رفعت مجموعة "ميرسك" للشحن البحري توقعاتها للعام بأكمله بخصوص استمرار ارتفاع أسعار الشحن البحري، وذلك للمرة الثانية، حيث تستمر الاضطرابات في البحر الأحمر، والطلب القوي على الشحن في تعزيز أسعار الشحن العالمية، وفق ما ذكرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
ونقلت الصحيفة عن الشركة، التي يُنظر لها على أنها مقياس لحركة التجارة العالمية، أنها تتوقع استمرار أسعار الشحن في الارتفاع خلال بقية العام، بسبب الطلب القوي في سوق الحاويات والاضطراب المستمر في البحر الأحمر، حيث أجبرت الأوضاع في البحر الأحمر مشغلي السفن على تحويل مسار السفن آلاف الأميال.
الموانئ تزدحم
وقالت "ميرسك"، التي تتخذ من الدنمارك مقرا لها، إنها ترى الآن علامات على تزايد ازدحام الموانئ، خاصة في آسيا والشرق الأوسط، مما يحد من قدرة الشحن ويزيد الضغط التصاعدي على الأسعار.
وأشارت الصحيفة أن شركة "ميرسك" تقوم بتعديل توقعاتها السنوية، بعد أن رفعت في وقت سابق الحد الأدنى لتوقعاتها للعام بأكمله في أوائل شهر مايو، وعزت ذلك إلى عوامل مماثلة.
ووصل مؤشر "دروري" العالمي لشحن الحاويات إلى 4226 دولارا في الأسبوع المنتهي في 30 مايو، بزيادة أكثر من 56% منذ الأسبوع الذي يبدأ في 25 أبريل، وكانت أسعار النقل على الممرات الرئيسية من شنغهاي إلى روتردام ولوس أنجلوس تتجاوز 5000 دولار، وفقا للصحيفة.
وقالت "ميرسك" إنها تتوقع الآن أن تتراوح الأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والإطفاء من 7 إلى 9 مليارات دولار، مقارنة بتوقعاتها السابقة البالغة 4 إلى 6 مليارات دولار، مضيفة أن ظروف التداول لا تزال أكثر تقلبا من المعتاد، بسبب عدم القدرة على التنبؤ بوضع البحر الأحمر، وعدم اليقين بشأن ديناميكيات العرض والطلب المستقبلية.
سفن متكدسة
وكانت وكالة "رويترز" أوردت، في وقت سابق، أن ارتفاع أسعار الشحن البحري وتكدس السفن في الموانئ ونقص الحاويات الفارغة هي مشكلات أحدثت فوضى في التجارة العالمية خلال أزمة سلاسل الإمداد في فترة جائحة كوفيد-19، وعادت من جديد بدخول قطاع الشحن موسمه المزدحم.
ونقلت عن بيتر ساند كبير المحللين لدى منصة (زينيتا) قوله: "هناك خليط من الضبابية والارتباك في سلاسل إمداد الشحن البحري عالميا". وأضاف: "سرعة وحجم هذا الارتفاع الحديث (في الأسعار) أخذا السوق على غرة".
ويعود تاريخ اضطرابات قطاع شحن الحاويات إلى ديسمبر، حينما حولت شركة "ميرسك" و"هاباج لويد" وخطوط شحن أخرى مسار سفنها بعيدا عن البحر الأحمر وقناة السويس، لتفادي هجمات جماعة الحوثي بالطائرات المسيرة، وفقا لـ"رويترز".
كما نقلت عن موقع (لاينرليتيكا) لتقديم التحليلات في تقرير حديث أن تكدس الموانئ في الصين ودول آسيوية أخرى يضغط على سوق شحن حاويات منهكة، وتئن بالفعل تحت وطأة نقص المساحات داخل السفن ونقص المعدات.
وقال كوراي كوزه كبير مسؤولي قطاع الشحن لدى (إيفرستريم أناليتيكس): إن الحاويات الفارغة تتكدس أيضا في سريلانكا والإمارات، بينما تبلغ الصين وسنغافورة بوجود نقص في الحاويات.