أطلقت كلية المجتمع في قطر المرحلة الثانية من المبادرة الوطنية "كفاءات أكاديمية" 2024 - 2025، بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، وديوان الخدمة المدنية والتطوير الحكومي، لدعم وتسريع عملية استقطاب الكفاءات الوطنية المؤهلة من حملة الشهادات الجامعية العليا -الماجستير والدكتوراة- للعمل ضمن الهيئة التدريسية بالكلية للعام الدراسي المقبل.
وجاءت هذه المرحلة من المبادرة استكمالا للنجاح الذي حققته مرحلتها الأولى العام الماضي، باستقطاب 32 أكاديميا قطريا للتدريس في الكلية، يعمل منهم 11 أكاديميا بنظام العمل الكلي، و21 أكاديميا بنظام العمل الجزئي.
وشملت التخصصات الأكاديمية التي تم إشغالها بالكفاءات الوطنية ضمن المرحلة الأولى 16 تخصصا، في مجالات إدارة المشاريع، وإدارة الموارد البشرية، والتسويق، والاقتصاد، والمالية، وإدارة الخدمات اللوجستية وسلاسل الإمداد، والإدارة العامة، وإدارة الأعمال، والأمن السيبراني وأمن الشبكات، والهندسة الميكانيكية، والهندسة الكهربائية، والعلوم السياسية، وعلم الاجتماع، والتاريخ، والاتصال الجماهيري، والمسرح.
نجاح المرحلة الأولى
وأعلن الدكتور خالد محمد الحر، رئيس كلية المجتمع، في مؤتمر صحفي بهذه المناسبة، عن فتح باب الترشح للمرحلة الثانية من المبادرة ابتداء من اليوم عبر التسجيل بمنصة التوظيف الوطنية "كوادر"، التابعة لديوان الخدمة المدنية والتطوير الحكومي، مشيرا إلى أن المقبولين سيلتحقون مباشرة بالكلية بصفة أعضاء هيئة تدريس، وستوكل إليهم مهام التدريس، وعبء تدريسي مناسب، يمكنهم من استكمال دراستهم العليا أثناء أداء مهامهم الوظيفية إن تطلب ذلك.
وأكد الدكتور الحر نجاح المرحلة الأولى من حيث زيادة نسبة عدد الأكاديميين القطريين بالكلية، من 8 بالمئة قبل إطلاق المبادرة في يونيو العام الماضي، إلى 15 بالمئة مع بداية العام الحالي، ما يسهم في تسريع عملية استقطاب الكفاءات الوطنية المؤهلة للعمل في الكلية، ورفع نسبة مساهمتها في الكادر الأكاديمي إلى أكثر من 30 بالمئة خلال العامين المقبلين.
وثمن تعاون ودعم وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، وديوان الخدمة المدنية والتطوير الحكومي، في إطلاق "كفاءات أكاديمية" بالمرحلتين الأولى والثانية، مشددا على أهمية المبادرة في الاستثمار برأس المال البشري، عبر استقطاب وتوظيف كفاءات وطنية، تسهم في بناء أجيال قادرة على النهوض بمستقبل الوطن، وتدعم الاستدامة ببنية التعليم العالي، كما حددتها رؤية قطر الوطنية 2030، وبما يعزز رؤية ورسالة كلية المجتمع في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ودعم مفهوم التعلم مدى الحياة.
التخصصات المطلوبة
بدوره، قال الدكتور عبد الله خالد العلي، نائب رئيس كلية المجتمع للشؤون الأكاديمية، إن المبادرة تهدف إلى توفير مخرجات وطنية يقع على عاتقها تنمية المجتمع، ورفد سوق العمل باحتياجاته من الكوادر الوطنية المؤهلة، مشيرا إلى أن الاحتياجات الوظيفية للتخصصات الأكاديمية للعام المقبل، تشمل 13 تخصصا أكاديميا؛ اثنان منها تخصص نظم المعلومات الإدارية والقانون في قطاع العلوم الإدارية، و4 في قطاع الآداب والفنون، تضم تخصص اللغة العربية، والتاريخ، وعلم النفس، والإعلام، و7 تخصصات في قطاع العلوم والتكنولوجيا، تشمل تخصص الإحصاء والرياضيات، وهندسة الحاسب، والأمن السيبراني، وأمن الشبكات، ونظم المعلومات، وعلوم الحاسوب.
وأضاف أن التخصصات المطلوبة تتوزع ما بين درجتي الماجستير والدكتوراة، وسيكون من المقبول انضمام حاملي شهادة البكالوريوس في تخصص الأمن السيبراني، نظم معلومات الشبكات، إن لم يتقدم إلى هذا التخصص حملة شهادة الماجستير، ما سينعكس بشكل إيجابي على تجربة التعلم الذي سيحظى بها طلبة الكلية في مختلف البرامج الأكاديمية المعتمدة.
وأوضح الدكتور العلي أن حملة شهادة الدكتوراة سيتم تعيينهم مباشرة ضمن الهيئة الأكاديمية لكلية المجتمع، بينما سيتم تعيين حملة شهادة الماجستير والبكالوريوس لمدة عام واحد، ومن ثم ستقوم إدارة البعثات في وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي بمتابعة المعينين وفقا لهذه المبادرة لاستكمال دراساتهم العليا في إحدى الجامعات الوطنية بقطر، وضمن أحد التخصصات المطلوبة وفقا لنظم الابتعاث المعمول بها في الوزارة، ما يسهم في تعزيز توطين الوظائف الأكاديمية؛ لتولي مهمة تعليم الأجيال، والارتقاء بأداء طلبة كلية المجتمع، وتعزيز التنمية المستدامة للعملية التعليمية في الكلية.
فرص وظيفية متميزة
من جانبه، أكد السيد محمد يوسف الشيب مدير إدارة الموارد البشرية في كلية المجتمع، خلال المؤتمر الصحفي، أن مبادرة "كفاءات أكاديمية" بنسختها الثانية توفر فرصا وظيفية متميزة بالكلية، وضمن بيئة تعليمية محفزة، قادرة على تنمية قدرات الكفاءات القطرية الأكاديمية، التي ستتقدم للترشح، وبما سيحقق طموحاتهم، ويلبي احتياجات سوق العمل، وفي الوقت نفسه يواكب التوجهات الاستراتيجية للدولة؛ بهدف تعزيز استقطاب رأس المال البشري المتميز، وتنميته، واستبقائه لبناء مستقبل قطر المشرق.
وأضاف أن المرحلة الأولى للمبادرة استقبلت 251 طلب ترشيح من المؤهلات القطرية لحملة الشهادات العليا؛ بدءا من درجة البكالوريوس مرورا بالماجستير وانتهاء بدرجة الدكتوراة، وأنه قد تمت مقابلة 67 مرشحا ممن انطبقت عليهم شروط ومتطلبات التوظيف، وشروط القبول للابتعاث، وإكمال الدراسات العليا، حيث اجتاز 32 أكاديميا قطريا المقابلات الوظيفية التي تمت عن طريق اللجنة الإشرافية لمبادرة "كفاءات أكاديمية".
وأشار الشيب إلى وجود مقترح تتم دراسته هذا العام، يتعلق بإمكانية انضمام المنتدبين للكادر الأكاديمي في الكلية بنظام العمل الجزئي، ممن هم على رأس عملهم، وقد اجتازوا المقابلات الوظيفية للجنة الإشرافية للمبادرة، ويرغبون بالانضمام لنظام العمل الكلي لأعضاء هيئة التدريس، ما يساعدهم على تطوير معارفهم ومهاراتهم، وبالتالي الإسهام بفاعلية في تنمية العملية التعليمية بكلية المجتمع، وكذا الارتقاء بأداء طلابها، ومناهجها التعليمية، وتنمية برامجها الأكاديمية، دعما لجهود الدولة في توطين الكفاءات الأكاديمية ضمن مؤسسات التعليم العالي.
رؤية قطر 2030
تأتي مبادرة "كفاءات وطنية" ضمن إطار رؤية قطر 2030، وإسهاما من كلية المجتمع بقطر في بناء وتمكين القدرات الوطنية، وسعيا منها لتوطين الوظائف الأكاديمية.
وتم إطلاق المبادرة العام الماضي بالشراكة بين الكلية وديوان الخدمة المدنية والتطوير الحكومي ووزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، لاستقطاب الكوادر والكفاءات الوطنية، وتوفير فرص متميزة لتطوير مهاراتهم وقدراتهم للعمل ضمن الهيئة التدريسية لكلية المجتمع، بجانب استكمال تعليمهم العالي "الماجستير والدكتوراة " في الدولة.
ومن أهداف المبادرة أيضا توفير فرص وظيفية متميزة، وبيئة تعليمية محفزة، تنمي قدرات الكفاءات الوطنية الأكاديمية، بما يحقق طموحاتهم، ويلبي احتياجات سوق العمل، وتواكب التوجهات الاستراتيجية للدولة، بجانب تسريع عملية استقطاب الكفاءات الوطنية المؤهلة للعمل في الكلية، ورفع نسبة مساهمتها في الكادر الأكاديمي لأكثر من 30 بالمئة خلال الأعوام الثلاثة المقبلة.