أكد سعادة السيد نور مراد محمد علي سفير جمهورية طاجيكستان لدى الدولة أن بلاده حريصة على دعم مبادرات دولة قطر في إطار منظمة شنغهاي للتعاون، منوها بالتطور المطرد الذي تشهده العلاقات الثنائية في شتى المجالات بدعم ورعاية قيادتي البلدين الصديقين.
وقال سعادة سفير طاجيكستان في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية “قنا”: لقد أصبحت قطر عضوا نشطا ضمن منظمة شنغهاي للتعاون، حيث دعمت طاجيكستان عملية انضمامها منذ البداية.. وهي تعول عليها للعمل مع الدول الأعضاء في المنظمة للقيام بأنشطة مشتركة ذات طبيعة سياسية واقتصادية وإنسانية.
وأشار إلى أنه في عام 2021، وخلال رئاسة جمهورية طاجيكستان لمنظمة شنغهاي للتعاون، انطلقت عملية تفاوض للنظر في طلب دولة قطر للحصول على صفة "شريك حوار"، وبعد عدة جولات من المفاوضات، قرر مجلس رؤساء الدول الأعضاء في 17 سبتمبر لعام 2021 خلال قمة منظمة شنغهاي للتعاون، منح قطر صفة "شريك حوار".
وأكد سعادة السيد نور مراد محمد علي، أن بلاده وضمن سياستها الخارجية، تولي أهمية كبيرة لتعزيز العلاقات مع دولة قطر، مبرزا أهمية الزيارات المتبادلة على مستوى قيادتي البلدين في إعطاء زخم للتعاون الثنائي بشكل يعكس روح التفاهم والثقة والاحترام المتبادل بين البلدين.
دفعة جدية
وقال سعادته: أؤكد بكل ثقة أن زيارة الدولة التي قام بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى طاجيكستان في 8 يونيو من العام الماضي والزيارة التي قام بها فخامة الرئيس إمام علي رحمان رئيس جمهورية طاجيكستان إلى دولة قطر خلال 21 و 22 يناير من هذا العام، أعطتا دفعة جدية لمواصلة تعزيز التعاون بين البلدين.
وأعرب عن تطلع بلاده، لمزيد من تنمية التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك، بما يشمل قطاعات التجارة والطاقة والزراعة والصناعة فضلا عن السياحة لاسيما وأن البلدين يتمتعان بفرص وإمكانات هائلة.
قطر هي أول دولة عربية استثمرت في طاجيكستان بما يشمل تمويل بناء مسجد دوشنبه الكبير
ونوه في هذا الصدد بأن دولة قطر هي أول دولة عربية استثمرت في طاجيكستان بما يشمل تمويل بناء مسجد دوشنبه الكبير وهو أكبر جامع عام في آسيا الوسطى (بقيمة 91.3 مليون دولار أمريكي).
وذكر أن شركة "ديار" القطرية تقوم أيضا بتنفيذ المشروع الاستثماري "ديار دوشنبه" في الوقت الحالي، مشيرا إلى أن الشركة أنجزت المرحلة الأولى من هذا المشروع وتعتزم استكمال المرحلتين الثانية والثالثة في المستقبل القريب.
وأفاد بأنه يجري التخطيط لإنشاء آليات جديدة لمواصلة تطوير علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري، ذات الأولوية بين البلدين.. لافتا إلى أن زيارة فخامة رئيس جمهورية طاجيكستان إلى دولة قطر هذا العام، ركزت على إبراز مجالات التعاون ذات الأولوية المستقبلية بالنسبة لحكومة بلاده.
حجم التبادل التجاري مع قطر لا يعكس حقيقة الإمكانات الهائلة التي يمتلكها البلدان
وفي هذا السياق، أعرب سعادة سفير جمهورية طاجيكستان عن تطلع بلاده لرفع حجم التبادل التجاري مع دولة قطر، معتبرا أنه لا يعكس حقيقة الإمكانات الهائلة التي يمتلكها البلدان.
وكشف أن العمل جار مع الجهات المعنية بخصوص فتح رحلات مباشرة بين مدينتي دوشنبه والدوحة، مؤكدا أن هذه الخطوة ستساهم في تعزيز التبادل التجاري بين البلدين إلى جانب مخرجات اجتماعات اللجنة الحكومية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والفني والعلمي والتي بدورها سيرسخ تنفيذها المزيد من النماء.
تعاون تجاري
وإلى جانب التعاون التجاري والاقتصادي، لفت سعادة سفير طاجيكستان إلى أن هناك العديد من القواسم المشتركة التي تجمع البلدين ومن بينها رؤيتهما إلى أن الدبلوماسية هي أساس لحل الخلافات والنزاعات.
وأكد على أهمية المكانة التي تحظى بها دولة قطر، تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في مجال الوساطة على الساحتين الإقليمية والدولية.
وقال سعادته: لا يخفى على أحد أن دور دولة قطر في التوصل إلى حل سلمي للصراعات الإقليمية والدولية على كافة الجبهات، من خلال المفاوضات أصبح نموذجا يحتذى به في المنطقة والعالم...مشيرا إلى أن دولة قطر قامت بمبادرات كبيرة في حل القضية الفلسطينية، وتمكنت من إطلاق سراح العديد من الرهائن من خلال وساطتها بين إسرائيل وحماس، بالتعاون مع شركائها فضلا عن التوصل إلى وقف لإطلاق النار لمدة أربعة أيام في قطاع غزة.
وجدد سعادة السيد نور مراد محمد علي سفير جمهورية طاجيكستان لدى الدولة التأكيد على أن بلاده تتقاسم نفس رؤية دولة قطر حيال حل الأزمات في العالم عبر الحوار والمفاوضات.