حلت "أريد" في المرتبة التاسعة بقائمة أعلى الشركات العالمية، من حيث نمو القيمة السوقية بقطاع الاتصالات العالمي، وفق تقرير مجموعة بوسطن كونسلتنغ لعام 2024.
وذكر التقرير الذي رصد أداء شركات الاتصالات صاحبة التطور الأكبر في القيمة السوقية للعام الحالي، أن "أريد" حققت عائدا إجماليا للمساهمين بنسبة 13 بالمئة خلال الفترة بين عامي 2019 و2023، بارتفاع قدره 5 مليارات دولار، لتصل قيمتها السوقية إلى 10 مليارات دولار في 2023، ما يعد إنجازاً في قطاع الاتصالات على مستوى العالم.
ونوه التقرير الذي حمل عنوان "معادلة جديدة للنجاح" بتطور قطاع الاتصالات في دولة قطر والتحولات الكبيرة التي شهدها بدعم من رؤية قطر الوطنية 2030 لعملية التحول الرقمي الشامل في البلاد والاستخدامات الأولية للذكاء الاصطناعي التوليدي.
وأشار تقرير مجموعة "بوسطن كونسلتنغ" إلى أنه في الوقت الذي تركز فيه دولة قطر على دعم البنية التحتية الأساسية للاتصالات، فإنها تشجع على الدخول إلى آفاق رقمية جديدة، كدليل على التزامها بتحقيق مجتمع مستدام ومتقدم.
وفي هذا السياق قال نونو جوميز، الشريك والمدير التنفيذي بمجموعة بوسطن كونسلتنغ : تضع قطر معيارا واضحا للمستقبل فيما يتعلق برؤيتها لقطاع الاتصالات، حيث تؤكد رؤية قطر الوطنية 2030 على الدور المحوري لعملية التحول الرقمي، إذ يمثل الدمج الاستراتيجي بين التقنيات المتطورة، مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والبيانات الضخمة، والأهداف العامة للدولة المتمثلة في تعزيز التطور البشري والاجتماعي والاقتصادي نموذجا لدفع النمو، حيث تركز قطر على دعم البنية التحتية الأساسية للاتصالات في الوقت الذي تشجع فيه الدخول إلى آفاق رقمية جديدة كدليل على التزامها بتحقيق مجتمع مستدام ومتقدم.
وأضاف جوميز أن شركات الاتصالات ذات الأداء المرن لعبت دورا في دفع عجلة التحول الرقمي والتنوع وتحسين جودة الحياة بما يتماشى مع طموحات التنمية الوطنية في قطر، ورغم أن مقدمي خدمات الاتصالات في قطر هم رواد مباشرون في تعزيز خدمات الاتصال وتحديث البنية التحتية، فإن مبادراتهم الابتكارية المستمرة تشارك في النهوض بقطاعات أخرى كالرعاية الصحية والتعليم والصيرفة وتحسين حياة المواطنين اليومية من خلال شبكة قوية من الاتصالات.
وأشار إلى أن التقرير يضع خارطة طريق لزيادة القيمة السوقية لشركات القطاع تتوافق مع أجندة قطر الرقمية 2030، إذ تؤكد خطة قطر الشاملة للتحول الرقمي ضرورة تسريع الرقمنة واعتماد التكنولوجيا، ومن خلال هذا الإطار يمكن لمشغلي الاتصالات مثل "أريد" ترسيخ وضعهم لتحقيق نمو دائم وتعزيز القدرة التنافسية في سوق رقمية تتطور بشكل ديناميكي.
تحول سريع
من جانبه قال ديفيد بانهانس، الشريك الأول والمدير التنفيذي في مجموعة بوسطن كونسلتنغ : إن قطاع الاتصالات في قطر يشهد تحولا سريعا بفعل الرقمنة، حيث تعمل الخطط الاستراتيجية للدولة على منح الأولوية للابتكار.
واعتبر أن شركات الاتصالات القطرية تعد متقدمة في تنفيذ خدمات تخصصية ومُفصلة لقطاعي الشركات والأفراد، وذلك اتساقا مع رؤية قطر الوطنية 2030، وتعمل على تفضيل استراتيجيات دخول السوق والتوسع القابلة للتكيف عن الخطط والحلول الجاهزة، وهو ما يعزز قدرة القطاع على الانتقال بمرونة في المنظومة الرقمية سريعة التطور.
وأوصى التقرير فيما يتعلق باستراتيجيات نجاح شركات الاتصالات بقطر، وزيادة قيمتها السوقية بضرورة التمسك بالعمل الأساسي وتعزيز الخدمات الأساسية من خلال الذكاء الاصطناعي لترسيخ ولاء العملاء ورفع مستوى رضاهم، والنمو خارج مجال العمل الأساسي من خلال الاستفادة من تنامي الاقتصاد الرقمي بخدمات جديدة تلبي متطلبات السوق المتطورة في قطر وتحسين استخدام الأصول من خلال العمل على تطوير البنية التحتية الحالية لتعزيز كفاءة الكلفة التشغيلية وتقديم الخدمات، وترشيد التكاليف باستخدام الأتمتة والذكاء الاصطناعي لتحسين الأداء التشغيلي وخفض التكاليف فضلا عن اعتماد أنظمة قائمة على الحوسبة السحابية لتعزيز المرونة ودعم القابلية للتوسع في العمل.
وأكد أن المكاسب المحتملة وسبل الاستفادة من تضمين الذكاء الاصطناعي التوليدي في عمل شركات الاتصالات في قطر، كبيرة، وتتراوح بين خفض التكاليف التشغيلية وتطوير منتجات مبتكرة وتحسين تجارب العملاء، مؤكدا قدرته على إحداث تحولات سريعة بجميع القطاعات.
ويرى التقرير أنه من خلال دمج هذه الاستراتيجيات في العمليات، يمكن لمشغلي خدمات الاتصالات في قطر زيادة قيمتها السوقية بشكل كبير بما يتماشى مع رؤية 2030 الهادفة إلى تعزيز التطور في قطر، بما يدعم قدرتها على تحقيق التنمية المستدامة وتوفير مستوى عالٍ من المعيشة بحلول 2030.
وعن تحولات القطاع في قطر، لفت إلى أن الاستخدامات الأولية للذكاء الاصطناعي التوليدي تتمحور في أتمتة المهام الوظيفية وإعادة رسم مسار تطوير العمليات التجارية لتخطو بشكل أوضح نحو ازدهار العمل التجاري ونموه، وبسبب ارتفاع سقف توقعات العملاء وسرعة انتشار التقنيات الرقمية في دول مجلس التعاون الخليج العربية، يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي التوليدي قوة تحويلية لشركات الاتصالات.
وتشمل مجالات التركيز الرئيسية لتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي جوانب عدة منها تحسين خدمة العملاء من خلال روبوتات المحادثة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، وتطوير استراتيجيات بيع قوية من خلال مبادرات تسويقية متخصصة، وتعزيز الكفاءة عن طريق أتمتة العمليات التشغيلية.
وتأتي هذه التوصيات في ضوء الدراسة التي أجرتها المجموعة حول الأساليب الاستراتيجية والأداء لـنحو 59 شركة اتصالات حول العالم على مدار 5 سنوات.
من جهة أخرى، دعا التقرير مشغلي الاتصالات في دول الخليج إلى إدراج الذكاء الاصطناعي التوليدي ضمن خططهم الإستراتيجية، من خلال اتباع قاعدة "10-20-70"، وتقسِّم هذه القاعدة جهود العمل من خلال تخصيص 10 بالمئة لبناء الخوارزميات و20 بالمئة لتأسيس الإطار التقني وإعادة تحديد معادلة البيانات و70 بالمئة لتنظيم التحول في العمليات التشغيلية من خلال التركيز على الموظفين والعمليات والتغيير الإداري.