أكدت دولة قطر التزامها الراسخ بالعمل مع الأمم المتحدة وكافة الشركاء الدوليين، من أجل تعزيز الجهود الرامية إلى منع نشوب النزاعات، وتسويتها، والتخفيف من آثارها على الأطفال وحمايتهم.
جاء ذلك في بيان دولة قطر الذي ألقته سعادة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، أمام جلسة المناقشة المفتوحة لمجلس الأمن حول الأطفال والنزاع المسلح، في مقر الأمم المتحدة بنيويورك.
ثمن النزاعات
وأشارت سعادتها إلى أن تقرير الأمين العام بشأن الأطفال والنزاع المسلح يذكر مرة أخرى بأن الأطفال لا يزالون يدفعون الثمن الأكبر للنزاعات المسلحة، التي تواصل تعريض حياتهم للخطر وتقويض حقوقهم الأساسية، ولفتت في هذا السياق إلى الأرقام المتزايدة المتعلقة بالانتهاكات الجسيمة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الأطفال الفلسطينيين، خاصة في قطاع غزة.
وتطرقت سعادتها إلى التقارير المروعة الصادرة عن اليونيسف، والمنظمات الإنسانية، حول الوضع الإنساني الكارثي للأطفال في قطاع غزة الذي أصبح مقبرة للأطفال، حيث يقتل أو يصاب مائة طفل يوميا، جراء القصف الإسرائيلي العشوائي والتجويع الممنهج واستخدام الغذاء كسلاح من خلال منع وصول المساعدات الإنسانية، مما دفع الأمين العام للأمم المتحدة إلى إدراج جيش الاحتلال الإسرائيلي والقوات الأمنية الإسرائيلية في قائمة الأطراف الضالعة في ارتكاب انتهاكات جسيمة بحق الأطفال في حالات النزاع المسلح.
انتهاكات جسيمة
وجددت سعادة المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، التأكيد على أن دولة قطر تدين بأشد العبارات الانتهاكات الجسيمة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الأطفال في قطاع غزة، وذلك في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، والمعاهدات، والبروتوكولات الدولية المعنية بحماية الأطفال في النزاع، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، بالإضافة إلى الأوامر المؤقتة لمحكمة العدل الدولية.
وأكدت موقف دولة قطر الثابت بأن الحق في التعليم لا ينبغي أن يسقط بسبب النزاعات المسلحة، وينبغي بذل الجهود لضمان حق الأطفال في التعليم وبشكل خاص في الدول التي تعاني من النزاع، مضيفة أن دولة قطر تعرب عن إدانتها للهجمات على المدارس والمستشفيات، والاعتداءات على الأفراد المشمولين بالحماية ممن لهم صلة بالمدارس والمستشفيات.
وتابعت سعادتها: "تعرب دولة قطر عن اعتزازها بجهودها الدولية الرائدة والمستمرة في مجال دعم التعليم الجيد، وتعزيز وحماية الحق في التعليم وخاصة في حالات الطوارئ، بما فيها الجهود البارزة لمؤسسة التعليم فوق الجميع بدولة قطر"، مشيرة إلى أن العديد من الإنجازات تحققت في هذا الميدان، مما أحدث تغييرا جوهريا في حياة الملايين من الأطفال حول العالم.
دور رائد
وأردفت: "في هذا السياق، وإقرارا بالتداعيات الخطيرة للهجمات على التعليم في سياق منع نشوب النزاعات والحفاظ على السلام، اضطلعت دولة قطر بدور رائد قادت من خلاله الجهود الدولية نحو اعتماد قرار الجمعية العامة 74/275 الذي أقر يوم 9 سبتمبر اليوم الدولي لحماية التعليم من الهجمات".
وأفادت سعادتها، أن دولة قطر قدمت الدعم لتشغيل مركز التحليل والاتصال التابع لمكتب الممثلة الخاصة المعنية بالأطفال والنزاع المسلح في الدوحة، والذي تم افتتاحه في يونيو 2022، من أجل دعم بناء القدرات، وإنهاء ومنع الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال في النزاعات المسلحة.
وأضافت أن دولة قطر قامت بإجلاء أكثر من ألفين من الجرحى والمرضى ومرافقيهم بمن في ذلك الأطفال من قطاع غزة، بالإضافة الى إرسال عشرات الطائرات المحملة بالمواد الإغاثية والإنسانية، مؤكدة على أهمية تضافر الجهود الدولية وإعطاء الأولوية لتعزيز حماية الأطفال المتأثرين بالنزاعات.
وشددت سعادة المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة على ضرورة ضمان المساءلة والمحاسبة لمرتكبي الانتهاكات، واحترام الالتزامات بموجب القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.