جددت دولة قطر التأكيد على أنها لن تتوانى عن الاستمرار في بذل كافة الجهود، والتنسيق والتعاون من أجل إنجاح أهداف مجلس التعاون لدول الخليج العربية، انطلاقا من قناعتها الراسخة بأن المجلس هو منظومة قوية ومتكاملة، لا غنى عنها لخدمة المصالح المشتركة، ومواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة.
جاء ذلك في كلمة دولة قطر رئيس الدورة الرابعة والأربعين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، التي ألقاها سعادة السيد بندر بن محمد العطية سفير دولة قطر لدى المملكة العربية السعودية، خلال ترؤسه وفد الدولة المشارك في احتفال الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي بمناسبة مرور (43) عاما على تأسيس المجلس، والذي أقامته الأمانة العامة بمقرها بالرياض.
ورفع سعادة السيد بندر بن محمد العطية، أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أصحاب الجلالة والسمو، قادة دول المجلس (حفظهم الله)، بهذه المناسبة، وما حققته مسيرته المباركة من إنجازات منذ تأسيسه في الخامس والعشرين من مايو عام 1981، وخاصة فيما يتعلق بتحقيق تطلعات مواطني دول المجلس، والوصول إلى المزيد من التكامل والترابط في كافة المجالات.
وأكد سعادته حرص دولة قطر على الدفع بأعمال المجلس، إيمانا منها بأهمية المنظومة، التي أتت مكملة لما تتمتع به المنطقة من روابط وقواسم تاريخية مشتركة على كافة الصعد، والهادفة للوصول إلى تحقيق التوجيهات الكريمة لقادة دول المجلس، وصولا إلى تطلعات مواطنيه، وتحقيقا للأهداف السامية.
وقال سعادة السفير إن استضافة دولة قطر لأعمال الدورة الرابعة والأربعين للمجلس الأعلى، لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، تأتي انطلاقا من نهجها الثابت وحرصها الدائم، على دعم مسيرة المجلس والحفاظ على وحدة وتماسك البيت الخليجي.
وأضاف أن "احتفالنا بالذكرى الثالثة والأربعين لتأسيس مجلس التعاون الخليجي، يأتي ومسيرة المجلس -المباركة- تشهد المزيد من الوحدة والتلاحم والإنجازات غير المسبوقة، ودوله تنعم بالمزيد من التنمية والاستقرار والرفاه، وذلك تعزيزا للعلاقات الأخوية الراسخة التي تدفعها التوجيهات الكريمة من أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس".
ونوه سعادته بمسيرة المجلس وعمله المستمر المعزز لدوره ومكانته المتميزة، على الصعيدين الإقليمي والدولي، وعزمه على الاستمرار في دعم القضايا العربية، والعمل على تعزيز الأمن وترسيخ الاستقرار في المنطقة والعالم.
وأعرب عن بالغ الشكر والامتنان إلى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة الرياض، لرعايته الكريمة لحفل إحياء هذه الذكرى الغالية على نفوسنا جميعا، وتقدم بالشكر والتقدير للمملكة العربية السعودية الشقيقة قيادة وحكومة وشعبا، على ما تقدمه من كريم استضافة، ودعم للأمانة العامة للمجلس، والتي أسهمت مع جهود بقية دول المجلس في الوصول لهذه الإنجازات.
من جهته، أكد سعادة السيد جاسم محمد البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ،في كلمته خلال الاحتفال، أن المجلس يعتبر أيقونة وتجسيدا للقيم والروابط المشتركة الدينية والتاريخية والاجتماعية والثقافية التي يعززها الامتداد الجغرافي لدول المجلس، إذ تعد مسيرة مجلس التعاون نموذجا يحتذى به للتكامل والترابط الناجح على المستوى الإقليمي والدولي.
وقال سعادته:" إن مجلس التعاون قد وضع منذ إنشائه رؤية واضحة لمستوى التكامل المشترك بين دوله، ترتكز هذه الرؤية على حماية مجلس التعاون من كافة التهديدات من منطلق أن أمن دول المجلس كل لا يتجزأ، ودعم وزيادة النمو الاقتصادي واستدامته من خلال تنويع القاعدة الإنتاجية والانتقال إلى الاقتصاد المرتكز على المعرفة والابتكار، والحفاظ على مستوى عال من التنمية البشرية، انطلاقا من القناعة الراسخة بأن الانسان هو هدف التنمية، وتمكين مجلس التعاون من التعامل مع الأزمات بكافة أنواعها والتعافي منها، بالإضافة إلى تعزيز مكانة مجلس التعاون الإقليمية والدولية ونصرة القضايا العادلة وتقديم الدعم خلال الأزمات الدولية".
وأشار إلى أن المنطقة تشهد ظروفا استثنائية وصعبة وغير مسبوقة، بسبب ما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلية من قتل وتهجير وانتهاكات خطيرة ووحشية ضد الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية.