نظم كل من الهلال الأحمر القطري، والمعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية، ومركز دراسات النزاع والعمل الإنساني، والمركز المختص في مفاوضات العمل الإنساني بجنيف، وبعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بدولة قطر، ورشة عمل "الوساطة والنزاع" لفائدة مجموعة من الدبلوماسيين الجدد.
هدفت الورشة، على مدار ثلاثة أيام، إلى تزويد الدبلوماسيين الجدد بالمعارف والمهارات العملية اللازمة لضمان فعالية الوساطة وحل النزاعات في السياق الإنساني، وذلك من خلال التطرق إلى عدد كبير من الموضوعات الهامة ذات الصلة، مثل القانون الدولي الإنساني، والدبلوماسية الإنسانية، وآليات التفاوض، وأفضل الممارسات للتوصل إلى اتفاقيات السلام وحل النزاعات.
وفي تعليقه على هذه الورشة التي شارك في تقديمها مسؤولون وخبراء ومتخصصون من مختلف الجهات المشاركة، قال السيد فيصل محمد العمادي الأمين العام للهلال الأحمر القطري: "يأتي انعقاد الورشة في ظل التحديات الكبيرة التي يشهدها العالم على صعيد النزاعات الدولية، وتداعياتها الكبيرة على كافة الأصعدة، وبما تخلفه المسلحة منها من آثار كارثية على حياة المدنيين واستقرار المجتمعات المحلية، ما يبرز الحاجة الملحة إلى تعزيز دور العمل الإنساني والتفاوضي في تحقيق الأمن والسلام".
وأشار إلى الدور الريادي لدولة قطر في ساحات العمل الإنساني والدبلوماسي الدولي، ومكانتها المحورية في هذا الصدد، إذ لم تقتصر جهودها على تقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين في أوقات الأزمات فحسب، بل تخطت ذلك إلى ممارسة دور فاعل في التوسط بين أطراف النزاعات، وإيجاد الحلول السلمية لها، وهو الدور الذي أسفر عن إنجازات مشهودة في العديد من الأزمات الكبرى على مستوى المنطقة والعالم.
وأضاف العمادي "من هذا المنطلق، تبرز أهمية بناء القدرات الوطنية في مجال مفاوضات العمل الإنساني، إذ أن تطوير مهاراتنا وإمكانياتنا في هذا الإطار يعد ضرورة حتمية لحلحلة الوضع الراهن، والتعامل الناجح والناجع مع تعقيداته الحالية والمستقبلية".
كما نوه بأهمية هذه الورشة، التي تهدف إلى تزويد المشاركين بالمعرفة والمهارات اللازمة لتحقيق الفعالية في التفاوض والدبلوماسية الإنسانية، خاصة في السياقات الإنسانية بالغة الصعوبة التي تعصف بالعديد من الدول في عالمنا اليوم.
وأكد الأمين العام للهلال الأحمر القطري أن هذه التحديات لا يمكن التعاطي معها بشكل منفرد، بل لا بد من التنسيق والعمل الجماعي لمواجهتها، مشيدا بالتعاون الدائم والمثمر مع كل من وزارة الخارجية، والمعهد الدبلوماسي، ومركز دراسات النزاع والعمل الإنساني، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، والمركز المختص في مفاوضات العمل الإنساني.
ولفت إلى أنه من شأن التعاون بين المنظمات الإنسانية والمؤسسات الأكاديمية والمراكز المتخصصة أن يعزز من فعالية الجهود المبذولة في مجالات العمل الإنساني والتفاوضي.