حذر الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، الأربعاء، من أن احتمال اقتحام منطقة الجليل شمال إسرائيل "يبقى قائما وواردا في إطار أي حرب قد تفرض على لبنان".
جاء ذلك في كلمة خلال احتفال تأبيني للقيادي بالحزب طالب سامي عبد الله "الحاج أبو طالب" الذي قتل بغارة إسرائيلية في 12 يونيو الجاري.
وقال نصر الله إن "احتمال الانزلاق إلى حرب كبرى وارد في أي لحظة رغم أن الحزب لا يريد حربا شاملة".
وأضاف "لأول مرة منذ عام 1948 يتشكل حزام أمني في شمال إسرائيل التي فهمت منذ 8 أكتوبر (تشرين الأول) أن مواقعها ستكون مستهدفة وأن لدينا معلومات كافية عنها وعن تحصيناتها وأجهزتها وعديدها".
وتابع: "قاتلنا بجزء من سلاحنا حتى الآن وحصلنا على أسلحة جديدة لن نقول ما هي، بل سيتبيّن ذلك في الميدان".
ولفت نصر الله إلى أن "الحزب يصنع في لبنان بعض أنواع الصواريخ التي نحتاجها ونستعملها في المعركة".
وأكمل: "طوّرنا أسلحتنا واستخدمنا أسلحة جديدة ونحتفظ بأسلحة أخرى للمقبل من الأيام للدفاع عن أرضنا وشعبنا وسيادة لبنان".
وكشف أن لدى حزبه "ساعات طويلة من تصوير حيفا وجوارها ولدينا كم كبير جدا من المعلومات وإصدار الأمس هو منتخب من ساعات طويلة فوق حيفا".
والثلاثاء، نشر "حزب الله" مقطع فيديو لما قال إنها مشاهد رصد جوي لمنشآت عسكرية ومناطق حيوية شمال إسرائيل، بينها ميناء حيفا، بواسطة طائرة استطلاع لم يرصدها الجيش الإسرائيلي.
وأشار نصر الله إلى أن الحزب تلقى اتصالات من "حركات المقاومة في سوريا والعراق عن استعدادهم للمشاركة في المواجهات مع إسرائيل وكلنا لدينا ما يزيد عن حاجتنا من القوة البشرية لخوض المعركة".
وقال: "الإسرائيلي يخبئ خسائره في جبهة الشمال كي لا يتعرض لمزيد من الضغوط وهناك 42 مستعمرة (مستوطنة) تم إخلاؤها بشكل كامل، وصورة العدو العسكرية الأمنية الردعية عند شعبه ومجتمعه والعالم تنهار".
ووجه نصر الله تحذيرا إلى حكومة قبرص الرومية من فتح مطاراتها لإسرائيل في الحرب، معتبرا أنها إن فعلت ذلك فهذا يعني "أنها أصبحت جزءا من الحرب وسنتعاطى معها كذلك".
ونعى "حزب الله" في 12 يونيو، عبر بيان من وصفه بأنه "المجاهد القائد" طالب سامي عبد الله مواليد 1969 من بلدة عدشيت في جنوب لبنان، إضافة إلى 3 عناصر آخرين كانوا برفقته.
ويعد عبد الله قياديًا بارزا لا تقلّ أهميته عن القيادي وسام الطويل التي اغتالته إسرائيل في يناير/ كانون الثاني الماضي، حيث نشر الإعلام الحربي التابع للحزب صورة تجمعهما بلباس عسكري، وأخرى تجمعه مع قائد الحرس الثوري الإيراني الراحل قاسم سليمان.
وأمس الثلاثاء، استأنف "حزب الله" مهاجمة شمال إسرائيل بعد هدوء حذر بدأ الأحد أول أيام عيد الأضحى واستمر 48 ساعة.
وتزامنت تلك التطورات مع زيارة المبعوث الأمريكي الخاص عاموس هوكشتاين إلى إسرائيل ولبنان، الاثنين والثلاثاء، في محاولة لنزع فتيل التوتر على طرفي الحدود.
وفي الأسابيع الأخيرة، شهد "الخط الأزرق" الفاصل بين إسرائيل ولبنان تصعيدا لافتا، ودعت الولايات المتحدة مرارا إلى احتوائه.
ومنذ 8 أكتوبر الماضي، تتبادل فصائل فلسطينية ولبنانية في لبنان، أبرزها "حزب الله" مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.
وتقول الفصائل إنها تتضامن مع غزة التي تتعرض منذ 7 أكتوبر لحرب إسرائيلية خلفت قرابة 123 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود وسط مجاعة قاتلة ودمار هائل.