شاركت دولة قطر في أعمال القمة العالمية للقلب، والتي اختتمت أعمالها، اليوم، في جنيف بسويسرا.
وترأس وفد دولة قطر في القمة، التي استمرت يومين، سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري وزير الصحة العامة، والتي استعرضت في جلسة نقاشية في القمة تحت عنوان "سد الفجوة في التغطية الصحية الشاملة والتمويل الصحي لأمراض القلب الوعائية" نهج واستراتيجيات دولة قطر في هذا المجال، مؤكدة التزام قطر القوي بالتغطية الصحية الشاملة والوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية وإدارتها.
وأشارت سعادتها إلى أن متوسط العمر المتوقع في دولة قطر ارتفع إلى (80.4) عام، وهذا يدل على التقدم في خدمات الرعاية الصحية المقدمة والبنية التحتية.
وأضافت سعادة وزير الصحة العامة، أنه ومع ذلك، فإن عبء أمراض القلب والأوعية يتزايد بسبب أنماط الحياة غير الصحية كالسمنة، وانخفاض مستويات النشاط البدني، وتعاطي التبغ، والتي تسهم مجتمعة في حدوث وانتشار أمراض القلب والأوعية الدموية بين السكان.
وأكدت سعادتها أنه إدراكا من دولة قطر للحاجة الملحة لمعالجة صحة القلب والأوعية الدموية، نفذت الدولة استراتيجيات وإجراءات صحية وطنية شاملة، من أبرزها تخصيص يوم رياضي للدولة، حيث صدر القرار الأميري بهذا الخصوص في عام 2011، والذي يهدف إلى جعل ممارسة النشاط البدني سلوكا يوميا لأبناء المجتمع، وهو ما يؤكد الاهتمام الكبير من القيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، بصحة السكان.
كما أشارت سعادة وزير الصحة العامة، إلى تعزيز نظام النقل العام في الدولة وإنشاء ممرات للدراجات، فضلا عن إنشاء حدائق مكيفة الهواء لتسهيل ممارسة النشاط البدني، حتى في أشهر الصيف الحارة.
وقالت سعادتها إن "من المبادرات البارزة التي تساهم في معالجة مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية، فرض ضرائب غير مباشرة على التبغ والمشروبات غير الصحية، بهدف الحد من استهلاكها وتعزيز خيارات نمط الحياة الصحية، حيث تستكمل هذه التدابير المالية بحملات الصحة العامة المستهدفة والتدخلات المجتمعية، بما في ذلك الإطلاق الناجح لبرنامج المدينة الصحية في جميع البلديات في قطر بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية".
وشددت سعادة وزير الصحة العامة على ضرورة تكثيف العمل على الصعيدين الوطني والعالمي، لمعالجة الأسباب الجذرية المسببة لأمراض القلب والأوعية الدموية والوفيات الناجمة عنها، لافتة إلى أنه من خلال تعزيز التعاون والابتكار والتدخلات القائمة على الأدلة، يمكن تمهيد الطريق لمستقبل أكثر صحة للأجيال القادمة.
وقالت سعادتها إن دولة قطر استثمرت في البنية التحتية الحديثة في مجال الرعاية الصحية، والمتمثلة بشبكة مكونة من 31 مركزا للرعاية الصحية الأولية يتبع مؤسسة الرعاية الصحية الأولية، وأربعة مراكز أخرى يديرها الهلال الأحمر القطري وفق اتفاقية مع وزارة الصحة العامة، تلبي احتياجات الرعاية الصحية لجميع السكان، إلى جانب المستشفيات المتخصصة التي تقدم الخدمات الصحية المتقدمة وإجراء البحوث في أمراض القلب والأوعية الدموية.
وأشارت سعادة وزير الصحة العامة إلى أن مستشفى القلب في دولة قطر يقدم خدمات صحية متقدمة لمرضى القلب مجانا، بغض النظر عن الجنسية، ويؤكد سجل المستشفى الحافل بتقديم نتائج علاجية قياسية على الالتزام القوي بالوصول العادل الذي يكفل حصول جميع السكان على رعاية صحية عالية الجودة.
وقد شارك في الجلسة النقاشية وزراء الصحة من عدد من دول العالم.
وهدفت الجلسة إلى تبادل الاستراتيجيات والبرامج الناجحة والفعالة في توسيع نطاق التغطية الصحية الشاملة لمكافحة الأمراض القلبية الوعائية، وترتيب التحديات المشتركة التي تواجهها البلدان في هذا المجال ومناقشة الحلول المحتملة، ونماذج التمويل، إضافة إلى مناقشة دور التقدم التكنولوجي والابتكار في مجال الرعاية الصحية التي يمكن أن توفر رعاية أفضل للأمراض القلبية الوعائية في إطار التغطية الصحية الشاملة.