وقعت وزارة البيئة والتغير المناخي، اليوم، برنامجا للتعاون الفني المشترك، مع الهلال الأحمر القطري، بغرض بناء القدرات الوطنية المشتركة في مجالات مكافحة آثار التغير المناخي، وإطلاق منصة إلكترونية وطنية خاصة بالتغير المناخي.
جرى التوقيع على البرنامج بحضور سعادة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن تركي السبيعي وزير البيئة والتغير المناخي، وسعادة السيد يوسف بن علي الخاطر رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر، حيث وقع من جانب الوزارة الدكتور إبراهيم المسلماني وكيل الوزارة المساعد لشؤون الحماية والمحميات الطبيعية، والسيد فيصل محمد العمادي الأمين العام للهلال الأحمر.
ويهدف البرنامج إلى إطلاق منصة إلكترونية وطنية خاصة بالتغير المناخي، وتوظيف الخبرات والإمكانات الفنية المشتركة لدعم الجهود في مجال قضايا التغير المناخي، وتكثيف العمل لتطوير الخطط المشتركة لزيادة الوعي المجتمعي بمخاطر تلك القضايا.
كما يسعى إلى تنفيذ مبادرات التخفيف من آثار التغيرات المناخية بالتركيز على طلاب المدارس، ويساهم برنامج التعاون في تبادل الخبرات وبناء القدرات للعمل المشترك للحد من آثار التغير المناخي والتكيف معه، وتحفيز العمل المجتمعي وتوجيهه استجابة للأزمات المناخية والبيئية، نظرا لأن التغير المناخي يعتبر من أكبر التحديات العالمية التي تواجه العمل الإنساني.
وتشمل مجالات التعاون أيضا المشاركة الفعالة في المناقشات ذات الصلة بمجالات التغير المناخي على المستوى الخارجي من خلال التعاون مع المنظمات الدولية، وهو ما يساهم في تحفيز العمل الإنساني وتوجيهه للأزمات المناخية والبيئية، مع توثيق تلك الأنشطة والمشاريع التي تستهدف المتأثرين بالكوارث الطبيعية، وكذلك تعزيز التنسيق وبناء الشراكات مع المؤسسات المتخصصة والمعنية بالتغير المناخي داخل وخارج قطر، والجهات الفاعلة التي تستثمر في التكيف مع تغير المناخ.
وفي هذا الإطار أكد الدكتور إبراهيم المسلماني، أن برنامج التعاون يأتي في إطار الجهود التي تقوم بها الوزارة لمجابهة ظاهرة التغير المناخي، من خلال مد جسور التعاون والشراكات مع المؤسسات الوطنية التي تعمل في مجال خدمة المجتمع والإنسان، لافتا إلى أن مساعدة المجتمع على التكيف مع التغيرات المناخية تعتبر من صميم العمل الخيري والإنساني، خاصة في العمل الخارجي، وذلك لما تعانيه شعوب بعض الدول من التغيرات المناخية، والمتمثلة في زيادة نسبة التصحر والأعاصير والفيضانات، وهي التحديات التي تتسبب في تشريد السكان، ومعاناتهم من المجاعات والنزوح الجماعي. وأشار الدكتور المسلماني، إلى أهمية إطلاق المنصة الإلكترونية الوطنية، التي ستعمل على تعزيز الوعي المجتمعي بالتغيرات المناخية، كذلك التعريف بالتنمية المستدامة وأهميتها وأثر ذلك على حياة المواطنين، خاصة أن أولى الخطوات التي تساهم في تجنب الدول لآثار التغير المناخي، هي توعية أفراد المجتمعات بقضايا البيئة، والتعريف بجميع أنواع التلوث وأضراره وأثر ذلك على حياة الإنسان.
ولفت إلى أهداف برنامج التعاون الذي سيعمل على تطوير الخطط المشتركة لزيادة الوعي المجتمعي بمخاطر التغير المناخي، ونقل الخبرات الواسعة التي تمتلكها الوزارة لجميع الشركاء، بما يساهم في التكيف مع آثار التغير المناخي. من جانبه، أعرب السيد فيصل محمد العمادي الأمين العام للهلال الأحمر، عن سعادته بالتوقيع على هذا البرنامج الذي يؤطر للتعاون السابق بين الهلال الأحمر ووزارة البيئة والتغير المناخي، وهو التعاون الذي أثمر العديد من البرامج والمبادرات المشتركة في مختلف الملفات المتعلقة بخدمة المجتمع وحماية البيئة.
وقال إن هذا التعاون الفني المشترك يهدف إلى تسخير خبرات وإمكانات الطرفين في بناء قدرات المجتمع للتصدي لواحدة من أخطر التحديات التي تواجه البشرية في العقود الأخيرة، ألا وهي قضية التغير المناخي وما يترتب عليها من ظواهر جوية وطبيعية تؤثر على أفراد المجتمع وتمس مقدرات حياتهم اليومية.
ويتماشى برنامج التعاون الفني المشترك مع استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة 2024 - 2030، والتي تهدف إلى تبني التدابير الفعالة لتخفيف آثار التغير المناخي، وتنفيذ برامج تعزز من سلوك أفراد المجتمع نحو البيئة، وتشجيعهم على الوفاء بالالتزام الذي حددته رؤية قطر الوطنية 2030 في الحفاظ على البيئة للأجيال المقبلة.