• ما حققته الجزيرة خلال عقدين ونصف العقد كان شيئا استثنائيا عجزت عنه مؤسسات إعلامية عديدة
• الجزيرة أثبتت أنها صاحبة نظرة استشرافية لمستقبل الممارسات الصحافية
• الشبكة كانت سباقة على ساحة الإعلام الرقمي وأطلقت واحدة من أوائل المنصات في العالم
• الكفاءة هي المعيار الأساسي لاختيار الموظفين.. والمرأة حاضرة في كل قطاعات الشبكة
• أن تصل إلى القمة أمر صعب ولكن أن تظل محافظا على ريادتك رغم كل العقبات فذلك هو التحدي
حوار: أحمد سيدي
تحتفل شبكة الجزيرة الإعلامية اليوم بمرور 25 عاما على ذكرى تأسيسها كأول قناة مستقلة في العالم العربي عام 1996.. لقد حققت الجزيرة خلال مسيرتها العديد من المكاسب والنجاحات، وأصبحت منبرًا للتعبير عن الرأي والرأي الآخر، تواصل مسيرتها التي امتدت على مدار عقدين ونصف العقد بكل مصداقية وشفافية ورصانة واحترافية عالية، لتصبح منارة في فضاء الإعلام، ونبراسًا يضيء سماءه، وباتت واحدة من أكبر الشبكات الإعلامية على مستوى العالم، فهي تمتلك أكثر من 70 مكتبا إعلاميًا في أكثر من 50 دولة، بالإضافة إلى شبكة من الصحفيين الأكفاء حول العالم، بجانب إطلاقها لعدد من القنوات الفضائية.
لقد ذاع صيت شبكة الجزيرة بالتزامن مع أحداث 11 سبتمبر وما تبعها من حروب وبؤر توتر في مناطق مختلفة من العالم، حيث كانت الصوت العربي الأبرز في تغطية تلك الأحداث، ثم كان لها حضورها المتميز في تغطية الحرب على أفغانستان والعراق، وأحداث الربيع العربي، وما سبق ذلك وما تلاه من أحداث هامة على السوح العربية والإقليمية والدولية.
أهم حدث في مسيرتي
وبمناسبة احتفال الجزيرة باليوبيل الفضي، قالت السيدة إيمان العامري نائبة المدير العام لقناة الجزيرة الوثائقية في حوار لشبكة "مرسال قطر"، "إن تجربتي في العمل بشبكة الجزيرة أهم حدث في مسيرتي المهْنية، كيف لا وأنا أجد نفسي في بيئة عمل تضم أبرز الصحافيين والخبراء الإعلاميين في الوطن العربي والعالم"، مضيفة: "العمل في ظروف كالتي توفرها شبكة الجزيرة تضع الموظف أمام فرصة لا تعوض، فأن تكون موظفا في الشبكة الإعلامية الأفضل في الوطن العربي، وواحدة من أكبر المؤسسات الإعلامية على الصعيد العالمي، هذا يعني أنك في المكان الذي يمكنك فيه أن تطور مهاراتك، وأن تصنع لنفسك مسيرة مهنية تليق بحجم المكان الذي تعمل فيه".
تجربة فريدة
وواصلت قائلة: "الجزيرة لم تعد مجرد مؤسسة إعلامية كغيرها من الفضائيات العربية، فما حققته من نجاحات وما فازت به من جوائز، وما حظيت به من اهتمام الشارع العربي، يشكل إلى جانب الخبرات المتراكمة لصحافييها والعاملين في قطاعاتها المختلفة، تجربة فريدة، هذه التجربة يجب أن تدرَس وتوثّق وتنقل للآخرين، فالمعرفة إن لم تشارَك مع الآخرين تموت بموت أصحابها"، وتحقيقًا لهذه الرؤية أسّست الشبكة معهد الجزيرة للإعلام، لتحويل الخبرة إلى معرفة ومهارة، ودونت العديد من القصص الملهمة، والكثير من التجارب الرائدة، ونشرت عددا من الكتب البالغة الأهمية، هذا الكم الهائل من المعرفة يجعل تجربة العمل في الجزيرة متعة حقيقية.
وأكدت أن ما حققته الجزيرة خلال عقدين ونصف العقد كان شيئا استثنائيا، وقد عجزت عنه مؤسسات عديدة في زمن أطول وبإمكانيات مادية أكبر. ولكنه أيضا إرث ثقيل يقع على كاهل الجيل الجديد من الصحافيين والعاملين في قطاعات الجزيرة المختلفة، فأن تصل إلى القمة أمر صعب، ولكن أن تظل محافظا على ريادتك رغم كل العقبات، فذلك هو التحدي الذي على الجيل الجديد أن يكون قادرا على مواجهته، ولا أشك في قدرتهم على ذلك".
الثورة الرقمية
وحول مستقبل الجزيرة في ظل الثورة الرقمية وما أحدثته شبكات التواصل الاجتماعي من سرعة في نقل وتداول الأخبار وتأثير ذلك عليها، أوضحت إيمان العامري، إن الجزيرة كانت سباقة إلى حجز مكان لها على ساحة الإعلام الرقمي، فشبكة أي جي بلاس "AJ+" بمنصاتها العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية، كانت واحدة من أوائل المنصات الرقمية على المستوى العالمي، وساهمت في تغيير نظرة الفاعلين الإعلاميين إلى طبيعة العمل الصحافي، وكيفية مواكبته لثورة الاتصالات التي يشهدها العالم اليوم.
ولفتت إلى أن "أي جي بلاس" أسهمت في زيادة جمهور الجزيرة والمستهدفين برسائلها الإعلامية، فلم تعد تستهدف أولئك الذين ينتظرون الاطلاع على جديد الأخبار العربية عبر نشرة الأخبار فقط، ولكنها تمكنت من زيادة قاعدتها الجماهيرية، لتشمل فئات لا تستهويها الطريقة التقليدية في الحصول على الأخبار عبر شاشة التلفزيون، وإنما تحصل على معلوماتها عبر الهواتف النقالة والأجهزة اللوحية، ولم تكتفِ الجزيرة بالوصول إلى هذه الفئة في الوطن العربي فقط، بل تمكنت من بناء قاعدة جماهيرية واسعة لدى عدد من الشعوب الناطقة بالإنجليزية والفرنسية والإسبانية.
وأكدت نائبة المدير العام لقناة الجزيرة الوثائقية إن منصة"AJ+" وغيرها من المنصات الكثيرة التي يديرها القطاع الرقمي بالشبكة، أتثبت أن الجزيرة صاحبة نظرة استشرافية لمستقبل الممارسات الصحافية، وأنها ستظل في طليعة المؤسسات الإعلامية، لأن حجم الخبرة المتراكمة لدى الجزيرة لا يجعلها في أتم الجاهزية لمواكبة أي تطور يطرأ على الساحة الإعلامية فقط، وإنما يجعلها قادرة على ابتكار أنماط وممارسات جديدة تحفظ لها ريادتها ومكانتها الإعلامية.
معايير اختيار الموظفين
وفيما يخص معايير اختيار الموظفين بالشبكة، أوضحت إيمان العامري، أن المعيار الأساسي لاختيار الموظفين هو الكفاءة، ولأنه لا علاقة للكفاءة بجنس الموظف، فإن المرأة حاضرة في كل قطاعات الشبكة، فهناك مذيعات حققن نجاحات كبيرة في مسيرتهن المهنية بالجزيرة، والكثير من النساء والرجال يتطلعون للتعلم منهن والاستفادة من تجاربهن.
هذا على مستوى الشاشة، أما خلف الكواليس فالمرأة حاضرة في كل أروقة الشبكة، فهناك الكثير من المحررات والكاتبات ومعدات البرامج، وهناك رئيسات الأقسام ومديرات الإدارات، إضافة إلى الجوانب التشغيلية التي ظلت حكرا على الرجال في كثير من المؤسسات الصحافية، فتجد المرأة في الجزيرة مسؤولة عن عمليات التصوير والإخراج والمونتاج.. وهذا يؤكد ما أشرت إليه أولا حول الكفاءة، فهناك مساواة بين الجنسين لا تفريق بينهما.
وفي ختام تصريحاتها، قالت العامري" أريد أن أشكر "مرسال قطر" على هذه الاستضافة، ومن خلالكم أتوجه بالتهنئة إلى كل طاقم شبكة الجزيرة الإعلامية، بمناسبة مرور 25 عاما من التميز والعطاء والريادة، وأخص بالتهنئة فريق العمل المتميز في قناة الجزيرة الوثائقية.