اختتمت مساء اليوم، فعاليات النسخة الأولى لبطولة بالمسان الأولى على شاطئ كتارا والتي تنظمها المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا"، بتتويج الفائزين بالمراكز الأولى.
وبعد وصول الفرق المشاركة الـ 15 إلى شاطئ كتارا، واستقبالهم بالورود والعرضة القطرية والأهازيج الشعبية في أجواء يلفها عبق الأصالة والموروث البحري العريق، قام الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي، المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا"، إلى جانب سعادة الشيخ علي بن جبر آل ثاني، الرئيس التنفيذي لـ"أريد قطر"، والسيد عبدالرحمن بن عبداللطيف المناعي المدير التنفيذي لصندوق دعم الأنشطة الاجتماعية والرياضية "دعم"، بتتويج فريق الزبارة الفائز بالمركز الأول بوزن 450 كيلوغراما، وتسلم نوخذته ناصر خليفة الملحم جائزة بقيمة 300 ألف ريال قطري.
وفاز فريق أم الحول بالمركز الثاني وتسلم نوخذته خالد حمد المناعي جائزة بقيمة 200 ألف ريال، وحل فريق السردال في المركز الثالث وتسلم نوخذته جاسم أحمد عبدالله المحمد مبلغ 100 ألف ريال.. كما تسلم فريق أم الحول جائزة أكبر سمكة بوزن 21 كيلوغراما وهي من نوع "سكن" وتسلم نوخذته خالد حمد المناعي جائزة بقيمة 50 ألف ريال.
وكانت اللجنة التحكيمية قد لجأت الى احتساب الكمية الحقيقية للصيد لتحديد المركزين الثاني والثالث، وذلك بعد أن تعادل الفريقان بالنقاط.وأكد الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي مدير عام كتارا في كلمته خلال احتفالية القفال ومراسم التتويج، حرص كتارا على توفير كل عوامل النجاح والتميز لهذه البطولة، مقدما التهنئة لجميع المشاركين في البطولة على وصولهم بالسلامة، مشددا على أن الهدف من المسابقة ليس هو الصيد بحد ذاته فحسب، وإنما من أجل إحياء تراثنا البحري، والمحافظة على هوية مجتمعنا وتعزيزها وتأصيلها في نفوس الأجيال، منوها بأن هذه الفعاليات تبرز عراقة التاريخ وأصالة المجتمع.
وأعرب عن سعادته بما تميزت به المنافسات من إثارة وتحد، حيث تحلى النواخذة والبحارة بالروح العالية والعزيمة والإصرار لتحقيق أعلى النتائج، ووسط أجواء من التنافس الشريف، معبرا عن سروره بما قامت به البطولة من دور مهم في استذكار لتراث الآباء والأجداد ورحلاتهم الشاقة للصيد والغوص على اللؤلؤ.
من جهته، نوه السيد جهاد الجيدة عضو اللجنة المنظمة للبطولة ورئيس لجنة التحكيم في بطولة بالمسان في تصريح لوكالة الأنباء القطرية ، إن هذه البطولة، شاركت فيها فرق النخبة التي تحصلت على المراكز الـ 15 الأولى في مهرجان سنيار الأخير، مؤكدا أن المنافسة كانت على (الاسم/ اللقب) أكبر من المنافسة على الجائزة المالية، حيث إن الفائز تم اختياره ضمن أفضل المراكز 15 من أصل 69 فريقا مشاركا، ثم الأول ضمن الـ 15 فريقا.
وأوضح أن الفرق المشاركة في البطولة خاضت منافسات مثيرة وقوية، حيث إن الفريق الذي تقدم للمركز الأول عند انطلاق المنافسة، تراجع في اليوم الموالي، حيث إنه لم تكن هناك خصومات ولا إنذارات للمشاركين، منبها في الوقت نفسه، على أن سلامة المتسابقين هو المعيار الأول لنجاح البطولة، حيث بذلت الطواقم المساندة للبطولة جهودا كبيرة لتقديم جميع ما يلزم للفرق المشاركة من خدمات وتسهيلات وإمدادات لوجستية وخدمات الإنقاذ والإسعاف السريع، وأظهرت شجاعة وجسارة لافتة عبر التدخل السريع للحفاظ على سلامة النواخذة والبحارة.وحول أجواء البطولة، خصوصا مع تحسن أحوال الطقس، ودورها في إجراء المنافسات في أريحية، أوضح الجيدة، أن هذا الأمر ساعد الفرق على التركيز في صيد أكبر كمية من السمك وفق الشروط والضوابط، مشيدا بالنجاح الكبير الذي حققته البطولة في نسختها الأولى، عبر مسابقاتها المتنوعة، مثمنا في الوقت نفسه، روح التعاون والتعاضد والمنافسة الشريفة التي تحلى بها نواخذة وبحارة الفرق المشاركة خلال الأيام الماضية.
ولفت إلى أن مشاركة الأطفال في البطولة، يبين مدى تعلق أجيالنا وفخرهم بموروث الآباء والأجداد، موضحا أن هؤلاء الصغار أبدوا حرصا كبيرا لمرافقة آبائهم وإخوانهم من أجل الاستفادة والتعلم من خبرات الكبار والمحافظة على تراثنا البحري بكل ما يجسده من جد وكفاح.
وأكد جهاد الجيدة، أن مهرجان سنيار بمسابقاته وفعالياته المتعددة، أصبح تظاهرة سنوية للتراث البحري على مستوى قطر ومنطقة الخليج العربي، يتيح معايشة التراث البحري ويحيي عاداته الأصيلة وقيمه النبيلة، وذلك وسط أجواء تراثية تحاكي الماضي الأصيل ومفعمة بالإثارة والمغامرة والتحدي والمنافسة الشريفة والنزيهة.من جهتهم، أعرب عدد من النوخذة والبحارة المشاركين في البطولة عن سعادتهم بما تميزت به البطولة من استقطابها للفرق النخبة التي تضم كوكبة متمرسة من النواخذة والبحارة ممن لهم باع طويل وخبرة واسعة في هواية الصيد بمختلف طرقها وأساليبها، مشيرين الى أن المنافسات تميزت بالحماس الشديد والإثارة والتحدي بين الفرق.
وفي هذا الصدد قال السيد ناصر خليفة الملحم نوخذة فريق الزبارة الفائز بالمركز الأول في تصريح لـ"قنا": "هو شعور لا يوصف عندما تفوز بالمركز الأول وسط مشاركة كبيرة من النواخذة الذين خبروا البحر وأهواله"، مشيدا بحسن التنظيم الذي قامت به كتارا والقوانين الجديدة التي تخدم المنافسة وأتاحت لكل من له موهبة في البحر من أجل إبرازها.