انتشر خلال الساعات الماضية في مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع إخبارية عربية خبر انسحاب الجزائر من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف"، وتقديم طلب للعب المنتخب والأندية الجزائرية في المسابقات التي يشرف عليها الاتحاد الآسيوي للعبة، وذلك على خلفية أزمة "أقمصة نهضة بركان" المغربي.
إذ لم تُجر مباراتي ذهاب وإياب نادي اتحاد العاصمة الجزائري ونهضة بركان المغربي في مسابقة كأس الاتحاد الإفريقي، بسبب أزمة القمصان التي كانت تحمل خريطة للمغرب اعتبرتها الجزائر "غير حقيقية"، فيما كان قرار "كاف" في صالح الفريق المغربي.
وبينما أعلن "كاف" فوز نهضة بركان وتأهله للمباراة النهائية التي لعب مباراة الذهاب منها الأحد 12 مايو 2024، فاز بها على الزمالك المصري بهدفين مقابل هدف، انتشر مساء الثلاثاء 14 مايو، خبر انسحاب الجزائر من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم.
لكن هذا "الخبر المجنون" كما وصفته وسائل إعلام جزائرية اتضح أنه مجرد إشاعة، رغم أن مصدر الخبر كان "محللاً جزائرياً مشهوراً"، كيف ذلك؟
مساء الثلاثاء بعض المواقع العربية المتخصصة في الرياضة الخبر، وجاء فيه أنه نقلاً عن تقارير إعلامية، فإن هناك نية من الاتحاد الجزائري لكرة القدم للانسحاب من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف"، احتجاجاً عما يعتبره "استهدافاً لكرة القدم الجزائرية" من قبل الهيكل المشرف على كرة القدم الإفريقية.
ونسبت التقارير الخبر لموقع "fennec football" الجزائري المتخصص في الرياضة، والذي نقل بدوره الخبر عن الصحفي الجزائري مؤمن آيت قاسي، وقال إن "الجزائر تدرس بجدية فكرة الانسلاخ عن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم والدخول تحت مظلة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم".
حسب التدوينة التي نُسبت للصحفي الجزائري، فإن "الاتحاد الجزائري لكرة القدم سيدرس الانضمام مستقبلاً إلى قارة آسيا والمشاركة فيها مثل ما فعلت أستراليا ويصبح المنتخب الوطني والأندية الجزائرية تلعب في قارة آسيا وتصفيات كأس العالم في آسيا".
التغريدة انتشرت بشكل واسع وأحدثت ضجة داخل الجزائر وخارجها، وتناقل الخبر مجموعة من المواقع الرياضية التي لم تتحرّ الدقة ولا التدقيق في مدى صحة الخبر.
إذ إن حتى الموقع الجزائري الذي اعتُمد كمصدر للخبر حذفه ونشر صباح الأربعاء 15 مايو، خبراً آخر يكشف من خلاله حقيقة انسحاب الجزائر من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم.
حقيقة انسحاب الجزائر من الاتحاد الإفريقي
الحقيقة الأولى هي أن الخبر مجرد "إشاعة" لا أساس لها من الصحة، وفق ما نقلته وسائل إعلام جزائرية عن مصادر في الاتحاد الجزائري لكرة القدم، ونفت أن يكون قد درس أو حتى فكر في اتخاذ خطوة من قبيل الانسحاب من الـ"كاف".
الحقيقة الثانية هي أن مصدر الشائعة حساب "وهمي" على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ينتحل شخصية الصحفي الجزائري مؤمن آيت قاسي، الذي اضطر للخروج في فيديو من أجل تكذيب ما ورد.
وتجدر الإشارة إلى أن الصفحة التي نشرت إشاعة انسحاب الجزائر من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم يتابعها أكثر من 40 ألف شخص، وتم إحداثها في شهر مارس 2023.
فيما نفى الصحفي مؤمن آيت قاسي نفسه أي تورط في هذه القضية، وتحدث عبر منشور بالإضافة إلى "مباشر" على حسابه الحقيقي على فيسبوك.
وقال آيت قاسي إن هذه محاولة تشهير تهدف إلى تشويه سمعته من خلال الكشف عن معلومات كاذبة عبر حساب من الواضح أنه لا ينتمي إليه.
