دولار أمريكي 3.64ريال
جنيه إسترليني 4.76ريال
يورو 3.99ريال

جهودها في لم شمل الأسر الأوكرانية مثالا

قطر ترسخ مفهومًا جديدًا للدبلوماسية الإنسانية

15/06/2024 الساعة 17:31 (بتوقيت الدوحة)
لطالما بذلت قطر جهودا كبيرة للم شمل الأسر الأوكرانية
لطالما بذلت قطر جهودا كبيرة للم شمل الأسر الأوكرانية
ع
ع
وضع القراءة

انطلاقا من نهجها الثابت وحرصها الدائم على المساهمة في حل النزاعات بالسبل السلمية والوساطة، وجهودها لتعزيز السلام والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي، وفي إطار التزامها بالمبادئ الإنسانية والقانون الدولي، ترسخ دولة قطر مفهوما جديدا للدبلوماسية الإنسانية الهادفة إلى لم شمل الأسر التي شتتها الصراعات وعانى أفرادها من ويلات الحروب حول العالم.

وإنجازات الدبلوماسية الإنسانية لدولة قطر جلية، ومن بينها نجاح جهود الوساطة المستمرة للم شمل عدد من الأطفال الأوكرانيين مع أسرهم، الذين تشتت بهم السبل جراء الأزمة الروسية الأوكرانية، وذلك بالتنسيق مع الجانبين الأوكراني والروسي، حيث حرصت دولة قطر على ضمان سلامة وأمن الأطفال، وتوفير الرعاية المناسبة لهم من أجل إتمام العملية الإنسانية.

موثوقية قطر

ويؤكد نجاح الوساطة القطرية في هذا الملف الحساس وغيره من الملفات موثوقية قطر دوليا لدى مختلف الأطراف، والتزامها الدائم بتعزيز السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، فضلا عن قيامها بدور بناء وفاعل في تسوية مختلف الأزمات بالحوار والوسائل السلمية.

وتولي دولة قطر أهمية خاصة لتعزيز حماية الأطفال المتضررين من النزاعات في العالم، وأقامت في هذا الإطار العديد من الشراكات مع المنظمات الإقليمية والشركاء الدوليين لإنهاء ومنع الانتهاكات الجسيمة بحق الأطفال خلال النزاعات المسلحة، فضلا عن إطلاقها العديد من المبادرات لدعم السلم والأمن الدوليين.

وتأكيدا على أولوياتها الإنسانية، تولي دولة قطر اهتماما بالغا بتعزيز وحماية حقوق الطفل حول العالم، ويظهر ذلك جليا من خلال اتخاذ تدابير وإجراءات عملية في العديد من الأزمات والحروب، كما حدث ويحدث حاليا في قطاع غزة وأوكرانيا، لتشكل الدبلوماسية القطرية علامة فارقة في حياة ملايين البشر في العالم، الأمر الذي أكسب قطر سمعة دولية في العمل الإنساني، وأسهم في نجاح دبلوماسيتها الإنسانية.

أثر عظيم

وللدبلوماسية القطرية عظيم الأثر في حل العديد من الملفات الشائكة والقضايا الإنسانية الحرجة، فعلى الرغم من موقعها الجغرافي ضمن نطاق منطقة الشرق الأوسط، فإن جهودها الدبلوماسية امتدت لتغطي مختلف دول العالم.

وتوسطت قطر أكثر من مرة من منطلق إنساني بحت لإنهاء معاناة الفئات الهشة والضعيفة التي تتأثر كثيرا بالصراعات، فهي تولي ضمان سلامة المدنيين أولوية قصوى، لا سيما من الأطفال الذين يعاني الكثير منهم من ويلات الحروب والصراعات؛ إذ غالبا ما تترك أهوال الحروب آثارا عميقة في صحة الأطفال الجسدية والنفسية.

ونجحت جهود دولة قطر في حل العديد من النزاعات وتجنب المزيد من التصعيد، وإطفاء الحرائق في مناطق مختلفة بالعالم، كما حرصت على إرساء مبادئ حل الخلافات وتسوية النزاعات بالحوار والوسائل السلمية، وحثت دول العالم على اتباع ذلك النهج.

وتكتسب مبادرة “لم الشمل”، التي تبنتها دولة قطر لجمع شمل الأسر المشتتة جراء الأزمة الروسية الأوكرانية، أهمية خاصة؛ كونها تأتي في إطار جهودها لتعزيز حماية الأطفال المتضررين من الحروب، وترسيخ دورها الفاعل في صناعة السلام وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وهي المبادرة التي لقيت ترحيبا وتقديرا من المنظمات الإقليمية والدولية والشركاء الدوليين.

خدمات فعالة

واستكمالا لدورها في تعزيز جهود تقديم خدمات فعالة لدعم الأسر والأطفال الذين تضرروا من الأزمة الراهنة، أعلنت دولة قطر مؤخرا التزامها بتقديم 3 ملايين دولار لمكتب مفوض البرلمان الأوكراني لحقوق الإنسان، لدعم عمله الأساسي في أوكرانيا، وهو التمويل الذي سيتيح مجموعة من المبادرات الرئيسية، بما في ذلك تعيين خبراء الرصد وإنشاء ودعم المكاتب الإقليمية في أوكرانيا.

وترسخ مبادرات دولة قطر الريادية على المستوى الإنساني في العالم، مبدأ الحوار كمفتاح لحل جميع الأمور العالقة والخلافات وإن احتاج ذلك وقتا طويلا.

ونجحت دولة قطر، من خلال جهود الوساطة، في جمع شمل الأطفال الأوكرانيين مع عائلاتهم عبر أربع عمليات، حيث تستضيف حاليا حوالي 20 عائلة تم لم شملهم، وتوفر لهم الدعم الطبي والنفسي والاجتماعي الشامل كجزء من برنامج الصحة والتعافي؛ بهدف تلبية الاحتياجات الفورية والطويلة الأجل لهذه العائلات، وتسهيل تعافيها وإعادة اندماجها بشكل مستقر. وقد أعربت أوكرانيا عن جزيل الشكر والامتنان لدولة قطر قيادة وشعبا على مساعدتها في هذا الوقت، وفي ظل الظروف التي تمر بها.

ولا تقتصر عملية لم الشمل على اجتماعات مسؤولي الطرفين المتنازعين سواء على طاولة واحدة، أو عبر الوسيط، لكن هناك أمور أكثر تعقيدا وتحديات فيما يتعلق بضمان العودة الآمنة للأطفال الأوكرانيين إلى أسرهم، منها الطرق المتغيرة لإعادتهم إلى وطنهم.

ودعت دولة قطر منذ بداية الأزمة الروسية الأوكرانية مرارا إلى ضرورة اتخاذ الحوار سبيلا لإنهاء الصراع، في وقت تعمل فيه على تقديم المساعدة القصوى للأطفال والأسر ضحايا الحرب.

دبلوماسية الوساطة

وتشكل دبلوماسية الوساطة لمنع نشوب النزاعات وحلها بالوسائل السلمية إحدى الأولويات الرئيسية في السياسة الخارجية لدولة قطر، حيث تتجلى إنجازات قطر وسجلها الحافل بالنجاحات في العديد من الملفات، بين الحل السلمي للنزاعات وحل الخلافات الحدودية وإعادة لم شمل الأطفال مع أسرهم، والتي تعد شاهدا على تفاني دولة قطر في حل الأزمات الدولية والاستثمار في السلام.

وقد اكتسبت دولة قطر من خلال إنجازاتها في العديد من الوساطات المعقدة، الثقة في جهود دبلوماسيتها الناجحة على الساحة الدولية، والتي شهد الجميع بدورها المحوري المهم في حل الكثير من الأزمات والملفات المعقدة في العديد من المناطق حول العالم، حتى أصبحت تتبوأ مكانة رفيعة كوسيط دولي بارز في حل النزاعات ونزع فتيل الأزمات.

ولدولة قطر سجل حافل بالنجاحات في جهود الوساطة على الصعيدين الإقليمي والدولي، إذ تشير التقارير إلى توسطها في حوالي 20 ملفا وقضية إقليمية ودولية بين عامي 2007 و2023، بذلت فيها جهودا دبلوماسية وسياسية حثيثة إقليميا ودوليا، حيث قامت بالوساطة بين فصائل وكيانات ودول، وبطلب من الأطراف المعنية، ودون التدخل في الشأن الداخلي للدول، وذلك لتقريب وجهات النظر وإيجاد حلول مستدامة للنزاعات والخلافات وتجنب الكوارث الإنسانية.

وتعود النجاحات التي حققتها دولة قطر في جهود الوساطة إلى إيمانها الراسخ بأن حل النزاعات بالطرق السلمية طويل وشاق، لكنه أقل كلفة من الحروب، وانطلاقا من هذا الإيمان، تتبوأ قطر حاليا مكانة ريادية عالمية كعاصمة رئيسية للوساطة النزيهة من أجل تعزيز الأمن والسلام والاستقرار، وفض النزاعات على المستويين الإقليمي والدولي.

وتنظر دولة قطر إلى السلام بشمولية، حيث ترى الدبلوماسية القطرية أن السلام الدائم لا يقتصر فقط على وقف العنف، وإنما على تحقيق العدل وتعزيز التنمية البشرية، لا سيما في مجالات التعليم والصحة العامة والتمكين الاقتصادي، وتوفير فرص العمل والإدماج السياسي والاقتصادي للشباب، كما تبذل قطر الكثير من الجهود من أجل عالم أكثر سلاما واستقرارا، ومستقبل أفضل لشعوب المنطقة والعالم.

المصادر

جميع الحقوق محفوظة لمرسال قطر 2024

atyaf company logo