعها؛ مثل قضايا حقوق الإنسان وخطاب الكراهية، ودور الشباب في تعزيز الحوار، والتضامن الإنساني في حالة الكوارث والأزمات وغيرها.

وقال إنه في كل مؤتمر تطرح قضية بعينها يدلي حولها المشاركون بآرائهم ويتشاركون النقاش سواء كانوا علماء دين أو أكاديميين في الجامعات، أو مديري مراكز متخصصة مثل مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان أو حتى طلاب الجامعات.

ولفت إلى أنه يعقب كل مؤتمر إعداد وتجهيز ملخصات للبحوث وأوراق العمل التي ناقشها، ويتم إصدار ما بين ثلاثة إلى أربعة كتب حولها، لتصبح مرجعية مهمة للباحث في مجالات الحوار.

وأعرب الدكتور النعيمي عن الأسف لرؤية عدد من الدول، خاصة الغربية منها، تتفكك وتغلب عليها الشخصنة بدلا من الجماعية، مع ظهور أمور أخرى الآن مثل المثلية وقضايا حقوق الطفل، الذي باستطاعته تغيير جنسه واسمه واختيار دينه ما أثر على الأسرة هناك، مع الخشية من أن تمتد مثل هذه الظواهر والتغيرات السالبة تدريجيا لدول أخرى متمسكة بدينها هناك، إسلامية، أو مسيحية، أو يهودية.

وشدد على أنه من هذا المنطلق جاء مؤتمر الدوحة الدولي الخامس عشر لحوار الأديان حول موضوع الأديان وتربية النشء في ظل المتغيرات الأسرية المعاصرة.

قضية التماسك الأسري

ونوه سعادة الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي، رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، في حواره مع وكالة الأنباء القطرية، إلى أن كل الأديان تدعو إلى وحدة الأسرة، وتؤكد على قضية التماسك الأسري بين مكوناتها وعناصرها المختلفة، وعلى قيم التراحم والتعاون بينها "الأب والأم والأبناء"، وعلى موضوع الزواج الطبيعي، وتكوين الأسرة الطبيعية، مبينا أن الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية في الإسلام وكذا شواهد في الأديان السماوية الأخرى تدعو للتوجه نفسه، وإلى ضرورة حماية الأسرة من الضرر باعتبارها اللبنة الأساسية وحجر الأساس في بناء أي مجتمع، ما يعني أن الدين عامل مهم في بناء الأسرة، وهو ما يحتم على أي مجتمع إبقاء شعلة الأسرة متقدة دائما، سليمة، مترابطة ومتكاملة، مؤكدا على دور الجميع بما في ذلك المؤسسات التربوية والأكاديمية والدينية والثقافية والمدنية والبحثية الرسمية، وغيرها في دعم تكاتف وتماسك الأسرة.

وشدد على أن التوازن المنشود في المنظومة الأسرية منذ نشأتها قائم بتكامل الأدوار بين الرجل والمرأة، وليس بتبديلها أو اختلالها أو محوها من غير تفريط في حق أحدهما، أو اعتداء وهضم لحق الآخر.

المشكلات والأزمات العديدة التي يمر بها العالم اليوم بما فيها الاقتصادية تؤثر على التماسك الأسري وعلى قدسية الأسرة

ونبه سعادته، في سياق ذي صلة، إلى أن المشكلات والأزمات العديدة التي يمر بها العالم اليوم، بما فيها الاقتصادية تؤثر على التماسك الأسري وعلى قدسية الأسرة، وأنه من هنا سينظر المشاركون في كيفية التعامل مع هذا التحدي، معتبرا أن موضوع المؤتمر وشعاره وما يتصل بهوية وهيكل المنظومة الأسرية ومكانتها ومسؤولية وحقوق كل فرد فيها، ودورها المركزي في التنشئة والتربية، وكذا القيم التربوية والدينية وتحقيق التكامل الأسري، تعد قضايا أساسية لجميع الأديان؛ كونها تسهم في استقرار سيكولوجية الطفل وحياته الطبيعية، وذلك بعكس ما إذا تقطعت العلاقات بين أفراد الأسرة وبالأخص بين الأم والأب، وغاب الأجداد، وحدث الطلاق وتباعدت الأنساب، وهو ما يؤثر على تكوين الأسرة، وينعكس بدوره سلبا على المجتمع.

كما نبه إلى الأثر السلبي للنزاعات والصراعات على الأسرة وتماسكها، واستشهد بما يحدث للأسر الفلسطينية هذه الأيام، والذي وصفه بـ"المأساة"، خاصة في قطاع غزة من تقتيل وتحطيم وتشتيت وتقطيع لأوصالها؛ بسبب حرب إسرائيل المدمرة وهجومها البربري على القطاع، وما يحدث أيضا في دول أخرى تتعرض لصراعات ونزاعات، لافتا إلى أن المؤتمر سيناقش كل هذه التأثيرات السالبة والضارة على الأسرة في جلسات عامة ومتخصصة.

وقال إنه من خلال النقاش والمداخلات الثرية والقوية لمحاور المؤتمر المختلفة حول الأسرة، سيخرج المشاركون بنتائج وتوصيات مهمة تخدم البشرية فيما يعنى بقضايا الأسرة المختلفة وتماسكها وسلامتها واستقرارها.

وفيما يتعلق بالفائزين بجائزة الدوحة العالمية لحوار الأديان في دورتها الخامسة، قال إنه تم اختيار الفائزين بها بناء على إنجازاتهم كأفراد أو مؤسسات في دعم الأسر المتضررة، سواء جراء الفقر أو الكوارث أو الحروب والصراعات أو التشتت واللجوء.

المصادر

جميع الحقوق محفوظة لمرسال قطر 2024

atyaf company logo