اكتمل عقد الدور نصف النهائي من بطولة كأس الأمير لكرة القدم 2024، بنسختها الثانية والخمسين، بوصول كل من السد بطل الدوري والدحيل وقطر والغرافة بعد أن أظهرت مواجهات دور الثمانية لقاءات على صفيح ساخن بين الفرق المتنافسة، وإثارة كبيرة على غرار ما حدث في مواجهة الريان وقطر التي حسمت بركلات الترجيح بعد مباراة ماراثونية بين الجانبين.
ولم يفت السد صاحب الرقم القياسي بالتتويج بلقب البطولة "18 مرة " فرصة رد الاعتبار أمام الوكرة بعد خسارته أمامه بركلات الترجيح في نصف نهائي كأس قطر التي توج بلقبها الوكرة على حساب الريان.
السد والوكرة
وواجه السد صعوبات كبيرة في تخطي الوكرة بعد مباراة شهدت سجالا بين الفريقين على مدار أطوارها، وعرفت الكثير من فواصل الإثارة والندية، بيد أن الحظ ابتسم لصالح السد الذي لعب بواقعية كبيرة وتمكن من خطف هدف الفوز والمباراة الوحيدة بواسطة مهاجمه الجزائري بغداد بونجاح الذي تمكن من فرض نفسه نجما للقاء، مستعيدا مستواه المعهود ليقود فريقه للدور قبل النهائي والاقتراب خطوة من بلوغ النهائي وتحقيق اللقب التاسع عشر له في تاريخه.
من ناحيته، أظهر الوكرة شخصيته المعتادة وقدم مباراة للذكرى وتمكن من تهديد مرمى السد في عدة مناسبات، بيد أن حارس المنتخب القطري مشعل برشم ذاد عن مرماه ببسالة، وحرم الوكرة من فرصة العودة بالنتيجة والمحافظة على آماله بتحقيق اللقب للمرة الأولى بتاريخه.
ويطمح السد للتتويج باللقب بعد أن كانت نسخة عام 2021 الأخيرة له على منصة التتويج في هذه البطولة.
الدحيل والعربي
وفي استاد الجنوب، نجح الدحيل صاحب أربعة تتويجات من قبل العربي من الدفاع عن لقبه بفوزه عليه بثلاثة أهداف لاثنين، في مباراة دراماتيكية شهدت تقدم العربي بهدفين لواحد، قبل أن يتمكن زملاء المعز علي من قلب الطاولة بثلاثية رائعة.
وحافظ الدحيل على آماله بحجز مقعد له في دوري أبطال آسيا للنخبة الموسم المقبل، حيث يأمل التتويج باللقب الخامس له بتاريخه كي لا يبقى بعيدا عن حسابات المشاركة القارية، لاسيما أنه حل بالمركز السادس في الدوري "دوري نجوم إكسبو".
بالمقابل، أهدر فريق المدرب يونس علي فرصة التقدم بهدفين لمهاجمه التونسي يوسف المساكني وخرج بخيبة أمل كبيرة بعد انتهاء موسمه وفشله بتحقيق أي لقب في الموسم الحالي.
ولم يظهر العربي بالصورة المأمولة وقدم أداء باهتا بجانب تواضع أداء عدد من نجومه، على رأسهم البرازيلي رافينيا الكانتارا والإيطالي ماركو فيراتي.
وفي استاد عبد الله بن خليفة، أجهز الغرافة على أحلام أم صلال المتوج بلقب وحيد من قبل، بعد أن نجح فريق المدرب البرتغالي بيدرو مارتينيز بالفوز بأربعة أهداف لاثنين في مواجهة شهدت أفضلية واضحة للفريق المتوج بسبعة ألقاب من قبل.
وتألق الدولي الجزائري ياسين براهيمي بتسجيله لهدفين وصناعته لهدفين آخرين ليتمكن من قيادة الغرافة للدور قبل النهائي والاقتراب خطوة من تحقيق اللقب الثامن له في تاريخه بعد أن توج به آخر مرة قبل 12 عاما وتحديدا في نسخة عام 2012 تحت قيادة مدربه البرازيلي باولو سيلاس على حساب السد.
ورغم النقص العددي بعد طرد لاعبه علي عفيف في الدقيقة 83 إلا أن فريق المدرب الفرنسي باتريس كارتيرون كاد يعدل النتيجة في الأمتار الأخيرة بتسجيله لهدفين، بيد أن الجزائري ياسين براهيمي أحبط استفاقة أم صلال بتسجيله الهدف الرابع في الدقيقة 14 بعد التسعين.
وفي استاد جاسم بن حمد، لم يكتب للريان المحافظة على آماله بإنقاذ موسمه دون التتويج بأي لقب بعد حلوله وصيفا في "دوري نجوم إكسبو"، وكذلك في كأس قطر لتتبدد أحلام أنصاره التي منيت بخيبة أمل كبيرة بالخسارة أمام قطر بركلات الترجيح التي ابتسمت للفريق المتوج باللقب في مناسبتين من قبل.
وقدم كل من الفريقين مباراة للذكرى وشهدت العديد من التحولات، وعرف المدرب الوطني يوسف النوبي كيف يدير المواجهة بذكاء أمام الريان الذي تعززت صفوفه بعودة الدولي المغربي سفيان بوفال من الإصابة، والذي تمكن من تعديل النتيجة في الدقيقة 12 بعد التسعين ليقود المباراة للأشواط الإضافية بعد التعادل بثلاثية لكل منهما.
ومع ارتكاب مدافع بايرن ميونيخ الألماني السابق خافي مارتينيز لخطأ كلف فريقه الهدف الرابع استطاع قطر العودة بالنتيجة عبر مهاجمه البرازيلي برونو تاباتا ليذهب بالمواجهة لركلات الترجيح التي ابتسمت لفريقه.
ويمني فريق قطر النفس بتحقيق لقبه الثالث في البطولة بعد غياب طويل عن منصات التتويج، حيث يعود آخر لقب حققه إلى نحو 48 عاما وتحديدا في نسخة عام 1976 على حساب السد.
إحصائيات رقمية
على صعيد الإحصائيات الرقمية، شهدت مواجهات الدور ربع النهائي تسجيل 20 هدفا في 4 مواجهات بمعدل 5 أهداف في المباراة الواحدة وخرج السد بشباك نظيفة.
ووصلت الحصيلة الإجمالية في النسخة الحالية من البطولة إلى 66 هدفا في 16 مباراة بمعدل 4.1 هدف في المباراة الواحدة.
وشهدت مباريات هذه النسخة تسجيل 7 ركلات جزاء مقابل إهدار ثلاث ركلات.
وارتفعت حصيلة البطاقات الصفراء لتصل إلى 77 مقابل إشهار البطاقة الحمراء في 3 مناسبات.
على صعيد الهدافين، يتصدر الكيني مايكل أولونغا الترتيب برصيد 3 أهداف بالشراكة مع البرازيليين برونو تاباتا " قطر"، وروجر غيديش "الريان".
ويتساوى 9 لاعبين بهدفين لكل منهم وهم : فريد بولاية، ياسين براهيمي "الغرافة"، بغداد بونجاح "السد"، رودريغو مورينو "الريان"، لوكاس إدواردو جواو"أم صلال"، محمد بن يطو "الوكرة"، يزن النعيمات "الأهلي"، فيليبي كوتينيو "الدحيل"، يوسف المساكني "العربي".
ويشهد الدور نصف النهائي، نهائي مبكر بين السد بطل الدوري والدحيل على استاد أحمد بن علي يوم السبت المقبل، فيما يلعب الغرافة مع قطر الأحد المقبل على استاد الجنوب في الطرف الآخر.