تحتفل جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا يوم الأربعاء المقبل بتخريج دفعة جديدة من طلبتها يبلغ عددهم 860 خريجا وخريجة، 17 بالمئة منهم قطريون في جميع التخصصات.
وقال الدكتور سالم بن ناصر النعيمي رئيس جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا في حوار خاص أجرته معه وكالة الأنباء القطرية اليوم، إن هذه الدفعة تتميز بتخريج أول مجموعة في تخصص الذكاء الاصطناعي وعلم البيانات، فضلا عن خريجي التخصصات الأخرى في الهندسة والعلوم الصحية وتكنولوجيا المعلومات والإدارة وغيرها، منهم ما يقارب 32 متفوقا من الطلبة والطالبات.
ونوه الدكتور النعيمي إلى أن البرامج الجديدة التي طرحتها الجامعة تتماشى مع استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة 2024 - 2030 ومع الخطط الوطنية الاقتصادية والاجتماعية، وبرامج وخطط الرقمنة بالدولة، التي تتواءم هي أيضا مع الخطط والاستراتيجيات العالمية في هذا السياق.
وأشار إلى أن مجموع ما تطرحه الجامعة من برامج حاليا يصل إلى 70 برنامجا، ما بين ماجستير وبكالوريوس ودبلوم 3 سنوات ودبلوم وشهادات، بما فيها 7 جديدة، تم وضعها بعناية لتلبي المتطلبات لمهنية واحتياجات سوق العمل القطري، والمساهمة في النمو الاقتصادي على الصعيدين المحلي والعالمي.
جامعة عالمية بنمط محلي
وأضاف في هذا السياق "جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا هي جامعة عالمية بنمط محلي قطري، وتخصصاتها نوعية تتواءم مع متطلبات ليست محلية فقط بل عالمية أيضا، تعالج قضايا مختلفة منها البنية التحتية والاستدامة والتغير المناخي والذكاء الاصطناعي والتمريض والقبالة والأشعة والرقمنة، لتحاكي متطلبات سوق العمل المحلي والعالمي".
وأوضح الدكتور النعيمي أن البرامج الجديدة تشمل تخصصات ضمن مختلف الكليات، من أهمها ماجستير الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني الإدراكي معا حيث " ارتأينا أن يكون ماجستير هذا البرنامج واحدا يشمل التخصصين في كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لتحقيق الأمن السيبراني على المستوي الوطني ومستوى الوزارات والشركات وحتى على المستوى الشخصي"، وتوقع أن يشهد هذا البرنامج إقبالا كبيرا وواسعا.
وبين أن من البرامج الجديدة بكالوريوس إدارة الأعمال في إدارة الخدمات اللوجستية وسلاسل الإمداد، وماجستير العلوم في التسويق الرقمي وريادة الأعمال، وبكالوريوس العلوم في الاتصال الرقمي والإنتاج الإعلامي، بالإضافة لماجستير العلوم في سلامة العمليات، وبرنامج بكالوريوس العلوم في التمريض تلبية للحاجة الكبيرة للممرضين والممرضات محليا وعالميا، مشيرا إلى أن هذا البرنامج يضم ثلاثة مسارات أولها استقبال طلبة الثانوية العامة، والثاني يستقبل الممرضات والممرضين المسجلين ممن يرغبون في استكمال دراستهم بعد الدبلوم، والثالث لمن يرغب في استكمال دراسته ما بعد دبلوم التمريض العملي.
لحظة تاريخية
ونوه إلى أن يوم التخرج بمثابة لحظة تاريخية ومناسبة سعيدة ينتظرها الطالب وأسرته ومجتمعه ودولته التي لم تبخل عليه بشيء، وأنه يوم للحصاد وقطف الثمار، مشيرا في سياق متصل إلى أن سعادة السيد عبدالله بن حمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الطاقة والصناعة الأسبق، سيتحدث في حفل التخرج باعتباره ضيف شرف الحفل.
وأكد الدكتور سالم بن ناصر النعيمي أن جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا بصفتها جامعة تطبيقية تولي اهتماما كبيرا بالبحث العلمي، وبصورة مقننة في المجالات والقطاعات التي تحتاجها الدولة مثل قضايا الاستدامة والتغير المناخي والرقمنة والذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة، مبينا في سياق متصل أنها فازت بـ 18 بالمئة من جميع الأبحاث التي يدعمها الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي.
وذكر أن لدى جامعة الدوحة شراكات واسعة بهذا الخصوص محليا وكذا دوليا في شمال الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا، كما لديها أكثر من ثلاثة فرق من طلبتها المتميزين يشاركون في العطلة الصيفية من خلال برامج لتبادل الطلبة، للقيام بأبحاث في جامعة سنغافورة ومجموعة أخرى في جامعة كولومبيا البريطانية بمدينة فانكوفر، وفي جامعة تورونتو التكنولوجية بكندا، في شراكة ناجحة ومهمة مع هذه الجهات العلمية والأكاديمية، وفي أبحاث مختارة من شأنها خدمة المجتمع المحلي في قطر وعلى المستوى الخارجي، علاوة على تطوير المهارات البحثية لدى هؤلاء الطلاب.
تضاعف عدد الطلبة
ونوه الدكتور سالم بن ناصر النعيمي رئيس جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا إلى أن الجامعة منذ أن تحولت قبل ثلاث سنوات من كلية لجامعة، وتحولت تخصصاتها من الدبلوم للبكالوريوس ثم الماجستير، تضاعف عدد الطلبة القطريين الدارسين بها 3 مرات، مع التحاق مجموعة ممن كانت تدرس بالخارج بها، مشيرا إلى أن الطاقم الأكاديمي والإداري يعمل بجد لإلحاق المزيد منهم بالجامعة.
وما إذا كانت هناك خطة للتوسع أكثر في كليات جامعة الدوحة الخمس الحالية في الهندسة والتكنولوجيا، والحوسبة وتكنولوجيا المعلومات، والعلوم الصحية، والأعمال، والتعليم العام، لتوفير مسارات تعليمية إضافية، قال الدكتور النعيمي:" إننا كجامعة تطبيقية تعتمد على تدريس الرياضيات والعلوم والهندسة والتكنولوجيا، ننظر دائما إلى المستقبل ونعتمد برامج وخطط التوسع متى ما كانت الحاجة تستدعي ذلك مستقبلا".
وحول ما يميز العام الأكاديمي القادم 2024 - 2025، أشار إلى أن جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا تتطلع باستمرار لما يخدم طلبتها، وإنها ستعمل على استقطاب أكبر عدد من المتميزين، ولذلك فإنها تركز على توفير الخدمات المساعدة لطلبة الثانوية العامة المقبولين بها "وارتأينا في هذا السياق بدءا من العام الأكاديمي القادم 2024 - 2025، وبالأحرى اعتبارا من أغسطس القادم طرح برنامج "ما قبل الجامعة" بهدف إعداد طالب التعليم العام من حيث التفكير والاستعداد والتعلم، وتأهيله نفسيا وعلميا وبحثيا، قبل الانتقال من مرحلة التعليم الثانوي العام لمرحلة لتعليم الأكاديمي الجامعي".
وبين أن الجامعة تعطي طلبة المدارس الثانوية التخصصية في قطر أولوية، وأنه يوجد مقترح للتنسيق بين وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي وجامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا فيما يعنى بمواءمة محتوى التعليم في هذه المدارس مع محتوى التعليم بالجامعة، بما يساعدهم ويسهل عليهم عملية الالتحاق والدراسة بالجامعة، مؤكدا أهمية التعليم المهني والتطبيقي لاقتصاديات الدول وعلى المجتمعات والطلاب أنفسهم.