دعا الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، المجتمع الدولي إلى الضغط على الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني لقبول الطرح الذي أعلنه الرئيس الأمريكي جو بايدن لإنهاء الحرب في قطاع غزة، وخطته للتوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى بين الجانبين، خاصة وأنه يحظى بتأييد دولي.
وشدد الدكتور الأنصاري، في الإحاطة الإعلامية الأسبوعية، على أن الحلول العسكرية لا تؤدي إلى نتائج، بل لابد من الجلوس على طاولة المفاوضات والتحاور، وضرورة إدخال المساعدات الإنسانية على وجه السرعة.
وبين أن الجولة الحالية من المفاوضات بين حركة حماس وقوات الاحتلال الإسرائيلي برعاية قطرية مصرية أمريكية، ترتبط بشكل وثيق بالمبادئ التي حددها الرئيس الأمريكي جو بايدن في خطابه الأخير، لافتا إلى وجود أفكار واضحة على الطاولة أمام الطرفين للتفاوض بشأنها.
وأوضح أنه تم استلام مقترح إسرائيلي يعكس المبادئ كما ذكرها الرئيس بايدن وتم نقلها إلى حماس، قائلا: "تتضمن الورقة الآن مواقف أقرب من السابق لمواقف الجانبين، ونبذل حاليًا قصارى جهدنا لوضع اللمسات الأخيرة للوصول لاتفاق".
ونبه المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية إلى أن دولة قطر مستمرة في اتصالاتها مع جميع الأطراف منذ بداية هذه الجولة من المفاوضات، وأن القضية الآن ترتبط بوجود موقف واضح من كلا الطرفين تجاه المبادئ التي حددها الرئيس بايدن، وتجاه الأفكار الموجودة على الطاولة، مؤكدا صعوبة تحديد مدى زمني لهذه المفاوضات، لأنها ترتبط بكثير من الأوضاع على الأرض، وأن ما يمكن فعله هو التأكيد والتركيز دائما على ضرورة الوصول لاتفاق فوري لوقف إطلاق النار.
العدوان الإسرائيلي أدى حتى الآن إلى استشهاد أكثر من 36 ألف شخص في قطاع غزة
ولفت إلى أن هذا العدوان أدى حتى الآن إلى استشهاد أكثر من 36 ألف شخص في قطاع غزة، وأكثر من 82 ألف جريح، فضلا عن نزوح ما يزيد على مليون شخص نتيجة هذا العدوان، واليوم يجدون أنفسهم في نزوح جديد وسط استهداف مباشر، منبها إلى أن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أعلنت أنها غير قادرة على تقديم مساعداتها، بعد تعليقها من قبل الاحتلال بمعبر رفح، مشددًا في الوقت ذاته على أن دخول المساعدات لا يجب أن يقرن بأي سبب سياسي.
وقال الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية إن "حجم الكارثة الإنسانية في غزة يتفاقم كل يوم ويصل إلى مستوى نعتقد أنه القاع لكن نكتشف وجود قاع جديد، وهذا يجب أن يكون سببا كافيا للمجتمع الدولي بشكل عام ولطرفي النزاع لإدراك أن الوصول إلى اتفاق لم يعد مرتبطا بحسابات سياسية ضيقة، بل مرتبط بهذه الحالة الإنسانية الكارثية في القطاع، وتفاقم التداعيات الأمنية والسياسية داخل إسرائيل، والهجمات في شمال إسرائيل، والمواجهات في شمال ووسط غزة، والتي ألقت بظلالها على الوضع ميدانيًا".
قطر منذ اليوم الأول لهذه الوساطة تنخرط بشكل إيجابي وصادق بهدف الوصول إلى نهاية معاناة الإنسان
وأوضح أن الاجتماعات التي تعقد في هذه الجولة من المفاوضات لها أشكال كثيرة بعضها يجري في القاهرة، وبعضها يجري في الدوحة، وبعضها يتم عبر وسائل الاتصال المختلفة، وأنها بحالة انعقاد شبه دائم حتى يتم التوصل إلى "لغة توافق" بين الطرفين للانتقال إلى الاجتماعات المباشرة على مستوى كبار المسؤولين، مبينا أن دولة قطر منذ اليوم الأول لهذه الوساطة وفي كل الوساطات التي خاضتها تنخرط بشكل إيجابي وصادق بهدف الوصول إلى نهاية معاناة الإنسان ونهاية الأزمة.
وتابع الدكتور الأنصاري: "عندما أعلنا قبل فترة إعادة تقييمنا لدورنا كوسيط، كان ذلك يرتبط أساسا بجدية الأطراف للوصول إلى حل لهذه الأزمة وبفاعلية دورنا، لذلك يبقى الالتزام القطري مستمرًا بجهود الوساطة، طالما هناك إمكانية لإنهاء الأزمة ومعاناة المدنيين، وعودتهم إلى ديارهم وإعادة الإعمار، بشكل يتناسب وتحقيق مطالب الشعب الفلسطيني".
من ناحية أخرى، استعرض المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية جهود الوزارة ومسؤوليها، ومنها استضافة الدوحة يوم الأحد المقبل اجتماع الدورة الـ160 للمجلس الوزاري لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والذي سيترأسه معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، حيث سيعقد على هامش هذا الاجتماع، اجتماع وزاري مشترك بين دول مجلس التعاون والجمهورية اليمنية الشقيقة، واجتماع آخر وزاري مشترك بين دول مجلس التعاون والجمهورية التركية الشقيقة، وذلك في إطار رئاسة دولة قطر للدورة الحالية للمجلس.
وذكر الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري بالبيان المشترك الذي صدر عن دولة قطر وجمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية إثر الخطاب الذي حدد فيه الرئيس الأمريكي المبادئ الأساسية للوصول إلى صفقة أو اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، واجتماع وزراء خارجية دولة قطر والمملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية ودولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية عبر الاتصال المرئي، لمناقشة تطورات جهود الوساطة التي تقودها دولة قطر وجمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية، واتصالات معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية مع سعادة السيد علي باقري كني وزير الخارجية بالوكالة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وسعادة السيد أنتوني بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، وسعادة السيد ديفيد كاميرون وزير خارجية المملكة المتحدة.
وأشار المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية إلى جولة المشاورات السياسية بين دولة قطر وجمهورية تركمانستان، ومشاركة وزارة الخارجية في مؤتمر المانحين لسوريا الذي عقد في بروكسل، وإعلان دولة قطر عن مساهمتها بمبلغ 75 مليون دولار لدعم الجهود والتدخلات الإنسانية لصالح الشعب السوري الشقيق، والمشاركة في اجتماع الدورة العاشرة لمنتدى التعاون العربي الصيني وإجراء عدد من اللقاءات مع الوزراء والمسؤولين المشاركين في هذه الاجتماعات.