دولار أمريكي 3.64ريال
جنيه إسترليني 4.58ريال
يورو 3.8ريال

رئيس الوزراء: قطر ملتزمة بجسر الهوة للتوصل لوقف إطلاق النار في غزة

12/06/2024 الساعة 20:35 (بتوقيت الدوحة)
جانب من المؤتمر الصحفي
جانب من المؤتمر الصحفي
ع
ع
وضع القراءة

أكد معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أن دولة قطر ملتزمة بجسر الهوة والتقريب بين الفرقاء للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، وإطلاق سراح جميع الأسرى والرهائن.

وقال معاليه، خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع سعادة السيد أنتوني بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية اليوم: "إن لقاءنا اليوم يأتي استكمالا لسلسلة من المباحثات والمناقشات الهامة التي جرت خلال الـ8 أشهر الماضية حيال الحرب في قطاع غزة وسبل إنهائها، والعمل على منع توسع دائرة العنف والصراع في المنطقة".

وأضاف معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أنه ناقش مع وزير الخارجية الأمريكي الرد الذي تسلمته دولة قطر أمس الثلاثاء من حركة حماس والفصائل الفلسطينية حول المقترح الأخير بشأن صفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، مبينا أنه يجري حاليا دراسة الرد والتنسيق مع الأطراف المعنية حول الخطوات القادمة.

شراكة لإنهاء الحرب

وأكد معاليه أن دولة قطر وجمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية ملتزمون بشراكتهم لإنهاء هذه الحرب والتوصل لصفقة تبادل الأسرى والرهائن، معربا عن تقديره للجهود الحثيثة التي بذلها فخامة الرئيس الأمريكي جو بايدن، في سبيل توحيد الرؤى والتوصل لهذا المقترح بصيغة تقرب، قدر الإمكان، بين وجهات نظر جميع الأطراف.

وشدد معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، على التزام دولة قطر بجسر الهوة بين الطرفين، وسعيها المستمر لحل هذه الفروقات بأفضل وسيلة، لإنهاء الحرب في أسرع وقت ممكن، موجها رسالة للجميع مفادها: "كل يوم نخسره في هذا المجهود هو خسارة في أرواح المدنيين والأبرياء".

رئيس مجلس الوزراء: ينبغي على الجميع أن يأخذ موقفا واضحا للمطالبة بإنهاء هذه الحرب

وأشار معاليه إلى أنه ينبغي على الجميع أن يأخذ موقفا واضحا للمطالبة بإنهاء هذه الحرب، موضحا أنه منذ بدء الأزمة فقدنا ما يقارب 37 ألف شهيد و84 ألف جريح حتى الآن، فضلا عن استمرار سياسة العقاب الجماعي والتجويع التي يتم استخدامها بحق الأشقاء في قطاع غزة.

وقال معاليه: "إننا نشهد تحولا في هذا الصراع خلال الفترة الماضية، وهناك دعوة واضحة وحازمة لإنهاء هذه الحرب"، منوها في هذا السياق إلى قرار مجلس الأمن الذي قدمته الولايات المتحدة بشأن الوقف الفوري لإطلاق النار وصفقة لإطلاق الرهائن والأسرى، والعودة للمفاوضات السياسية لإيجاد حلول مستدامة.

GP5M1LYXwAA5NyT
ولفت معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، إلى أن دولة قطر شاركت خلال الفترة الماضية في العديد من اللقاءات والمؤتمرات الإقليمية والدولية، التي استهدفت توحيد الرؤى والتوصل لحل مستدام للقضية الفلسطينية، إلى جانب الزيارات والجولات التي جرت في إطار اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية والإسلامية بشأن التطورات، من ضمنها، لقاء وزراء خارجية وممثلي الدول الأوروبية، والمشاركة في مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، فضلا عن المشاركة أمس الثلاثاء في مؤتمر "دعوة للعمل: الاستجابة الإنسانية العاجلة لغزة"، بدعوة مشتركة من جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، وفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة، وسعادة السيد أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة.

إجراءات عاجلة

وبين معاليه أن المؤتمر دعا إلى اتخاذ إجراءات عاجلة في سبيل إنهاء هذا الصراع، وإنهاء هذه العملية المستمرة في قطاع غزة، واحترام القانون الدولي، مثمنا في هذا السياق استئناف المساعدات الجوية الأمريكية في قطاع غزة، والتي تأتي بعد فترة من تعليق شحنات المساعدات بسبب العمليات في المنطقة.

وأشاد معاليه بإعلان وزير الخارجية الأمريكي عن حزمة المساعدات الإنسانية الإضافية لقطاع غزة، مؤكدا استمرار دولة قطر في جهودها لإرسال المساعدات الإنسانية بشكل مستمر إلى الأشقاء في قطاع غزة.

وقال معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية: "نرى أن التوصل إلى اتفاق يحقن دماء الأبرياء خلال هذه الفترة يعد مسألة مهمة جدا، فضلا عن دوره في إنقاذ المنطقة من أن تكون على شفا الانهيار والانفجار، حيث نعول على الدور الأمريكي وشركائنا في جمهورية مصر العربية وجميع الدول، للضغط على كافة الأطراف للتوصل إلى اتفاق ينهي هذه الحرب".

وصلنا إلى منحنى لإيجاد حلول مستدامة وليس حلولا مؤقتة

وأضاف معاليه "أننا وصلنا إلى منحنى لإيجاد حلول مستدامة وليس حلولا مؤقتة، حيث ناقشنا اليوم حلولا تعود بالأمن والاستقرار على قطاع غزة والضفة الغربية، ولجميع من يعيش في هذه المنطقة"، مشددا معاليه على أن الحل الدائم هو الحل العادل بإنشاء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وفق قرارات الشرعية الدولية، على حدود العام 1967.

وأشار معاليه، خلال المؤتمر الصحفي، إلى أن دول المنطقة منفتحة على أن تكون هناك خطة سلام واضحة وفقا لمبادرة السلام العربية، لافتا إلى الحراك الذي رأيناه في الجمعية العامة للأمم المتحدة لقبول دولة فلسطين كعضو كامل في الأمم المتحدة، حيث تسهم هذه الخطوة في حل الدولتين.

شراكة استراتيجية

وثمن معاليه التعاون والشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية في هذه الأزمة وفي العديد من الملفات المشتركة بين البلدين.

وفي معرض رده على أسئلة الصحفيين، أكد معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أن مساعي دولة قطر لعملية المفاوضات ليست جديدة، حيث تخضع لمراحل من الأخذ والرد للتوصل لاتفاق، ولا تتضمن في العادة جوابا قطعيا بنعم أو لا، معربا عن أمله في التوصل لاتفاق بأسرع وقت ممكن.

وأوضح معاليه أنه "كنا نتمنى أن يكون هناك حراك وزخم أكثر في الأيام الماضية، ولكن للأسف واجهنا الكثير من التحديات، ونحن ملتزمون بتقديم مقترحات لجسر هذه الهوة بين الطرفين"، مبينا أن وجود 3 دول (قطر، ومصر، وأمريكا) كضامن لهذه العملية، من شأنه أن يضمن لهذه المفاوضات بأن تستمر للوصول لوقف دائم لإطلاق النار.

التوصل لوقف إطلاق النار هو حجر الأساس لما سنحققه في المستقبل

وجدد معاليه التأكيد على أن التوصل لوقف إطلاق النار هو حجر الأساس لما سنحققه في المستقبل، لافتا إلى أن دولة قطر تؤدي دور الوسيط وتحاول ألا تعتبر نفسها طرفا في هذا الصراع، وهدفنا إنهاء الحرب، وإنهاء معاناة الناس في قطاع غزة وإعادة الرهائن، ومن ثم التفكير في اليوم التالي.

ودعا معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، إلى ممارسة الضغط على كلا الطرفين، خاصة في ظل وجود تصريحات متعارضة من مسؤولين إسرائيليين مختلفين، ما يتطلب الضغط عليهم مثل الضغط الذي يمارس على الطرف الآخر.

أطول حرب

وقال معاليه: "كوسيط، نحن نحاول أن نقوم بكل ما في وسعنا لجسر الهوة في المواقف لا أن نميز بين طرف على آخر، ولكن قلقنا الأكبر هو أن الأمر يأخذ الكثير من الوقت لجسر هذه الفجوات وعلينا أن نتوصل إلى ذلك في أسرع وقت ممكن"، مبينا أن هذه الحرب هي أطول حرب حدثت في فلسطين.

وأشار معاليه إلى أن مكتب حركة حماس موجود في الدوحة للمحافظة على بقاء قنوات التواصل مفتوحة، قائلا: "إن مصلحة دولة قطر تكمن في رؤية الأمن والاستقرار يعمان في المنطقة، وسياستنا واضحة في مساندة الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة، ولكننا في نهاية المطاف دولة وليس حزبا سياسيا".

من جهته، قال سعادة السيد أنتوني بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية:" إن دولة قطر أظهرت سخاء كبيرا في مساعدة الناس الذي هم بأمس الحاجة، وقدمت 4700 طن من الغذاء والدواء، بجانب المساعدات العاجلة الأخرى".

وأضاف سعادته أن الولايات المتحدة تعد أكبر مقدم للمساعدات إلى الفلسطينيين، كما ستستمر في القيام بكل ما في وسعها لدعمهم لا سيما في الوقت الحالي، مؤكدا استمرار بلاده في العمل على زيادة تدفق المساعدات إلى قطاع غزة، والتأكد من وصولها للأشخاص الذين يحتاجونها.

وأشار إلى المؤتمر الذي جرى، أمس الثلاثاء، في الأردن بهدف حشد الدعم الدولي لمعالجة الأزمة الإنسانية في غزة، حيث أعلنت الولايات المتحدة عن تقديم 400 مليون دولار إضافي كمساعدات للفلسطينيين، مما يجعل إجمالي ما قدمته بلاده 670 مليون دولار منذ بدء الحرب.

وأكد وزير الخارجية الأمريكي سعي بلاده إلى تحسين حماية المدنيين، وتأمين إطلاق سراح الرهائن، مبينا أن أسرع الطرق لإنهاء معاناة الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء وأكثرها نجاعة ومعالجة للأزمة الإنسانية والحيلولة دون المزيد من العنف، يكمن في التوصل إلى وقف لإطلاق النار، ما سيسمح بالوصول إلى نهاية دائمة للصراع.

بلينكن: قطر لطالما كانت شريكا لا يكل في جهود الوساطة للتوصل لاتفاقية بشأن إطلاق سراح الرهائن

وقال إن "دولة قطر لطالما كانت شريكا لا يكل في جهود الوساطة للتوصل لاتفاقية بشأن إطلاق سراح الرهائن، وهذا أمر ناقشناه هنا في الدوحة في 13 أكتوبر الماضي، وفي عدة مناسبات أخرى منذ ذلك الحين".

وأكد بلينكن استمرار بلاده إلى جانب الشركاء في المنطقة في الدفع على أساس عاجل لمحاولة التوصل إلى صفقة، في ضوء المقترح الذي ما طرحه الرئيس جو بايدن الأمريكي، خاصة أنها تصب في صالح الإسرائيليين والفلسطينيين والمنطقة والعالم بأكمله، مشددا على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، ومن ثم وقف الحرب بشكل دائم، وإعداد خطة متكاملة لليوم الثاني بعد انتهاء الحرب في غزة.

GP5MNtfW8AAQqNY
وتابع "إنه في الأسابيع القادمة سنقوم بوضع مقترحات تتضمن بعض العناصر المهمة لتلك الخطة، بما في ذلك أفكار ملموسة حول كيفية إدارة قطاع غزة والأمن وإعادة الإعمار"، لافتا إلى أهمية هذه الخطة وضرورتها لتحويل الهدنة إلى وقف دائم للحرب، ولتحويل انتهاء الحرب إلى سلام عادل ودائم، بحيث يمكن استخدام ذلك كأساس لبناء منطقة أكثر تكاملا واستقرارا وازدهارا.

وأشار، خلال المؤتمر الصحفي، إلى أنه استمع للعديد من قصص الفلسطينيين الذين تمكنوا من الخروج من قطاع غزة، واطلع على ظروف أفراد أسرهم وعائلاتهم هناك، مبينا أن ذلك يقوده إلى العمل على وقف هذه المعاناة وإنهاء الصراع، ووضع الجميع على مسار يفضي إلى السلام العادل والدائم.

المصادر

جميع الحقوق محفوظة لمرسال قطر 2024

atyaf company logo