يستضيف ملعب ويمبلي في لندن المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا لموسم 2024/2023، والتي ستُجرى اليوم السبت، بين نادي ريال مدريد الإسباني ونادي بوروسيا دورتموند الألماني.
ويعتبر لقاء اليوم هو الأول بين ريال مدريد وبوروسيا دورتموند في هذا الدور من البطولة، حيث لم يسبق لهما أن تواجها في النهائي من قبل.
ويتطلع الفريق الألماني لاستعادة اللقب الغائب عن خزائنه منذ عام 1997، فيما يطمح الميرينغي المتمرس في هذه البطولة إلى تعزيز عدد بطولاته وضم الكأس الـ 15 لخزائنه.
وكان ريال مدريد قد تأهل إلى المباراة النهائية بعدما حقق الفوز على بايرن ميونخ في الدور نصف النهائي، فيما وصل دورتموند للمباراة النهائية بعدما تخطى عقبة باريس سان جيرمان الفرنسي.
وعلى مر التاريخ، تواجه ريال مدريد مع بوروسيا دورتموند 14 مرة، وكان الفوز من نصيب الأول 6 مرات مقابل 3 انتصارات للثاني، بينما سيطر التعادل على 5 مباريات.
ذكريات 1997
بذكريات كارل-هاينتس ريدله ولارس ريكن ورفاقهما في كتيبة المدرب أوتمار هيتسفيلد الذين تغلبوا على يوفنتوس الإيطالي ونجومه أليساندرو دل بييرو وزين الدين زيدان وديدييه ديشان 3-1 في نهائي 1997 على الملعب الأولمبي في ميونيخ، يدخل دورتموند مواجهته الشاقة مع ريال مدريد مع إدراكه أن المهمة لن تكون سهلة بتاتاً ضد فريق فرض نفسه "ملكا" لدوري الأبطال من دون منازع بعدما توج به بطلاً 14 مرة في تاريخه.
عندما انطلقت النسخة الـ69 من المسابقة القارية الأم في 19 أيلول/سبتمبر، لم يكن أشد المتفائلين في دورتموند يحلمون بالحضور يوم السبت على ملعب "ويمبلي" لخوض النهائي الثالث في تاريخ النادي الأصفر والأسود، بل كان الهم الأساسي كيف سيتمكن رجال المدرب إدين ترزيتش من التأهل الى ثمن النهائي عن مجموعة تضم باريس سان جرمان الفرنسي والعريق ميلان الإيطالي والمتجدّد نيوكاسل الإنجليزي.
لكن الفريق الألماني خالف التوقعات وتصدّر المجموعة السادسة أمام سان جرمان، قبل أن تسعفه القرعة بوضعه في مواجهة أيندهوفن الهولندي في ثمن النهائي حيث خرج منتصراً 3-1 بمجموع المباراتين، ثم عوض خسارته ذهاباً في إسبانيا أمام أتلتيكو مدريد 1-2 وفاز إياباً 4-2 ليحجز مقعده في نصف النهائي.
وقع فريق ترزيتش مجدداً في مواجهة سان جرمان الذي كان المرشح الأوفر حظاً لبلوغ النهائي الثاني في تاريخه بعد أول عام 2020 حين خسر أمام الفريق الألماني الآخر بايرن ميونيخ 0-1، لكن بهدفين من نيكو فولكروغ والمدافع المخضرم ماتس هوملز حسم دورتموند المواجهة بنتيجة واحدة 1-0 ذهاباً وإياباً وحجز مقعده في النهائي.
لكن الآن، الوضع مختلف جداً لأنه لا يواجه فريقاً عادياً على الإطلاق بل سيكون في ضد سيّد المسابقة بامتياز، وليس هذا وحسب بل إن ريال مدريد يخوض موسماً رائعاً قاده الى استعادة لقب الدوري المحلي من برشلونة ووصل الى النهائي الثامن عشر في تاريخه بعدما تخطى حامل اللقب مانشستر سيتي الإنجليزي في ربع النهائي ثم بايرن ميونيخ في نصف النهائي.
كما يقود ريال مدريد المدرب الفذ الإيطالي كارلو أنشيلوتي الباحث عن تعزيز رقمه القياسي بلقب خامس في المسابقة التي توج بها مرتين مع ميلان عامي 2003 و2007 قبل أن يضيف الآخرين مع ريال عامي 2014 في مروره الأول و2022 في مروره الثاني.
ولم يذق ريال مدريد طعم الهزيمة سوى مرتين في 54 مباراة خاضها هذا الموسم في كافة المسابقات، وذلك بفضل جهود حرسه القديم المكوّن من الألماني توني كروس، الكرواتي لوكا مودريتش والبرازيليين فينيسيوس جونيور ورودريغو، والوافد الجديد الإنجليزي جود بيلينغهام الذي يتواجه السبت مع الفريق الذي تركه الصيف المنصرم للالتحاق بكتيبة أنشيلوتي.
"إنه الزعيم المطلق"
كان الإنجليزي الشاب (بيلينغهام) واضحاً في الأسباب التي دفعته للانتقال الى العملاق الإسباني "جئت الى هنا متوقعاً الفوز. جئت إلى هنا لأني أردت الفوز، وتوقع ذلك يبدو فيه شيء من الجشع، لكن عليك أن تكون واثقاً عندما تلعب مع العديد من اللاعبين العظماء".
ويسعى ريال مدريد إلى إحراز ثنائية الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا للمرة الخامسة في تاريخه، ويعوّل في مسعاه على بيلينغهام الذي تحدّث عن مواجهة دورتموند بالقول إنها "مباراة كبيرة جداً، مباراتي الأولى في نهائي دوري الأبطال، في بلدي إنجلترا ضد فريقي السابق"، مضيفاً "إنه أمر جنوني، لم يكن بإمكاني أن أحلم بأفضل من ذلك".
ويحمل ملعب "ويمبلي" ذكريات سيئة لدورتموند، إذ خاض عليه مباراته النهائية الثانية في المسابقة القارية الأم التي تبدأ فصلاً جديداً اعتباراً من الموسم المقبل بعد التعديلات على نظامها، حيث خسر عام 2013 أمام غريمه المحلي بايرن ميونيخ 1-2 بقيادة يورغن كلوب.
لكن ترزيتش لا يريد النظر إلى الوراء، بل هو مركز على قيادة الفريق الى المجد الذي طال انتظاره، قائلاً "هدفنا لم يكن التأهل الى النهائي، بل هدفنا هو الفوز بدوري الأبطال".
وتابع: "إذا أردت الفوز بدوري الأبطال، عليك الفوز على البطل..الآن، البطل المطلق في تاريخ كرة القدم ولاسيما في هذه المسابقة، بانتظارنا.. إنه الزعيم المطلق".
ريال هو الزعيم المطلق للمسابقة كما يوصف، وسيحاول السبت أن يودع نجمه كروس الذي قرر الاعتزال بعد كأس أوروبا الصيف المقبل، بأفضل طريقة من خلال منحه لقبه السادس في المسابقة، والأمر ذاته ينطبق على مودريتش وداني كارفاخال وناتشو، ما سيجعل هذا الرباعي الأكثر تتويجاً في تاريخ المسابقة مشاركة مع أسطورة النادي باكو خينتو الذي أحرزها 6 مرات.
وداع رويس
يخوض لاعب بوروسيا دورتموند ماركو رويس مباراته الأخيرة في نهائي دوري أبطال أوروبا بقميص دورتموند، وذلك بعد أن قضى 12 عاما بين جدران سيجنال إيدونا بارك.
ولد رويس في مدينة دورتموند وانضم لأكاديمية شباب الفريق عام 1996، ولكنه لم يرتدِ قميص الفريق الأول حتى عام 2012.
ويحلم رويس باختتام مسيرته مع دورتموند بالتتويج بدوري أبطال أوروبا، في ظل عدم تتويجه بأي بطولة دوري رفقة الفريق الأصفر.
ويرى محللون أن كثرة الإصابات هي السبب وراء استمراره رفقة دورتموند، في الوقت الذي رحل فيه نجوم الفريق أمثال إيرلنج هالاند وجود بيلينجهام بحثا عن الخطوة التالية في مسيرته.
وخاض رويس وهو قائد فريق دورتموند 426 مباراة سجل خلالها 170 هدفًا، حيث سلم شارة القيادة في بداية موسم (2023- 2024) للاعب إيمري تشان، فيما يستعد دورتموند لفتح أبوابه له في العديد من المهام بعد الاعتزال.
تشكيل بوروسيا دورتموند المتوقع
حراسة المرمى: جريجور كوبيل.
خط الدفاع: جوليان رايرسون، ماتس هومليز، شلوتربيك ، إيان ماتسين.
خط الوسط الدفاعي: مارسيل سابيتزر، إيمري تشان.
خط الوسط الهجومي: جادون سانشو، جوليان براندات، كريم أديمي.
خط الهجوم: نيكلاس فولكروج.
تشكيل ريال مدريد المتوقع
حراسة المرمى: تيبو كورتوا.
خط الدفاع: داني كارفاخال، أنطونيو روديجر، ناتشو فيرنانديز، فيرلاند ميندي.
خط الوسط: فيديريكو فالفيردي، إدواردو كامافينجا، توني كروس.
خط الهجوم: جود بيلينجهام، فينيسيوس جونيور، رودريجو جوس.
صافرة سلوفينية
أعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) اختيار الحكم السلوفيني سلافكو فينتشيتش لإدارة نهائي دوري أبطال أوروبا بين ريال مدريد الإسباني وبوروسيا دورتموند الألماني.
فينتشيتش البالغ 44 عاما، سبق وأن أدار نهائي الدوري الأوروبي بين آينتراخت فرانكفورت الألماني ورينجرز الأسكتلندي عام 2022، سيتولى إدارة المباراة النهائية لدوري الأبطال والتي ستقام على ملعب "ويمبلي" في العاصمة لندن.
وستكون تلك المباراة النهائية الرابعة في بطولات يويفا التي يتولى إدارتها حكم سلوفيني، حيث كانت البداية باختيار دامير سكومينا لإدارة نهائي الدوري الأوروبي عام 2017، ويأتي الهولنديون في المركز الثاني كأكثر الحكام الذين تولوا إدارة المباريات النهائية، بواقع 3 مرات.