دولار أمريكي 3.64ريال
جنيه إسترليني 4.6ريال
يورو 3.91ريال

وزارة البلدية تنفذ عددا من المشاريع لتوطين إنتاج البذور

03/06/2024 الساعة 19:09 (بتوقيت الدوحة)
ع
ع
وضع القراءة

أعلنت وزارة البلدية ممثلة بإدارة البحوث الزراعية عن عدد من المشاريع البحثية المتقدمة لتوفير مدخلات الزراعة محليا ومنها البذور، من خلال الاستخدام السلمي للتقنيات النووية والتكنولوجيا الحيوية.

وتأتي هذه المشاريع في إطار سعي دولة قطر لإيجاد حلول مبتكرة تتلاءم مع الظروف البيئية في ظل التحديات المناخية الكبيرة المتمثلة في ندرة الموارد المائية والأمطار وشح المياه الجوفية، وصعوبة الاعتماد على الزراعة التقليدية لتلبية الاحتياجات الغذائية، وضمن الجهود المستمرة لتعزيز المرونة والأمن الغذائي كأحد أهداف الخطة الاستراتيجية للوزارة 2024-2030.

وكشف السيد حمد ساكت الشمري مدير إدارة البحوث الزراعية بالوزارة عن ثلاثة مشاريع رائدة في هذا المجال، وهي: مشروع " تطوير أفضل ممارسات التربة والمغذيات والمياه والنباتات لزيادة إنتاج الأعلاف في ظل الظروف المالحة والخضراوات في البيوت المحمية باستخدام الطاقة النووية وما يتصل بها من تقنيات"، ومشروع " نشر أصناف الطماطم المتحملة للحرارة وذات الجودة العالية للإنتاج في البيوت المحمية بدولة قطر"، ومشروع "تربية، وانتخاب، وتقييم، وإنتاج أصناف الخضر المنتجة محليا لتحقيق الأمن الغذائي".

وأشار السيد حمد ساكت الشمري إلى أن المشروع الأول يتم بالمشاركة بين إدارة البحوث الزراعية بوزارة البلدية والوكالة الدولية للطاقة الذرية، ويهدف إلى تطوير أفضل الممارسات الزراعية لزيادة إنتاج الأعلاف والخضراوات في ظل الظروف المالحة والحرارة الشديدة التي تميز المناخ القطري.

وبين أن هذا المشروع يستند إلى استخدام التقنيات النووية والإشعاعية في تحسين وتطوير أصناف نباتات الخضر المقاومة للملوحة والحرارة.

وتتضمن هذه التقنيات الاستخدام الإشعاعي النووي لإحداث طفرات وراثية في البذور، مما يؤدي إلى ظهور سلالات جديدة من النباتات قادرة على التكيف مع الظروف البيئية القاسية.

وأوضح الشمري أنه خلال العمليات البحثية الزراعية في هذا المشروع تمت زراعة 8 بيوت محمية بإجمالي 2800 م2 ومساحة 2000 م2 من الأرض الخارجية على مدار عامين، وكان عدد النباتات 2000 نبات من كل نوع من: الطماطم، والفاصوليا، والذرة السكرية، في الجيل الأول M1، وفي الجيل الثاني تم انتخاب وزراعة 60 ألف نبات من الأنواع ذاتها، وتجميع بذور كل نبات بشكل مستقل وإجراء دراسات على الصفات الظاهرية والإنتاجية وجودة الثمار، وذلك لانتخاب وتحديد أنسب النباتات التي حدثت بها طفرات لزراعتها في الموسم القادم، وتعريضها للعوامل البيئية غير المناسبة لانتخاب أفضلها، وخلال المراحل الأولى للمشروع أظهرت العديد من النباتات إنتاجية مرتفعة جدا، وعلى سبيل المثال تجاوز عدد الثمار على نبات الذرة السكرية في بعض النباتات 4 ثمار، وكذلك الفاصوليا والطماطم.

وحول المشروع الثاني (نشر أصناف الطماطم المتحملة للحرارة وذات الجودة العالية) أوضحت السيدة عائشة الكواري عضو فريق العمل بالمشروع، أن هذا المشروع الوطني يركز على تطوير وإنتاج أصناف جديدة من الطماطم قادرة على التحمل الحراري العالي، وفي نفس الوقت تتمتع بجودة عالية من حيث الطعم والقوام والقيمة الغذائية.

Image

وأضافت أن تمويل هذا المشروع يتم من قبل مجلس قطر للبحوث والتطوير والابتكار بالتعاون مع وزارة البلدية ومعهد تربية النبات بجامعة سيدني في أستراليا، ويعتمد على تقنيات لتقييم عدد كبير جدا من أصناف وسلالات الطماطم المحلية والمستوردة والتي بلغت 239 صنفا مع درجات الحرارة المرتفعة جدا، ومن ثم إجراء الاختبارات الكيميائية والوراثية على تلك الأصناف للتعرف على الجينات المسؤولة عن تحمل الحرارة في ظروف مختلفة، بما في ذلك البيوت المحمية والحقول المفتوحة، لتقييم أدائها وتحديد الأصناف الأكثر ملاءمة للإنتاج التجاري في قطر. وبعد ذلك، يتم اختبار الأصناف الجيدة والتوصية بها للمزارعين.

ولفتت السيدة عائشة إلى أنه خلال هذا المشروع تم إجراء العديد من الدراسات الظاهرية والإنتاجية وتقييم جودة المحصول وربطها بالصفات الوراثية التي تحدد الأنواع الأكثر تكيفا وتحملا للحرارة في دولة قطر.

وفي العام الأول تمت زراعة 239 صنفا وخط تربية من محصول الطماطم وبالعام الثاني تم انتخاب واختيار 71 صنفا من الـ239 التي زرعت في العام الأول، وفي العام الثالث تم انتخاب 10 أصناف، تم تقييمها ودراساتها إنتاجيا ووراثيا، وحاليا تم انتخاب واختيار 5 أصناف فقط، جار حاليا دراستها وتحديد الجينات المسؤولة عن تحمل الحرارة، وتقييم مواصفاتها الإنتاجية بشكل تجاري.

وبخصوص المشروع الثالث (تربية، انتخاب، تقييم، وإنتاج أصناف الخضر المنتجة محليا) أوضح السيد سويد المالكي عضو فريق العمل بالمشروع أنه يهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من إنتاج الخضراوات في قطر، من خلال تطوير أصناف جديدة تتلاءم مع الظروف البيئية المحلية. ويتم تنفيذ هذا المشروع بالتعاون بين مختلف الجهات البحثية والزراعية في الدولة، ويوفر قسم البحوث النباتية كل الإمكانيات المادية والفنية لضمان نجاح وتنفيذ هذا المشروع الهام.

ونبه إلى أن المشروع يتضمن عدة مراحل، بدءا من جمع وتقييم التنوع الوراثي للخضراوات المحلية والمستوردة، ثم انتخاب السلالات الأكثر تحملا للظروف القاسية والأفضل من حيث الإنتاجية والجودة وفي هذا الصدد أكد الدكتور السيد العزازي خبير التقنية الحيوية والموارد الوراثية والمشرف على تنفيذ المشاريع، أن هذه المشاريع الثلاثة تمثل خطوات مهمة نحو تحقيق الأمن الغذائي في قطر، من خلال توطين إنتاج البذور وتطوير أصناف جديدة من النباتات تتلاءم مع الظروف البيئية الصعبة باستخدام التقنيات النووية والتكنولوجيا الحيوية الحديثة، والتي تمكن قطر من تعزيز إنتاجها الزراعي وتقليل اعتمادها على الواردات الغذائية.

ونبه إلى أن هذه المبادرات تشكل خطوة مهمة نحو مستقبل زراعي أكثر أمانا واستدامة لدولة قطر، حيث يمكن توفير الغذاء الآمن والصحي لسكانها، مع الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية المحدودة.

المصادر

جميع الحقوق محفوظة لمرسال قطر 2024

atyaf company logo