في إطار اللقاء الذي عقده حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، مع دولة السيد بوريس جونسون رئيس وزراء بريطانيا على هامش انعقاد المؤتمر السادس والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP26 في مدينة "غلاسكو" في إسكتلندا بالمملكة المتحدة، أعلنت مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، وشركة "رولز-رويس" البريطانية، عن دخولهما في شراكة طويلة الأمد لإنشاء مركز عالمي للابتكار في تكنولوجيا المناخ.
وذكر بيان صادر عن المؤسسة، أنه بموجب هذه الشراكة سيعمل الطرفان على تطوير مرفقين بحثيين عالميين يهدفان إلى تعزيز الأعمال التي تؤدي إلى تسريع التحول في مجال الطاقة والاستثمار فيها وتنميتها على مستوى العالم بالإضافة إلى مساعدة روّاد الأعمال على إنشاء شركات مبتكرة في مجال تكنولوجيا المناخ وتطويرها، وذلك بمساندة قياديين أكاديميين، وبتمويل البحوث والتطوير، وعبر توفير استثمارات مالية في المراحل المبكرة من انطلاق هذه الأعمال.
فرص للشركات الناشئة
وستوفر البنية التحتية لهذين المرفقين فرصًا تستفيد منها الشركات الناشئة، على مستوى تعزيز التقنيات التي تعمل عليها والمرتبطة بمجال تكنولوجيا المناخ، وتوسيع نطاق استخداماتها، بما يُمكّنها من إحداث التحول السريع المنشود.
وأضاف البيان أن الإعلان عن هذه الشراكة جاء في إطار تطلع الجهتين لما سيلعبه هذا المركز من دور فاعل في مجال استقطاب الاستثمارات، وإحداث التغيير التكنولوجي الإيجابي في مواجهة تحدي تغير المناخ، وتحقيق نتائج ملموسة في مجال الأعمال المدفوعة بالتكنولوجيا على نطاق واسع ومهمّ، بالإضافة إلى إطلاق وتعزيز الأعمال التي تُقدّر بمليارات الجنيهات الإسترلينية وتوسيع نطاقها.
وفي إطار هذه الشراكة أيضًا، سيعمل الطرفان على توفير ما يصل إلى 1000 وظيفة داخل المرفقين البحثيين، وما لا يقلّ عن 10 آلاف وظيفة ضمن الشركات الناشئة ذات الصلة بحلول عام 2040، كما سيتم إنشاء مجمع استثماري لتمويل الأعمال العالمية في مجال تكنولوجيا المناخ، والتي من المقرر أن تُحدث تأثيراً ملموسًا، مع توقعات بجذب الاستثمارات من الشركاء المحتملين والأطراف الثلاثة المعنيّة، لإطلاق 5 شركات خاصة ناشئة تقدر قيمتها بأكثر من مليار دولار بحلول عام 2030 و20 شركة مماثلة بحلول عام 2040، وهذا ما سيؤدي إلى تحقيق قيمة اقتصادية متقدمة لهؤلاء الشركاء.
شراكة مُثمرة
وستُسهم هذه الشراكة في وضع دولة قطر ضمن أفضل 5 دول على مستوى العالم في مجال الاستثمار والبحوث والتطوير في مجال الطاقة النظيفة (وفق الإنفاق من الناتج المحلي)، ويرسخ مكانتها كدولة رائدة ضمن الاقتصادات الصغيرة المتقدمة، بما ينسجم ورؤية دولة قطر من أجل تعزيز التنوع الاقتصادي، بما يشمل الحوافز التشريعية والتجارية الهادفة إلى تطوير المشاريع التي تتصدى لتغير المناخ وتسعى للحفاظ على البيئة.
ومن المقرر أن يتم الانتهاء من دراسة مفصلة لتصميم المركز واختيار الأماكن المخصصة لإنشاء المرفقين البحثيين في قطر وبريطانيا منتصف عام 2022، علمًا أنه تم اختيار شمال المملكة المتحدة لأحدهما ليُناسب حجم المرفق البحثي وحرصًا على توفير إمكانية الوصول إلى المهارات اللازمة، والوصول كذلك إلى البنية التحتية أثناء التصنيع.
في الوقت نفسه سيستفيد المركز من خبرات "رولز-رويس" في إجراء الاختبارات العملية، ومن قدرتها على تعزيز العلاقات بينها وبين الشركات المملوكة من دولة قطر.
في المقابل، ستكون مؤسسة قطر بمثابة الشريك التشغيلي، حيث ستعمل مع شركة "رولز-رويس" على إنشاء وتشغيل المرافق المخصصة للابتكار من خلال خبرتها في التعاون البحثي والتعليم على نطاق واسع، ومن المتوقع أن يوفر المشروع ما يصل إلى 1300 وظيفة جديدة عالية المستوى بحلول عام 2040، إضافة إلى توفير الفرص الاستثمارية للشركات والمستثمرين القطريين عبر التمويل المخصص.
توحيد الجهود
كما سيضمن المركز العالمي للابتكار في تكنولوجيا المناخ، مسارًا واضحًا وعمليًا نحو الأسواق، لا سيّما مع توحيد الجهود بين الأطراف المعنية، وتوحيد قدراتها لابتكار طرق جديدة تهدف بشكل رئيسي إلى تطوير الأعمال في مجال تكنولوجيا المناخ. ومن المقرر أن يتم الشروع في التعاون البحثي بين الطرفين عام 2022 "عن بُعد"، على أن يتم إنشاء المرفقين البحثيين في وقت مبكر من عام 2023.
سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني: مستعدون للعمل مع شركائنا في رولز-رويس من أجل تطوير الحلول المبتكرة
وفي هذا الصدد، قالت سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني، نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع والرئيس التنفيذي للمؤسسة إن "التحديات الأكثر إلحاحًا في زمننا -تغير المناخ، إصلاح التربة، الحفاظ على الموارد المائية والثروة الحيوانية، وتعزيز صحة الإنسان - هي مرتبطة ببعضها البعض ارتباطًا وثيقًا. نحن مستعدون للعمل مع شركائنا في رولز-رويس من أجل تطوير الحلول المبتكرة والتقنيات الخاصة بالطاقة النظيفة، حيث سيُسهم اتساع نطاق المنظومة البحثية للمدينة التعليمية في المضي قدمًا نحو بناء مستقبل أفضل".
رئيس الوزراء البريطاني: الشراكة تعمل على دمج الخبرة البريطانية مع رؤية مؤسسة قطر
من جانبه، أشاد دولة السيد بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني، بالشراكة قائلاً: "تعمل هذه الشراكة على دمج الخبرة البريطانية المرموقة في مجال الهندسة في رولز-رويس مع رؤية مؤسسة قطر، وهو ما يؤكد قوّة المملكة المتحدة العلمية ومكانتها الرائدة كوجهة عالمية للاستثمار، وهذا من شأنه تعميق العلاقات بين البلدين، ودعم الابتكارات التكنولوجية المتعلقة بالمناخ التي نحن بحاجة لها لمعالجة تغير المناخ في المقام الأول، وتوفير فرص عمل صديقة للبيئة وتتيح تحقيق النمو في هذا الصدد".
بدوره، أكد السيد وارن إيست الرئيس التنفيذي لشركة رولز-رويس أن شركته الرائدة في مجال الطاقة منذ إنشائها، تؤدي دورًا رئيسيًا وفاعًلا في مجال تسريع عملية تحوّل الطاقة لإزالة الكربون في بعض القطاعات الأكثر صعوبة. ويُعدّ صافي الانبعاثات الصفري بالنسبة لها ضرورة مجتمعية وفرصة تجارية ممتازة، إذ ستُمكنها هذه الشراكة من الاستفادة بشكل كامل من بعض التقنيات الناشئة التي يمكن أن تُحدث تأثيرا بالغ الأهمية في معالجة تحدّي تغير المناخ.
وتعتبر رولز-رويس شركة عالمية رائدة في مجال التكنولوجيا الصناعية وتوفر أنظمة الطاقة والدفع إلى عدد كبير من الأسواق والقطاعات بما فيها قطاع توليد الطاقة، وقطاع الملاحة الجوية والبحرية.