شاركت دولة قطر، اليوم، في ورشة عمل متخصصة تحت عنوان: "منتدى التعاون العربي- الصيني.. 20 عاما من العطاء"، والتي نظمها قطاع الإعلام والاتصال بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية (إدارة البحوث والدراسات الاستراتيجية)، وذلك بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية بالقاهرة، بالتعاون مع مركز التحرير للدراسات والبحوث.
مثل دولة قطر في أعمال الورشة، سعادة السيد نايف بن عبدالله العمادي مدير إدارة الشؤون العربية بوزارة الخارجية.
وفي كلمته خلال افتتاح أعمال الورشة، قال سعادة السيد نايف بن عبدالله العمادي مدير إدارة الشؤون العربية بوزارة الخارجية، إن العلاقات السياسية بين الدول العربية مجتمعة وجمهورية الصين الشعبية توطدت في وقت ازداد فيه الاهتمام الدولي بالقارة الآسيوية، لافتا إلى أن جامعة الدول العربية لم تكن بمعزل عن هذا المنحى الدولي، إذ أدركت مبكرا أهمية تنويع شراكاتها بالتوجه نحو الشرق، وتعزيز التعاون مع الدول النافذة في القارة الآسيوية، ومن أبرزها جمهورية الصين.
وأضاف سعادته: "في هذا الإطار جاء هذا المنتدى ليوفر إطارا مؤسسيا مهما للتعاون الجماعي، وتشعبت آلياته على مستويات كبار المسؤولين والمستوى الوزاري، وتوج ذلك كله بانعقاد القمة العربية الصينية الأولى في الرياض عام 2022، لتشمل هذه الآليات مختلف مجالات التعاون السياسية والاقتصادية والثقافية والإعلامية والتنموية، حيث انعكس ذلك بشكل إيجابي على نمو واتساع العلاقات التجارية بين الدول العربية والصين التي أصبحت من أكبر الشركاء التجاريين للدول العربية".
وفيما يخص العلاقات بين دولة قطر وجمهورية الصين الشعبية، أشار سعادة السيد نايف بن عبدالله العمادي مدير إدارة الشؤون العربية بوزارة الخارجية، إلى أن علاقات البلدين ظلت في نمو مطرد منذ الزيارة التي قام بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى بكين عام 2019، وما تلاها من زيارات للمسؤولين من دولة قطر، وكذلك ما صاحبها من توقيع للاتفاقيات، التي فتحت آفاقا جديدة لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، حتى صارت دولة قطر المصدر الأول للغاز الطبيعي إلى الصين.
وحول أعمال ورشة العمل، أوضح مدير إدارة الشؤون العربية بوزارة الخارجية، أن أولى التحديات التي ينبغي أن تعكف الورشة على مجابهتها خلال مسيرة التعاون العربي الصيني هي مواجهة التقلبات العالمية والتغيرات التي حدثت في التكتلات الدولية، منوها في هذا الصدد بأن الحرب الروسية الأوكرانية أحدثت خلخلة في بنية المجتمع الدولي، وتبعتها آثار اقتصادية كارثية ممثلة في الانفجار التضخمي ونقص سلاسل الإمداد والتموين، بالإضافة إلى الآثار الاجتماعية والصحية التي تسببت فيها جائحة كورونا قبل سنوات قليلة.
وأضاف سعادته: "أن هذه العوامل شكلت تحديات تم التفاهم المشترك حولها وفقا لآليات التعاون العربي الصيني، بالصورة التي تجعلنا نعول كثيرا على هذا المنتدى في تعزيز التواصل العربي الصيني في شتى المجالات".
كما أشار سعادته إلى أنه على صعيد الجهود المشتركة لإحلال السلم والأمن الدوليين، فإن هناك تحديا يتمثل في تكثيف هذه الجهود لإيجاد حل سياسي للقضايا الساخنة في المنطقة واستعادة السلام والأمن في الشرق الأوسط في أقرب وقت، خاصة فيما يتعلق بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، وحقه في إقامة دولته المستقلة.
وفيما يخص مجال التخطيط والسياسات، أكد سعادة السيد نايف بن عبدالله العمادي مدير إدارة الشؤون العربية بوزارة الخارجية، على مواصلة ربط الاستراتيجيات التنموية في إطار مسيرة التعاون بين الجانبين، لافتا في هذا الصدد إلى بناء مبادرة الحزام والطريق كواحدة من أهم إنجازات التعاون العربي الصيني.
ويأتي انعقاد ورشة العمل انطلاقا من الإنجازات المتحققة لمنتدى التعاون العربي - الصيني، خلال 20 عاما على تأسيسه، حيث تناولت رصدا علميا لأبرز التحديات والاستفادة منها، وبناء رؤية مستقبلية استشرافية لتعزيز التعاون المشترك، بما يعظم استفادة الجانبين في مختلف المجالات، وذلك من خلال ثلاثة محاور، شملت: الأنشطة السياسية والاقتصادية، والأنشطة التكنولوجية والتعليمية والفكرية، والأنشطة الثقافية والإعلامية والسياحية.
وشارك في أعمال هذه الورشة الجهات المعنية بالبحوث والدراسات في الدول العربية، والمندوبيات الدائمة للدول الأعضاء لدى جامعة الدول العربية، بالإضافة إلى شخصيات فكرية وأكاديمية وخبراء متخصصين بالقانون الدولي والعلوم السياسية والاقتصاد والاجتماع المهتمين بمتابعة أنشطة منتدى التعاون العربي الصيني، فضلا عن مراكز الفكر والدراسات الاستراتيجية في الدول العربية.