قضت محكمة مصرية، السبت، بعدم تمديد قرار محكمة الجنايات الذي يضع اللاعب المعتزل محمد أبو تريكة على لوائح الإرهاب.
ونقلت صحيفة "المصري اليوم" عن خالد علي، محامي أبو تريكة، أن محكمة النقض رفضت تمديد القرار السابق، الذي وافق على وضع أبو تريكة على لائحة الإرهاب لمدة خمس سنوات ابتداءً من 2018 وحتى نهاية 2023.
ويشمل قرار النقض جميع من أسندت إليهم التهمة، ويصل عددهم إلى نحو 1500 شخص بسبب مزاعم تربطهم بجماعة الإخوان المسلمين المحظورة، وفقاً لما قاله المحامي علي.
ووفق صحيفة الشروق المصرية، فإن الأثر القانوني المباشر لقرار محكمة النقض، هو إعادة نظر الطلب المقدم من النيابة العامة بإدراج من اتهموا إلى دائرة أخرى بمحكمة الجنايات.
وتضيف الصحيفة أن أوضاع المدرجين في اللائحة، لن تتغير إلا بصدور حكم بات من محكمة النقض، بعد الطعن القادم على قرار الجنايات.
من هو محمد أبو تريكة؟
نال محمد أبو تريكة، البالغ من العمر 45 عاماً، والملقب بـ"الماجيكو"، نجومية كبيرة بفضل مهاراته الكروية المتميزة والعديد من الألقاب التي حققها سواء مع المنتخب المصري أو النادي الأهلي.
بدأ محمد أبو تريكة حياته الكروية في نادي الترسانة ناشئاً، ثم انضم إلى الفريق الأول وساهم في صعوده إلى الدوري المصري الممتاز حيث لعب معهم لأربعة مواسم.
انتقل أبو تريكة بعدها إلى النادي الأهلي، حيث حقق سلسلة من البطولات والإنجازات على الصعيدين المحلي والعالمي.
من أبرز إنجازاته مع الأهلي كان الحصول على برونزية كأس العالم للأندية عام 2006، حيث توج بلقب هداف البطولة، بالإضافة إلى الفوز بخمس بطولات دوري أبطال أفريقيا في الأعوام: 2005، 2006، 2008، 2012، و2013.
كما أحرز محمد أبو تريكة أربع بطولات كأس السوبر الأفريقي، وسبع بطولات دوري، وثلاث كؤوس مصر، وأربع كؤوس سوبر محلية.
في عام 2012، انتقل أبو تريكة إلى نادي بني ياس الإماراتي على سبيل الإعارة، إذ فاز معهم ببطولة الخليج للأندية لكرة القدم، ثم عاد إلى الأهلي في عام 2013، محققاً بطولة دوري أبطال أفريقيا للمرة الخامسة مع النادي.
بعد انتهاء البطولة، أعلن أن مشاركته في بطولة كأس العالم للأندية ستكون آخر محطاته في مسيرته الكروية.
أبو تريكة هدّافا تاريخيا "للفراعنة" في دوري أبطال أفريقيا
بدأ محمد أبو تريكة مشواره الدولي مع المنتخب المصري، لكرة القدم في عام 2001.
وخاض تصفيات كأس العالم لكرة القدم 2006 كلاعب أساسي لأول مرة، ثم تألق في بطولة كأس الأمم الأفريقية 2006، حيث أحرز هدفين وسجل الركلة الترجيحية الأخيرة التي ساهمت في فوز المنتخب المصري بالبطولة.
وكرر هذا الإنجاز بالفوز بنفس البطولة عام 2008 للمرة الثانية على التوالي.
شارك أبو تريكة في بطولة كأس العالم للقارات 2009، حيث قدم مع فريقه أداءً فنياً عالياً، بما في ذلك الفوز على المنتخب الإيطالي، بطل العالم في ذلك الوقت.
نال محمد أبو تريكة جائزة الكاف لأفضل لاعب أفريقي أربع مرات، وهو صاحب الرقم القياسي لهذه الجائزة.
حتى الآن، يُعتبر أبو تريكة الهداف التاريخي لدوري أبطال أفريقيا برصيد 33 هدفاً، وكذلك الهداف التاريخي لديربي القاهرة (مباراة القمة التي تجمع الزمالك والأهلي) برصيد 13 هدفاً، كما يُعد أحد أعضاء نادي الفيفا المئوي برصيد 105 أهداف.
في عام 2014، اختارته الفيفا ضمن أفضل لاعبي كأس العالم للأندية في تاريخها، واختير هدفه في مرمى هيروشيما كأفضل هدف في تاريخ البطولة، كما اختاره الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف) كسفير للكرة الأفريقية في نفس العام.
في يناير 2016، صنّفه الاتحاد الدولي لتاريخ وإحصاء كرة القدم ضمن قائمة أساطير كرة القدم، وفي مايو 2016، كرّمه الفيفا ضمن مجموعة من أساطير كرة القدم في حفل كونغرس الفيفا الـ66 بالمكسيك.
حقق محمد أبو تريكة العديد من الألقاب الفردية على المستويات الأفريقية والمحلية خلال مسيرته الكروية، مما جعله واحداً من أبرز اللاعبين في تاريخ الكرة المصرية والأفريقية والعربية، وأحد الأساطير في تاريخ النادي الأهلي.
أعلن أبو تريكة اعتزاله الرسمي لكرة القدم في ديسمبر 2013، واتجه بعدها إلى العمل كمحلل رياضي في قنوات بي إن سبورتس منذ كأس العالم 2014 وما زال مستمرا حتى الآن.
اعتزال احتجاجي
عقب أحداث ستاد بورسعيد الدموية في فبراير 2012، والتي راح ضحيتها 72 مشجعاً من جمهور النادي الأهلي، أعلن محمد أبو تريكة اعتزاله كرة القدم، إلى جانب لاعبين آخرين.
ووفق صحيفة اليوم السابع المصرية، أخد محمد أبو تريكة على نفسه وعداً بعدم اللعب في أي بطولة مصرية محلية لحين استكمال محاكمة جناة حادثة بورسعيد والقصاص الكامل منهم.
ولكن بعد مرور أسابيع على الحادث، ونظراً لارتباط النادي الأهلي بمبارياته الأفريقية، قرر أبو تريكة التراجع عن قرار اعتزاله والعودة إلى التدريبات.
في نوفمبر 2013، وبعد خسارة مصر فرصتها للتأهل إلى كأس العالم 2014 أمام غانا، تبدد أمل أبو تريكة في اللعب في كأس العالم بعد تجاوزه سن 34 عاماً، وأعلن عن نيته الاعتزال.
حاول مسؤولو النادي الأهلي إقناعه بالتراجع عن قراره، وبعد محاولات عدة، قرر أن تكون بطولة كأس العالم للأندية لكرة القدم 2013 في المغرب هي نهاية مشواره الاحترافي في كرة القدم، ليعلن اعتزاله رسمياً في مساء يوم 18 ديسمبر/كانون الأول 2013.
في يناير 2014، أعلن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم عن فوز أبو تريكة بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا ، ليصبح أول لاعب كرة قدم يحصل على جائزة رسمية بعد اعتزاله.
بعد اعتزاله، قرر أبو تريكة الدخول في مجال العمل الإداري في كرة القدم بعيداً عن التدريب والإعلام. سافر إلى أوروبا للحصول على دورة تدريبية في الإدارة وخضع للدراسة والتدريب في ألمانيا، ولكنه لم يستمر طويلاً في هذا المجال.
أبو تريكة ومواقفه خارج المستطيل الأخضر
في أعقاب عزل الرئيس المصري الراحل محمد مرسي، أدرجت السلطات المصرية، جماعة الإخوان المسلمين على قائمة الكيانات الإرهابية وسجنت الآلاف من أنصارها.
وكان اللاعب المصري الشهير أبو تريكة من ضمن أولئك الذي أدرجت أسماؤهم، وتضمن ذلك الإجراء؛ التحفظ على أمواله ومنعه من السفر وسحب جواز سفره أو وضعه على قوائم ترقب الوصول.
في المقابل، ينفي أبو تريكة بانتظام الاتهامات الموجهة إليه بدعم الارهاب، وهو يقيم في قطر منذ 2016 حيث مقر شبكة "بي إن سبورتس" التي يعمل لصالحها كمحلل لمباريات كرة القدم.
وعبر أبو تريكة عديد المرات عن مواقفه الشخصية من قضايا خارج المستطيل الأخضر، منها؛ تعاطفه مع أهالي قطاع غزة، بارتدائه قميصاً داخلياً يحمل شعارات داعمة خلال مباريات ناديه الكروية.